حاوره - وليد عبدالله:

بدأ مسيرته كمدرب في عام 1999 كمدرب مساعد في فئة الأشبال بنادي الرفاع، بعدها أشرف على تدريب الفئة ذاتها ومن ثم انتقل لتدريب فئة الناشئين بالنادي. وقد خاض تجربة مع فئات نادي البديع الرياضي. حصل على شهادة C من الاتحاد الآسيوي لكرة القدم في مجال التدريب، وحصل على شهادة المستوى الثاني في البرنامج الوطني للمدربين. اختير من قبل إدارة التدريب والتطوير بالمؤسسة العامة للشباب والرياضة في عام 2009 لبرنامج التخصص في شهادة الدبلوم في اللياقة البدنية، الذي أقيم في جامعة لوزبرغ الألمانية في الفترة من 1 سبتمبر 2009 ولغاية 31 يناير 2010، حيث نجح من خلال هذا البرنامج الحصول على الشهادة والتي يعتبر من خلالها أول مدرب بحريني لكرة القدم يحصل على شهادة معتمدة في تخصص «اللياقة البدنية». هو المدرب الوطني عبداللطيف محمد، والذي أجرت «الوطن الرياضي» معه هذا الحوار للتعرف عن قرب على تجربته في هذا التخصص الذي حصل عليه.

تخصص فريد من نوعه:

وفي سؤال «الوطن الرياضي» عن كيفية اختياره لبرنامج التخصص في شهادة الدبلوم في اللياقة البدنية وما يحتويه هذا التخصص من علم في المجال الرياضي، قال المدرب عبداللطيف محمد: «لقد تمَّ ترشيحي في عام 2009 من قبل المؤسسة العامة للشباب والرياضة في ابتعاثي لجامعة لوزبرغ الألمانية لمدة خمسة شهور للحصول على شهادة الدبلوم في تخصص اللياقة البدنية. وتعتبر هذه التجربة جديدة بالنسبة لي، ولقد قبلت التحدي في خوض هذه التجربة والمضيّ قدماً نحو المشاركة في هذا البرنامج، والحصول على شهادة الدبلوم المعترف بها دولياً في تخصص اللياقة البدنية. وقد منّ الله عليَّ بالنجاح في هذا البرنامج والحصول على هذه الشهادة التي جعلتني أول مدرب بحريني أحصل على هذه الشهادة في هذا التخصص». وأضاف:»ويعتبر هذا التخصص فريد من نوعه، خصوصاً وأنه يحمل مجموعة من العلوم أهمها علم التدريب والطب الرياضي، وقد استفدت كثيراً من هذا التخصص في معرفة كيفية صقل اللاعب على منهج علمي ومعرفي، بالصورة التي تعود بالفائدة على اللاعب، مما يسهم في رفع مستواه الفني والبدني ويسهم في تحقيق النتائج المطلوبة مع فريقه».

مدرب الإنجاز:

وواصل عبداللطيف قائلاً: «وفيما يخص تأهيل اللاعب في مدة طويلة بحسب علم التدريب يسمى في هذه المرحلة المدرب بمدرب الإنجاز، أي أنَّ المدرب هو المسؤول عن بناء الإنجاز طويل الأمد، من أجل الوصول لأعلى المستويات. ولبناء الإنجاز ينصح بأربعة مراحل تدريبية، فالمرحلة الأولى تكون التدريب الأساسي، وأما المرحلة الثانية فتكون التدريب البنائي، والمرحلة الثالثة تكون التدريب الانتقالي وأما المرحلة الرابعة فهي تدريب الإنجاز العالي. ولقد حدد هذا البرنامج مناهج أساسية للتدريب وهي التدريب الأساسي وهو تدريب المبتدئين ومعرفة المواهب، يليه التدريب البنائي وهو تعليم المهارات، تعليم أداء التدريب وتطوير قابلية بذل الجهد، والتدريب الانتقالي هو الصقل والتكامل الرياضي، وتدريب الإنجاز العالي هو تحقيق البطولات والمحافظة عليها. ومن مسؤوليات مدرب الإنجاز تطعيم اللاعبين بالقدرات المبكرة والمتأخرة والمحايدة. فالقدرات المبكرة هي التوافقية والمرونة، قدرة السرعة، قدرة التعلم الحركي وقدرة القوة المميزة بالسرعة. وأما القدرات المتأخرة فهي التحمل اللاهوائي والقوة العظمى، وأما القدرات المحايدة فهي قدرة التحمل الهوائي وقدرة تحمل القوة». وأضاف: «ومن المواضيع التي تعلمتها في هذا البرنامج عناصر اللياقة البدنية، الإحساس الداخلي وتأهيل المصابين، السباحه، علم النفس، علم التربية، التربية في الهواء الطلق، السلة، التغذية، المشي والتدليك».

خدمة الكرة البحرينية:

وفي سؤال «الرياضي» عن طموحه بعد حصوله على هذه الشهادة المتخصصة في اللياقة البدنية، قال: «طموحي في المقام الأول خدمة الكرة البحرينية، حيث أسعى لنقل كل ما تعلمته في هذا البرنامج لجميع من يسعى لتعلم هذا التخصص في الكرة البحرينية، وتطبيقه على أرض الواقع من خلال عملي كمدرب».

الشهادة تعادل «برولايسن»:

وأضاف:»وتعادل شهادة الدبلوم في تخصص اللياقة البدنية من جامعة لوزبرغ الألمانية شهادة المدربين المحترفين «البرولايسن»، فهي شهادة معتمدة على المستوى الدولي ويؤخذ بها في جميع الاتحادات المنضوية تحت مظلة الاتحاد الدولي لكرة القدم «الفيفا».

لدي عروض تدريبية:

وفيما يخص العروض التدريبية التي يمتلكها، قال: «أمتلك عدد من العروض المحلية والخارجية، ولكنها لا تعدو مرحلة العروض الشفوية. فأنا لا أستطيع أن أدرسها أو أتخذ فيها القرار المناسب لكونها عروض شفوية، وأتطلع للحصول على عروض رسمية في المرحلة المقبلة لكي يتسنى لي دراستها بالشكل المطلوب».

نبارك هذه الخطوة:

وبالنسبة لرأيه في الخطوة التي اتخذها الاتحاد البحريني لكرة القدم في جلب المدربين الإسبانيين فران سانشيز ودانييل الغابا للإشراف الفني على منتخبات الفئات السنية، والخطة المستقبلية في تكوين قاعدة كروية متينة على مستوى المنتخبات الوطنية لمدة 12 سنة القادمة، قال:»تُعَدُّ هذه الخطوة من الخطوات الإيجابية التي اتخذها الاتحاد البحريني لكرة القدم للنهوض بالكرة البحرينية بالصورة المطلوبة. فنبارك لرئيس وأعضاء وجميع منتسبي اتحاد الكرة على هذه الخطوة المتميزة، التي أتوقع لها النجاح إذا ما تهيأت لها الأجواء المناسبة، وتمَّ توفير كافة الأمور والمتطلبات وأهمها الاستمرارية في العمل».

سنقارع المنتخبات الآسيوية:

وأضاف: «فقطف الثمار يأتي من خلال الاستمرارية في العمل وإعطاء الفرصة للأجهزة الفنية بالعمل مع المنتخبات الوطنية، من خلال الخطة المرسومة والبرامج التدريبية. فأتوقع إذا ما استمر اتحاد الكرة على خطته المرسومة لفرق الفئات السنة، أنه وبعد 6 سنوات من الآن سنكون من المنتخبات القوية في جميع الفئات الكروية، وسنقارع المنتخبات الآسيوية وسنحقق النتائج الإيجابية المطلوبة. فالاستمرارية أمر مطلوب في العمل من أجل تحقيق النتائج والأهداف المرسومة».

تجربة جديدة.. ولكن!

وبالنسبة لتجربته كمدرب مساعد في منتخب الشباب، قال: «تعتبر تجربتي في منتخب الشباب تجربة جديدة بالنسبة لي وممتعة، ولكن مرت تجربتي في ثلاث مراحل الأولى كانت مع المدرب الوطني عدنان إبراهيم، والتي أعتبرها الأفضل بين المراحل الثلاث، لما تعلمته واكتسبته من هذه المرحلة على المستوى الفني. وأما المرحلة الثانية فمع المدرب الوطني خالد الحربان الذي لم تكتب له الفرصة الكاملة في التواجد مع المنتخب، حيث اقتصر تواجده مع المنتخب لمدة أسبوعين. وأما المرحلة الثالثة فمع المدرب الفرنسي موسى بزاز، الذي تميَّز بالاعتداد برأيه وعدم الأخذ برأي المدرب المساعد في الأمور الفنية».

القناص سبب النجاح:

وعن رأيه في استغناء اتحاد الكرة عن خدمات المدرب الوطني عدنان إبراهيم الملقب بـ»القناص»، قال: «لم يوفق اتحاد الكرة في هذه الخطوة على الإطلاق، فالمدرب الوطني عدنان إبراهيم كان يعتبر من الأسباب الرئيسية والمهمة في نجاح المنتخب في أولمبياد الخليج، التي أقيمت في المملكة أكتوبر2011، والدورة العربية الـ12 التي استضافتها الدوحة ديسمبر في العام ذاته. فالسؤال المهم هو كيف يمكن لاتحاد الكرة اتخاذ هذه الخطوة في الاستغناء عن سبب من أسباب نجاح المنتخب في الفترة السابقة؟ فالجدير بالاتحاد المحافظة على جميع مسببات النجاح، من أجل مواصلة المنتخب للعطاء وتحقيق النتائج الإيجابية، بدلاً من المشاركة دون تحقيق نتائج تذكر».

تايلور ولململة الأوراق:

وقال:»وقد تداول مؤخراً في الشارع الرياضي عن أسباب إخفاق المنتخب الوطني في كأس العرب، التي أقيمت في السعودية، وتحميل المدرب الانجليزي تايلور المسؤولية الكاملة والبعض طالب بالاستغناء عن خدماته مع المنتخب. فأنا لست مع أو ضد تايلور، بل أنا مع الاستمرارية في عمل أي جهاز فني مع أي منتخب حسب الرؤية والخطة الموضوعة. وفي بعض الأحيان يمكن لاتحاد الكرة اتخاذ قرار الاستغناء إذا كانت الفترة التي قضاها الجهاز الفني كافية ولم يحقق فيها النتائج المطلوبة». وأضاف:»واعتبر أنَّ المدرب تايلور كان مسؤولاً عن جزء كبير من إخفاق المنتخب في المشاركة الأخيرة، خصوصاً بعد التخبطات التي قام بها في تغير مواقع اللاعبين داخل أرضية الملعب واللعب بخطة لعب مغايرة عما اعتاد عليه المنتخب. ويجب على المدرب تايلور في هذه المرحلة لململة الأوراق والاستعداد بشكل مناسب لخليجي21، من خلال مرحلة الإعداد التي يجب أنْ يتخللها العديد من المباريات الدولية، التي تعتبر مهمة في المرحلة القادمة للوصول لمرحلة متقدمة من الانسجام بين اللاعبين، والوصول للاستعداد الأمثل من الناحيتين الفنية والبدنية».

كلمة أخيرة..

وختم المدرب الوطني عبداللطيف محمد حديثه قائلاً: «أتقدم بالشكر والتقدير لسمو الشيخ خالد بن حمد آل خليفة على دعمه الكبير لي في البرنامج، كما أتوجه بالشكر للشيخ فواز بن محمد آل خليفة رئيس هيئة شؤون الإعلام على دعمه للكوادر البحرينية، ومن ضمنهم قبول ترشيحي للدخول في البرنامج عندما كان رئيساً للمؤسسة العامة للشباب والرياضة، وأتوجه بالشكر لرئيس القناة الرياضية البحرينية عبدالعزيز محمد الأشراف على ترشيحي للدخول في برنامج الشهادة المعتمدة في تخصص «اللياقة البدنية» عندما كان مديراً بالمؤسسة العامة للشباب والرياضة. وأتوجه بالشكر لرئيس نادي الرفاع الشيخ عبدالله بن خالد آل خليفة في احتضاني كمدرب بالنادي وأتوجه بالشكر والتقدير لجميع من وقف إلى جانبي من المدربين الوطنيين والأهل والأصدقاء وساندني للحصول على الشهادة، وأنتهز الفرصة لأتقدم بالشكر لـ»ملحق الوطن الرياضي» على هذا اللقاء، وأتمنى أنْ أكون ضيفاً خفيفاً على قراء الملحق المتميز».