كركوك، بغداد - (أ ف ب): أثارت زيارة وزير خارجية تركيا أحمد ادود أوغلو المفاجئة والنادرة لمسؤول تركي إلى كركوك، غضب بغداد التي اتهمته بانتهاك سيادتها، في اشتباك دبلوماسي جديد يعمق الأزمة السياسية بين البلدين. وفي خطوة مفاجئة ونادرة لمسؤول تركي، زار داود أوغلو كركوك شمال بغداد آتيا من أربيل حيث التقى رئيس إقليم كردستان العراق الذي يتمتع بحكم ذاتي مسعود بارزاني. واجتمع داود أوغلو في المدينة الغنية بالنفط والتي يعيش فيها 900 ألف نسمة يمثلون معظم أطياف المجتمع العراقي، بالمسؤولين المحليين فيها، وسط إجراءات أمنية مشددة نفذتها عناصر من الشرطة وقوات كردية. واحتجت بغداد بشدة على الزيارة التي لم تجر بموافقتها. وقال بيان نشرته وزارة الخارجية العراقية على موقعها إن زيارة أحمد داود أوغلو لكركوك جرت “دون علم وموافقة وزارة الخارجية ودون اللجوء إلى القنوات الرسمية والدبلوماسية”. وأضافت الوزارة في بيانها أن “هذه الزيارة نعتبرها نوعاً من الانتهاك الذي لا يليق بتصرف وزير خارجية دولة جارة ومهمة مثل تركيا، وهو يشكل فضلاً عن ذلك تدخلاً سافراً بالشأن الداخلي العراقي”. كما استغربت في الوقت ذاته “موقف حكومة الإقليم التي سهلت هذه الزيارة دون علم الحكومة الاتحادية”، معتبرة أنها “تخالف بذلك مسؤولياتها الدستورية”. وزيارة الوزير التركي لكركوك هي الأولى لمسؤول تركي رفيع المستوى “منذ عشرات السنين”، وفقاً لنائب رئيس الجبهة التركمانية العراقية علي هاشم مختار أوغلو. وقال داود أوغلو خلال الزيارة التي استمرت بضع ساعات “كنت منذ مدة طويلة أنوي زيارة كركوك لكنني اخترت شهر رمضان لأنه شهر مبارك”. وتابع “نحن نرى أن كركوك غنية بثرواتها وتنوعها ولذا فإنها ستكون من المدن الرائدة في الشرق الأوسط، ونحن كأتراك مستعدون لخدمة كركوك والعراق فصداقتنا أبدية ودائمة”. وأعلن المسؤول التركي عن توأمة قريباً بين كركوك ومدينة كونيا التركية، مسقط رأسه قائلاً “اليوم تتحقق توأمة بين كركوك وكونيا التي أنتمي إليها، هذه المدينة المشهورة بالتصوف، ولذا أدعو إدارة وجميع أعضاء مجلس المحافظة للاحتفال بالمناسبة في كونيا”.ميدانياً، قتل 4 من عناصر الشرطة العراقية وجندي و3 من قوات الصحوة في هجمات استهدفت نقاط تفتيش كانوا يقيمون فيها في تكريت والدجيل وبلد شمال بغداد، وفقاً لمصادر أمنية وطبية.