نبيل البلوشي

لا يخفى على أحد ما يحصل من إقبال الناس على التمور في شهر رمضان، بحيث يبيع فيه التجار أضعاف ما يبيعونه طيلة العام، فتخيلوا لو أن أحد تجار التمور تأخر في استغلال هذا الموسم وتكاسل في اغتنام هذا الإقبال المتزايد، حتى خرج رمضان وانقضى، لكم أن تتصوروا الحسرة العظيمة التي ستكون في قلبه جراء ذلك، إذ لن يجد موسماً خيراً من هذا الموسم لكسب أرباح مضاعفة من غير كبير عناء...

هذا وهو إنما يتاجر ليربح متاع الدنيا !

فكيف بمن قعد عن التجارة مع الله سبحانه حتى خرج هذا الموسم الذي لا يتكرر له مثيل في أشهر العام كلها؟! فهل سيجد نفس تلك الحسرة؟! . . . لنرى ذلك:

عتقاء لله سبحانه من النار في كل ليلة، دعوات مستجابة في كل يوم، ليلة معظمة عند الله هي خير من ألف شهر، تفتح في هذا الشهر أبواب الجنان، وتغلق أبواب النيران....

ومع ذلك يقعد الكثير منا عن مثل هذه الأرباح والمكاسب...

ولذا قال صلى الله عليه وسلم – رغم أنف امرئ دخل عليه رمضان وخرج ولم يغفر له.

فإن دخل عليك رمضان وخرج ولم يغفر لك، فمتى سيغفر لك إذاً؟!