بدأ التحكيم في لعبة كرة الطائرة بمملكة البحرين منذ منتصف القرن الماضي وذلك في المدارس الحكومية من قبل مدرسي التربية البدنية الرياضية، حيث بدأ التحكيم في اللعبة على يد المرحوم الأستاذ محمد الباكر والأستاذ إبراهيم الدوي والأستاذ محمد رفيع وكانوا من أوائل الجيل الذين أداروا اللعبة في المملكة حتى تبعهم الحكم القدير والعالمي جعفر نصيب وخالد بوشعر بفترة بسيطة ليكمل جيل عريق من حكام كرة الطائرة في مملكة البحرين. وخلال أيام التحكيم الأولى للعبة كرة الطائرة في المملكة لم يكن الحكام على دراية بقوانين اللعبة بصورة كاملة، مما جعل اللاعبين يتوجهون بدون استثناء إلى اللعب بطريقة الأذرع والتي بدأها نادي البلوش في البحرين باعتماد جميع لاعبين على اللعب بطريقة الأذرع والأيادي مقبوضة.
ومع تطور اللعبة في المملكة خلال القرن الماضي قامت لجنة دراسات التحكيم باستقطاب خبير التحكيم المصري المرحوم سعيد خفاجة من أجل إلقاء بعض الدراسات الأساسية في لعبة كرة الطائرة والتي سارت على أسس معينة، حيث كانت هذه الدراسات رسمية وأساسية وبدأت اللعبة تسير على هذا الأساس بعدما تم إشهار الاتحاد البحريني لكرة الطائرة بصورة رسمية حيث كان لجنة سابقاً. وقد نظمت البحرين أول بطولة في لعبة كرة الطائرة على أرضها وذلك هي البطولة العربية وبحضور عدد من الدول العربية للمشاركة في هذه البطولة عام 1978م، حيث قامت اللجنة المنظمة للبطولة بتسكين الوفود في سكن الجيش البريطاني في منطقة الجفير بالقرب من مدرسة البحرين. وقد كسب المنتخب المصري هذه البطولة وكانت الملاعب مكشوفة حينها، حيث تقع هذه الملاعب في أم الحصم في نفس موقع صالتي كرة السلة وكرة اليد خلال الوقت الحالي. وقد تم تخصيص الحكام في جميع الألعاب الجماعية بالبحرين وذلك بعدما السماح لهم بالتحكيم في أي لعبة أخرى في حالة تحكيمه للعبة معينة. وقد تميز بعض الحكام في إدارة عدد من الألعاب الجماعية وعلى رأسهم رئيس الاتحاد البحريني لكرة الطائرة سابقاً محمد حمادة، حيث كان يقوم بإدارة مباريات كرتي القدم والطائرة إلى جانب أنه كان مدرباً لنادي القادسية في الطائرة سابقاً.
ما هي مهام حكم كرة الطائرة ؟
يتساءل البعض عن مهام حكام لعبة كرة الطائرة في إدارة المباريات حيث تعتمد هذه اللعبة كأي لعبة أخرى على أن يكون الحكام مطلعين على قانون اللعبة بصورة كاملة وخاصة في إدارة للمباريات كونه يحتاج إلى الوصول لقرار حاسم في بعض الحالات خلال اللقاءات.
ويجب أن يتميز حكم الكرة الطائرة بنوع من حدة الذكاء وسرعة البديهة إلى جانب أن اللعبة من الألعاب الجماعية والتي تحتاج لأكثر من حكم حيث يكون هناك حكم أول وحكم ثاني إلى جانب حكم يسجل اللقاء وكذلك الاعتماد على 4 مراقبين للخطوط وفي أقصى الحالات على اثنين.
وتعتبر لعبة الكرة الطائرة من الألعاب الصعبة في الجانب التحكيمي وخاصة كون هناك بعض المواقف الصعبة التي تحدث أثناء المباريات. وينظر العديد من متابعي الرياضات حول العالم إلى أن الحكم هو القاضي في الملعب فيجب أن يكون عادلاً بين جميع الأطراف والفرق المشاركة وحتى محاباة طرف على الآخر، إلى جانب تميزه بالثقة وإلا سيواجه للعديد من المشاكل في المباريات والحاجة إلى الثقة يعد من أجل اتخاذ القرار الصائب في حالات معينة تؤثر على سير اللقاء.
ويعتمد حكام اللعب على أسلوب التربية في الملعب وذلك من خلال استخدام القواعد والضوابط مع اللاعب الغير مؤدب وذلك من أجل إيقافه عند حده في حال تعديه على الحكم خلال اللقاء أو لاعب ضده أو معه ومدرب في الملعب.
ويجب على الحكم أن لا تتأثر قراراته بالفرق الموجودة داخل الملعب مهما كان حجم أحد الفرق أو الفريقين المشاركين في اللقاء.