لم يتمكن أحد من قبل من تحقيق ما ستسعى إليه إسبانيا في بطولة الأمم الأوروبية ببولندا وأوكرانيا: الحصول على ثلاثة ألقاب كبرى على التوالي. لذلك لو تحقق هذا الإنجاز، يعتقد المدير الفني لمنتخب البلاد فيسنتي دل بوسكي أن رجاله سيكسبون حقهم في المطالبة بالاعتراف بهم كفريق تاريخي. ويقر المدير الفني لأبطال أوروبا والعالم في مقابلة مع وكالة الأنباء الألمانية «بالطبع.. علينا أن نسعى إلى الكثير، وذلك هو ما سنحاوله». وفشلت محاولة ألمانيا في عمل ذلك في سنوات السبعينيات، وكذلك فرنسا مطلع القرن الحالي، لذا يحذر المدرب «61 عاماً» «الفوز، والفوز، ثم الفوز أمر صعب للغاية»، فتحديه الأكبر يكمن في الحفاظ على الحافز داخل مجموعة تهيمن على الكرة العالمية منذ 2008 . وهو يعلق على هذا التحدي الكبير بقوله «لدينا لاعبون أذكياء للغاية يفهمون جيداً ما تعنيه مهنة لاعب الكرة. إنها مهنة قصيرة العمر جداً وعليهم أن يستغلوا جيداً كل الفرص التي تلوح لهم لصنع التاريخ، والتاريخ يتعلق بمن يفوز. حقيقة أنه بعد موسم بهذا الطول، مليء بمباريات كبيرة، نبدو كمن يطالبهم بوقت إضافي ذهني، لكنني لا أفقد ثقتي بهم. إنهم أذكياء ويعرفون ما تعنيه هذه المهنة». ويضيف «دائماً ما نزهوا بحسن تصرف لاعبينا، وليت ذلك لا يتغير. إنهم يواجهون مسؤولية إضافية، فهم أبطال العالم وأوروبا، وعليهم أن يتصرفوا انطلاقاً من ذلك، وليس فقط على أرض الملعب». ويعتبر المدرب المخضرم أن مهمة الإعداد الذهني للاعبين في هذه المرحلة لا تمثل مشكلة كبيرة، بالنظر إلى أن اللاعبين معتادون على ذلك مع لعبهم في أندية كبرى ، مشدداً على أنه يتم «الاحتفال بشكل معقول بالانتصارات رغم أن الهزائم تؤلم كثيراً» داخل فريقه. وعندما يسئل عما إذا كانت إسبانيا ستكسب حق اعتبارها كفريق تاريخي إذا ما فازت ببطولة الأمم الأوروبية، قال «بالطبع نعم. فضلاً عن ذلك، أمر مفهوم أن علينا أن نكون شديدي الضغط على جميع لاعبينا، وذلك هو ما سنحاوله. لكن ليس من السهل المقارنة (مع منتخبات أخرى). فهي عصور مختلفة. من الصعب على تبسيط الأمر، إنها مواقف تصعب فيها المقارنة». ويوضح وجهة نظره قائلاً «الفوز والفوز ثم الفوز أمر صعب للغاية. حتى الآن لم يحقق أحد ذلك. لكن ذلك حافز لنا هذا الصيف». وقبل انطلاق البطولة ، يمثل أكبر هواجس القلق بالنسبة لدل بوسكي الوصول إلى أقصى مستويات التنافسية. وبتواضعه المعتاد، يؤكد المدرب أن دوره محدود في عملية التجديد التي شهدها الفريق في الأعوام الأخيرة «إنهم لاعبون ظهروا في وقتهم، مثل خافي مارتينيز وخوان ماتا وجيرارد بيكيه وسيرجيو بوسكيتس وفيرناندو يورينتي، لكن ذلك حدث بتدخل طبيعي للقدر. كما إننا لا نفكر بأن علينا استبعاد الماضي كله، وإنما بصورة طبيعية، مثل كل الأشياء التي حدثت في الاتحاد الإسباني خلال الأعوام الأربعة الأخيرة». ويتابع «وحتى قبل ذلك (مع سلفه لويس أراجونيس) كان هناك تطور طبيعي صحي ورائع على كل المستويات. لا توجد مشكلات كبيرة. ربما خسرنا بعض المباريات الودية، لكن يمكن اعتبارها أحداثاً غير طبيعية».