عواصم - (وكالات): أعلن المرصد السوري لحقوق الإنسان “مقتل 126 شخصاً برصاص قوات الأمن السورية في مدن عدة”، فيما أكدت الناطقة باسم بعثة المراقبين الدوليين في سوريا سوسن غوشة أن “الجيش السوري يستخدم الطيران الحربي في قصف مدينة حلب”. ووصلت المواجهات بين قوات الرئيس بشار الأسد والمقاتلين المعارضين، للمرة الأولى منذ بدء الاضطرابات، إلى مشارف حيي باب توما وباب شرقي المسيحيين وسط دمشق، فيما تستمر المعارك على اشدها في حلب. من جهته، أكد الرئيس بشار الأسد أن “الجيش السوري يخوض “معارك بطولة وشرف” يتوقف عليها “مصير” الشعب السوري والأمة”. وعلق البيت الأبيض على خطاب الأسد بقوله إن “دعوة الأسد لقواته لمواصلة القتال ضد مقاتلي المعارضة هو عمل “جبان وحقير”“. من جهته، انتقد قائد الجيش السوري الحر العقيد رياض الأسعد “قيادة الجيش السوري الحر في الداخل”، معتبراً أن “طرحها لمشروع حكومة انتقالية يؤكد سعيها للحصول على مناصب، ويساهم في إعادة إحياء نظام الأسد”.

في الوقت ذاته، اعتبر الجيش الحر في الداخل أن فكرة تشكيل حكومة انتقالية من فصيل مجلس الأمناء الثوري المعارض “ولدت ميتة”. وقال الأسد في كلمة وجهها إلى الجيش السوري بمناسبة عيد تأسيسه الـ 67 ونقلتها وكالة الأنباء الرسمية “سانا” أن “معركتنا مع العدو معركة متعددة الأشكال واضحة الأهداف والمعالم، معركة يتوقف عليها مصير شعبنا وأمتنا ماضيا وحاضرا ومستقبلا”. وأضاف أن “الجيش العربي السوري خاض وما يزال معارك الشرف والبطولة دفاعا عن سيادة الوطن وكرامة الأمة”، مضيفا ان “عدونا بات بين ظهرانينا يتخذ من عملاء الداخل جسر عبور له ومطية لضرب استقرار الوطن وزعزعة أمن المواطن”. ميدانياً، أفاد المرصد السوري أن “اشتباكات عنيفة تدور بين القوات النظامية ومقاتلين من الكتائب الثائرة المقاتلة في سوق بحي التضامن بالعاصمة السورية”، موضحاً أن الحي “يتعرض لقصف مدفعي”.

وشهدت دمشق لأول مرة اشتباكات في محيط حيي باب توما وباب شرقي المسيحيين بين مقاتلين معارضين والقوات النظامية، بحسب المرصد. ويقع هذان الحيان وسط دمشق القديمة ويتميزان بوجود الكثير من الفنادق وبحركة سياحية لافتة. وقد بلغت حصيلة الأمس 169 قتيلاً بحسب المرصد الذي أشار إلى أن بين القتلى 126 مدنياً نحو نصفهم في ريف دمشق حيث سقط 30 مدنيا بينهم 28 في عرطوز، بالإضافة إلى 14 مقاتلاً معارضاً.

وقتل 29 من القوات النظامية بينهم ضابط خلال اشتباكات في محافظات دمشق وأدلب ودرعا وحمص.

وفي حلب التي تشهد منذ السبت الماضي هجوما واسع النطاق شنه الجيش السوري لاستعادة السيطرة عليها، تدور معارك في الأحياء التي يسيطر عليها الجيش السوري الحر. وأفاد احد قادة الجيش السوري الحر العميد عبدالناصر فرزات قرب حلب، أن المقاتلين المعارضين يسعون إلى السيطرة على مقرات المخابرات في مدينة حلب، بعد استيلائهم على 3 مراكز للشرطة.

في هذا السياق، أفاد مصدر أمني في دمشق أن “هدف المقاتلين هو الاستيلاء على مقر المخابرات الجوية في حي الزهراء الذي يقع في الضواحي الغربية لمدينة حلب”.

ويسعى الجيش الحر من خلال معركة حلب، بحسب خبراء ومحللين عسكريين، إلى الحصول على منطقة آمنة شمال البلاد، لا سيما بعد أن سيطر المعارضون على مناطق واسعة في ريف حلب قريبة من الحدود التركية. وعلى الجانب الأخر من الحدود بدأ الجيش التركي تدريبات عسكرية على سرعة دباباته وقدرتها على المناورة في المنطقة الجنوبية الشرقية المحاذية لسوريا. وتأتي هذه التدريبات بعد أن أرسلت تركيا قافلة من الدبابات والأسلحة وبطاريات صواريخ ارض جو إلى الحدود مع سوريا لتعزيز دفاعاتها مع تصاعد العنف على الجانب الأخر من الحدود. وأعلن برنامج الأغذية العالمي أنه ارسل مساعدة غذائية إلى حلب، مضيفاً أن “الوضع الإنساني يتدهور في حلب والاحتياجات الغذائية في تزايد”.

وقالت منظمة العفو الدولية في بيان “إن الهجوم الجاري على مدينة حلب والذي يعرض حياة المدنيين لمخاطر اكبر، هو تطور متوقع جاء بعد نمط مقلق من الانتهاكات التي ترتكبها قوات الأمن الحكومية في إرجاء البلاد”. سياسياً، سجل انقسام جديد في صفوف المعارضة السورية غداة الإعلان في القاهرة عن تأسيس “مجلس الأمناء الثوري السوري” من شخصيات غير حزبية، وتكليفه المعارض البارز هيثم المالح تشكيل حكومة انتقالية في المنفى. ووصف رئيس المجلس الوطني عبد الباسط سيدا الخطوة بانها “متسرعة” و«تضعف المعارضة، فيما اعتبرها الجيش السوري الحر في الداخل بانها فكرة “ولدت ميتة، كونها صدرت عن فصيل واحد لا يمثل أطياف المعارضة ولا يلبي مطالب الشعب”. في الوقت ذاته، انتقد قائد الجيش السوري الحر العقيد رياض الأسعد قيادة الجيش السوري الحر في الداخل، معتبراً أن طرحها لمشروع حكومة انتقالية يؤكد سعيها للحصول على مناصب، ويساهم في إعادة أحياء نظام الرئيس بشار الأسد.

وفي بغداد أكد رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي ومبعوث الرئيس الروسي للشرق الأوسط ميخائيل ليونيدفيغ خلال لقاء على ضرورة إيجاد “حل سلمي يحقن دماء السوريين ويحقق التحول المطلوب” في سوريا. في هذه الأثناء، بدأ وزير خارجية تركيا أحمد داود أوغلو زيارة إلى أربيل بهدف بحث أوضاع الأكراد في سوريا، وفقاً لمصادر حكومية في إقليم كردستان العراق.

إلى ذلك، أكدت السفارة الروسية في دمشق أن “لا تغيير في عملها” ولا تعليمات تقضي بإجلاء الرعايا الروس من البلاد بعد إدراجها اسم سوريا في قائمة البلدان التي “تعيش ظروف طارئة”.

وفي موسكو، قال المتحدث باسم الرئيس الروسي إن فلاديمير بوتين سيدافع بقوة عن موقف روسيا من الأزمة في سوريا عندما يلتقي رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون في لندن. ورفض المتحدث كذلك تصريحات كاميرون التي تلمح إلى أن بوتين يرى أن على الرئيس السوري بشار الأسد التنحي، وقال “نعتقد أن السبب في هذه التصريحات هو خطأ في الترجمة”.

وفي براغ، أعلنت الخارجية التشيكية أن سفارتها في دمشق ستمثل المصالح القنصلية للولايات المتحدة الأمريكية التي أغلقت بعثتها الدبلوماسية في العاصمة السورية في فبراير الماضي.

من جهته، أكد وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس أن الاجتماع الوزاري حول سوريا في مجلس الأمن الدولي الذي ترأسه فرنسا هذا الشهر سيعقد “قبل نهاية أغسطس الجاري”.