كتب - حسين الماجد:
تزينت البحرين لاستقبال القرقاعون، وهو الموروث الشعبي الاحتفالي في المملكة ودول الخليج، حيث يحتفل به في ليالي منتصف شهر رمضان وهي عادة شعبية يتميز بها شهر الطاعة منذ قديم الزمان، حيث يعتبر الطفل هو البطل الحقيقي لهذا المهرجان الذي تستعد له الأسر بالخليج منذ دخول شهر رمضان.
وتبدأ طقوس الاحتفاية الشعبية بعد الإفطار مباشرة، حيث يجوب الأطفال الشوارع مبتهجين بهذه المناسبة الرمضانية التي توارثتها الأجيال وهم يلبسون ملابس خاصة خيطت خصيصاً لمثل هذه المناسبة ويحملون معهم أكياساً يجمعون فيها الحلوى والمكسرات التي يحصلون عليها من أصحاب البيوت، وحول الأهازيج التي يرددها الأطفال أثناء تنقلهم بين البيوت التي يقصدونها حيث يتم طرق الأبواب منادين أصحابها بتقديم ما تجود به الأنفس.
يذكر أن “القرقاعون” كلمة شعبية تعني الشيء المخلوط والمتعدد الأصناف وتعتبر من أهم المناسبات عند الأطفال وينتظرونها من عام إلى آخر فكانوا في الماضي يستعدون لهذه المناسبة بإحصاء الأحياء التي سيزورونها والمنازل التي سيطرقون أبوابها فيما تقوم الأمهات بخياطة أكياس القرقاعون وشراء الحلويات والمكسرات تحضيراً لهذه المناسبة.
وهناك اختلاف بين “قرقاعون” الماضي وقرقاعون اليوم، لاسيما وأن قرقاعون الماضي كان يتميز بالبساطة سواء بالنسبة لما يقدم للأطفال من قرقاعون “مكسرات وحلويات” أو أسلوب تجمع الأطفال وسيرهم بالأحياء احتفاء بالمناسبة، أما في الوقت الحاضر فقد اختلف الأمر مع التكلف فيما يقدم من قرقاعون وأسلوب تغليفه وملابس الأطفال وطريقة التجول في الأحياء.
وما يجب الإشادة به، هو اهتمام الأسر الخليجية بشكل عام بهذه التقاليد الرمضانية الخاصة التي تضيف نكهات خاصة للشهر الفضيل، وهذه الليلة منذ عقود مضت، لم تتغير طقوسها بل تطورت وزادت بهجتها من ليلة بدلاً من أفولها.
يشار إلى أن للقرقاعون مستلزمات ومتطلبات يجب أن تتوفر بها وهي الزي الشعبي للأطفال، حيث إن الأولاد لا بد أن يلبسوا الثوب الصغير والطاقية المطرزة أما البنات فهن يلبسن “البخنق” الذي يغطي الرأس ويصل إلى منتصف الجسم وهذه جميعها ملبوسات شعبية تلبس أثناء مهرجان القرقاعون.
970x90
970x90