دعا رجل الأعمال عبدالله الكبيسي لتقييم أداء المجلس التشريعي من قبل المواطنين والنواب أنفسهم، وذلك قبل البدء في دور الانعقاد الثالث من الفصل التشريعي الثالث للوقوف على إيجابيات المجلس وسلبياته، وقال الكبيسي “يجب أن نُقيم أنفسنا، كناخبين، من انتخبنا؟ ومن يفترض أن ننتخب؟ وبالنسبة للإيجابيات، فإننا لم نر إيجابيات واضحة على أرض الواقع للمجلس الحالي، أعني إيجابيات تمس المشكلات الكثيرة العالقة والمتأزمة في حياة المواطنين، مثل المشكلة الإسكانية، والبطالة، والطائفية، وعلى ضوئها، فالسلبيات كثيرة، ولا حصر لها”.

وتساءل الكبيسي: “صُرفت أموال كثيرة على المجلس التشريعي، فهل الإنجازات التي تحققت جديرة بكل هذه الأموال الضخمة التي تم صرفها، ولايزال الصرف مستمراً؟”، مُستدركاً أنه لا يعتقد بوجود إيجابيات، في خضم كثرة السلبيات والمشكلات، دون أن يوجد لها حلول ناجعة”، وأضاف: “أين الإيجابيات التي حققها المجلس النيابي؟”، ورأى بأن السلبيات كثيرة ومتعددة، ولاحصر لها، وتتركز في معضلة عدم حل المشكلات الحقيقية الكبرى التي تواجه المجتمع البحريني”.

واستطرد قائلاً “كيف وصل النائب إلى المجلس التشريعي؟ بأصوات الناخبين، بأصوات المواطنين، فهؤلاء قد أسندوه المهمة والأمانة كي يدافع عنهم، ويحل مشكلاتهم، ويسن قوانين تجد طريقها للتنفيذ، ومن ثم التقدم والنهوض بمجتمعهم، والتسهيل عليهم في حياتهم ومعيشتهم، والدفع بهم قدماً للتطوير على كافة الأصعدة والمستويات”.

وأضاف الكبيسي: “أما وأن تسند إلى أحد ما هذه المهام الكبيرة والهامة، ولا يقدم أداءً يرقى بمستوى من تكلف عناء التصويت والحضور والاستماع إلى الوعود والتمنيات، فإن ذلك ليس بالأمر المقبول على الإطلاق، ويجب أن يراجع النواب أنفسهم، ويُسائلوا أنفسهم، ماذا حققنا لمن أعطانا صوته؟ وهل الوعود التي وعدناها حققناها لهم؟ وهل تحققت الوعود على أرض الواقع بعد دورين من الانعقاد في الفصل التشريعي الثالث؟”.

وأوضح الكبيسي أن الناخبين قد اكتسبوا خبرة كبيرة الآن، فغدوا يعرفون من يختارون؛ فالتجربة قد نضجت بعض الشيء، منذ 2002، ويميز المواطنون الوعود الصادقة من الكاذبة، وأضاف “ليسأل النواب أنفسهم، وليعيدوا تصفح برنامجهم الانتخابي، فكم من الوعود التي وعدوها وأخذوا عهداً على أنفسهم أمام الناخبين ليحققوها قد أنجزت على أرض الواقع بعد انقضاء نصف مدة تعيينهم بالانتخاب”.

وتابع الكبيسي “لا أتذكر من الإيجابيات إلا ما لذ وطاب من التفنن في تقديم الأطعمة بالخيام الانتخابية، هذه هي الإيجابية الوحيدة التي أتذكرها، وإن كان بعض النواب غير قادر على إنجاز المزيد، فلتستمر هذه الموائد على الأقل، لإطعام المحتاجين من الناس كل ليلة، بدل إطلاق الشعارات، دون أن نشهد نتائج ملموسة”.