يرى أطباء الأطفال أن “الصيام من العادات المكتسبة منذ الصغر، وكلما تعود عليها الطفل في سن مبكرة كلما التزم بها وهو شاب حتى يتقدم به العمر”، مشيرين إلى أن “سن الثامنة الأنسب لبداية ممارسة الصغار للفريضة”، فيما أوضحوا أن اتباع طريقة “تدرج التعود” ضرورة بالنسبة لصيام الأطفال. وينصح الأطباء الأم “بضرورة تعليم الطفل في هذه السن أهمية الصوم ولماذا فرض على المسلمين؟ من خلال شرح أركان الإسلام، فالمعلومات الدينية التي تلقى على أذن الطفل بشكل مبسط تدعوه لأن يقلد والديه، ويتقرب من الله”. ولفتوا إلى “ضرورة الذكاء في تعود الطفل على الصيام واتباع طريقة “تدرج التعود”، ولابد من مشاركة الطفل أفراد الأسرة وجبة السحور، وأيضاً مشاركتهم في الصلاة، وعند استيقاظ الطفل في صباح اليوم التالي لا يقدم له وجبة الإفطار كما اعتاد، ويترك إلى أن يشعر بالجوع، إلى ما بعد أذان الظهر، ثم يقدم له وجبة إفطار خفيفة مع التحدث معه أن صيام الصغار بعدد سنين عمره، إذ أن ابن السابعة يصوم 7 ساعات، مع احترام أن لكل طفل قدراته على تحمل ساعات الصوم، ثم يقدم له مشروباً مغذياً بعد أذان العصر أو وجبة صغيرة على أن يشارك أفراد الأسرة وجبة الإفطار الرئيسية مع أذان المغرب”. وهنا يشدد الأطباء على ضرورة أن “ينال الطفل التشجيع من قبل أفراد الأسرة مع أول عام للصيام، وبعد ذلك يستطيع الطفل أن يقوى على الصيام، والبعض يستطيع الصيام الكامل من سن الثامنة، فيما لا يقوى البعض وصولاً لسن العاشرة”.
قدرات مختلفة
يشير الأطباء إلى أن “صيام الطفل يختلف من طفل لآخر، فبداية لابد أن ندرك أن الأطفال المصابين بأمراض السكري والكبد وسوء التغذية وذوي المناعة الضعيفة وكذلك أطفال الحساسية الصدرية حالات خاصة لابد من استشارة الطبيب المعالج فيها، فكل حالة مرضية لها تقديرات طبية يدركها الطبيب وهو الذي يحدد إمكانية صوم الطفل أم لا؟ أما بالنسبة للأطفال الأصحاء ومع تعودهم على الصيام التدريجي وصولاً للصيام الكامل، لابد في ساعات الإفطار من المغرب وحتى الفجر الاهتمام الكامل بتغذيتهم وذلك بتقديم الحساء الدافئ مع أذان المغرب لأنه يحتوي على عناصر غذائية عالية، وأيضاً لتهدئة أغشية المعدة، مع منع الطفل من تناول العصائر المثلجة عند أذان المغرب، ويجب الحرص على تقديم 3 وجبات كاملة للطفل في رمضان، الأولى مع أذان المغرب، تحتوي كل العناصر من لحم أو دجاج أو سمك مع قليل من الأرز والمعكرونة أو الخبز مع الخضروات وطبق السلاطة، ولكن بكميات معتدلة، وفي حدود الساعة 11 مساء، يقدم وجبة خفيفة مع بعض الفاكهة، والوجبة الأخيرة تتمثل في السحور، وهي أهم وجبة حيث إنه من خلالها يتحمل صيام نهار اليوم التالي، لذلك لابد أن تشتمل على كل العناصر الغذائية، ولابد من مراعاة تقديم السوائل للصغار، خاصة الماء”.
تحذيرات من تناول الحلوى
يحذر أطباء الأطفال “من ترك الطفل يأكل ما يحلو له من حلوى رمضانية مثل الكنافة والقطائف أو الإفراط في تناول الشوكولاتة والعصائر المعلبة، حتى لا يتعرض للبدانة أو تكون هذه الحلوى بوابة لبداية سكر الكبار الذي اقتحم أجساد الصغار نتيجة للنمط الغذائي بل ينصحون بضرورة الإكثار من الخضروات الطازجة والفواكه والسوائل والزبادي “الروب” ما بين الإفطار والسحور كبديل للحلوى، لأنها تقوي المناعة وتعد غذاء مرطباً وغنياً بالعناصر الغذائية المهمة بل ويمكن إضافة الفواكه على الزبادي مع ملعقة عسل نحل فهي وجبة مهمة للصغار ما بين الإفطار والسحور، فالجسم في صيام الحر، خاصة جسم الصغار، لا يحتاج لأطعمة دسمة ولا طاقة شديدة لان ذلك يسبب تخمة ويرفع الكوليسترول، وليكن رمضان فرصة لإعادة الطعام الصحي لصغارنا بعيداً عن الدهون والمخللات لذلك، يجب على كل أم أن تدرك ما تقدمه لأطفالها الصائمين، ومتابعة حالتهم الجسمانية وتقويم رغباتهم الطعامية الخاطئة، وإذا شعرت الأم بأي تغير على سلوك أو صحة طفلها كالهزال أو الضعف العام، أو الرغبة الشديدة في النوم أو عدم القدرة على الحركة والنشاط أو الدوار، ولابد من إفطاره فوراً ثم تراقبه بعد ذلك، إذا ما استمر أي عرض مرضي عليه فيجب الإسراع للطبيب”.
صيام الحر وجفاف الأطفال
يوضح الأطباء أن “صيام الحر بالنسبة لبعض الأطفال خاصة الأطفال كثيري اللعب والحركة قد يعرضهم لجفاف غير ظاهر، ولكن له علامات بداية من العرق الشديد، وإحمرار الوجه، والحالة الأصعب عرق شديد، ثم جفاف شديد بالجلد، مع إحمرار ظاهر للوجه وإحساس بالدوار.
وبالنسبة للحالة الأولى لابد للأم من إدراك أنها بداية لحالة جفاف، لذلك عليها عمل كمادات ماء مثلج مع عدم حركة للطفل، أما الحالة الثانية وهي أصعب فيجب على الأم عدم تكملة صيام اليوم لطفلها وعليها تقديم السوائل بكثرة والفاكهة، لذلك فليكن شعارنا هذا العام مع صغارنا الصائمين “الوقاية خير من العلاج” والوقاية تبدأ بمنع الطفل من اللعب العنيف أثناء النهار، وإلا يتعرض للشمس، وكذلك علينا تقديم كميات كبيرة من السوائل تصل إلى 6 لترات من الماء أو عصائر مع زيادة كميات الفاكهة خاصة في السحور، فهي تحتوي على كميات ماء كبيرة فتضمن بقاءها بداخل الجسم في صيام اليوم التالي مع الحرص على تناول الزبادي أو “الروب” فهو واق من الجفاف.