مع مرور السنوات اختفى أسلوب الكاتاناتشيو وأصبح من الماضي في ظل الشعبية الكبيرة التي حققتها الأساليب الهجومية وعلى رأسها أسلوب الكرة الشاملة، وقد ساهمت الخطط الجديدة التي اخترعت في زوال الكاتيناتشيو في ظل عدم استخدام العاملين الرئيسيين لأسلوب رابان، روكو، هيريرا وبيرزوت وهما مركز الليبرو وأسلوب الرقابة اللصيقة.

ربما مازالت بعض الفرق الضعيفة تستخدم ذلك الأسلوب في كرة القدم الحديثة لتقليل الفارق الفني بينها وبين منافسيها وتحويل مبارياتها إلى مبارزات بدنية إلا أن الانتقادات اللاذعة للكاتيناتشيو كونه أسلوباً دفاعياً بحتاً يقتل جمال كرة القدم أنهى تماماً أي وجود لذلك الأسلوب عدا في حالات استثنائية.

وبالرغم من ذلك قامت بعض الفرق ومدربيها بإعادة إحياء الكاتاناتشيو بشكل غير مباشر أمام المنافسين الأقوياء بحسب أوضاع اللاعبين وحاجة الفريق خاصة في حال تعرض أحد اللاعبين للطرد أو الحفاظ على النتيجة المطلوبة حتى نهاية المباراة.

ففي يورو 2000 اعتمد مدرب المنتخب الإيطالي دينو زوف على ذات الأسلوب الذي اعتمد عليه سلفه في مباراة النمسا في كأس العالــــــــــــم 1998 لكن الأمر كان مغايراً قليلاً في أن الأولوية لبيسوتو هي مركز الجناح الأيمن حيث لعب المنتخب الإيطالي بخطة 4-4-2 (4-2-2-2(1-1) الكلاسيكية مع تراجع بيسوتو لمركز الظهير الأيمن لتتحول الخطة إلى 5-3-2 في الحالات الدفاعية ولا يُمكن للجميع نسيان النهائي الشهير ضد المنتخب الفرنسي.

في كأس العالم 2006 والتي قال مارتشيللو ليبي مدرب إيطاليا بعد الفوز بكأس العالم فيها (الكرة الهجومية تجلب الانتصارات أما الدفاعية فتجلب البطولات) أدخل المدرب السابق لليوفنتوس أسلوب الكاتيناتشيو بمفهوم جديد وعلى خطة جديدة وهي 4-2-3-1 المُشتقة من 4-5-1.

حيث كان يعتمد ليبي على منح السيطرة بشكل أكبر على الخصم عبر فصل الدفاع عن الهجوم وذلك عبر القيام بهجمات مرتدة سريعة يقودها ثلاثي خط الوسط الأمامي فقط ماورو كامورانيزي، سيموني بيروتا (أو أليساندرو دل بييرو) وفرانشيسكو توتي رفقة المهاجم لوكا توني، ألبيرتو جيلاردينو أو فيليبو إنزاغي. بينما كان بقية لاعبي خط الوسط الخلفيين أندريا بيرلو وجنارو غاتوزو شحيحي التقدم للأمام وفي حال تقدم بيرلو كان بيروتا (أو كامورانيزي) يمتنعان من المشاركة في الهجمة ويغطيان مايسترو خط الوسط الذي كان يعتمد أيضاً على إرسال التمريرات الطولية في بعض الأحيان عوضاً عن التقدم والمشاركة في الهجمات.

في المُقابل ومع ثبات القسم الخلفي في خط الوسط كان الدفاع ثابتاً على الدوام وفي الحالات الدفاعية كان الفريق الخصم يجد صعوبة في التعامل مع 6 لاعبين متمركزين في الخطوط الخلفية إضافة إلى دعم ماورو كامورانيزي أو سيموني بيروتا الدفاعي وقد ظهر هذا الأمر جلياً في المباراة النهائية ضد فرنسا.

أيضا لا يُمكن نسيان مباراة منتخب إيطاليا في الدور الثاني ضد أستراليا حينما طُرد ماركو ماتيراتزي في الدقيقة 50 حيث تحولت خطة الفريق من 4-3-3 (1-2) إلى 4-3-0-2 وأصبــــــح المنتــــــــخب الإيطالي لا يتحرك من مناطقه الدفاعية عدا في عدد قليل من الهجمات عبر المهاجمين فينشينسو ياكوينتا وفرانشيسكو توتي إضافة إلى تقدم طفيف من لاعب خط الوسط سيموني بيروتا والظهير الأيسر فابيو غروسو، ذلك الأسلوب الذي مكن إيطاليا من الفوز عبر ركلة جزاء سجلها توتي جعل صحيفة غارديان الإنجليزية تقول إن أسلوب المنتخب الإيطالي في التعامل مع المباراة جعل الأمر يبدو كأن روح هيلينيو هيريرا تمكنت من مارتشيلو ليبي.