قال خطيب جامع العدلية عبد الله الحسيني في خطبة الجمعة بعنوان الدروس المستوحاة من غزوة “بدر أيها المسلمون المباركون: ها هو شهر رمضان انتصف، فمن منا حاسب نفسه فيه لله وأنصف؟ من منا قام بحق هذا الشهر الكريم”؟! أيها المسلمون : إن في سيرة النبي “ص” العطرة وآثاره أسوة للمؤمنين، وقدوة للأخيار والصالحين ففي ال 17 من هذا الشهر المبارك كانت ملحمة يوم الفرقان يوم بدر اليوم الذي التقى فيه الجمعان، يوم أعز الله فيه جنده، ونصر عبده، وأذل من عاداه، يوم خاضه الرسول “ص” مع 314 صحابياً، نادى عليهم منادي الله: “يا أهل بدر، اعملوا ما شئتم، فقد غفرت لكم”. نقف اليوم أمام غزوة بدر الكبرى، نستلهم منها العظات والعبر؛ فقد علمتنا غزوة بدر أن الصبر مفتاح الفرج، فما ضاقت الأمور على من صبر، فالصبر مفتاح الخير، وعواقبه الخير كله.علمتنا غزوة بدر أن التقوى سبيل النصر للمؤمنين، وطريق الفلاح للمفلحين، ومنجاة من كيد الكائدين. علمتنا غزوة بدر أن الأمر كله لله، المُلك ملكه، والخلق عبيده، يفتقرون كلهم للخالق، وهذه هي حقيقة العبودية، إظهار الافتقار لله عز وجل، والتضرع بين يديه، والتذلل له سبحانه، وإظهار الضعف بين يديه، والحاجة إليه، والاستغاثة به.علمتنا غزوة بدر أن من أسباب النصر العظيمة تآلف القلوب وتراحمها، علمتنا غزوة بدر مواقف المحبة والرضا والقبول والتسليم من أصحاب رسول الله “ص”، فقد وجدناهم تحت رايته لا يقولون غير قوله، لا يتقدمون عليه، ولا يؤخرون أمرًا أمر بإمضائه صلوات الله وسلامه عليه.أيها المسلمون المباركون: في ثنايا الأيام القادمة ستنقضي العشرون الأُوَل من رمضان، وتدخل العشر الأواخر منه التي تبدأ من ليلة الـ 21 وتنتهي بخروج رمضان، وهذه الأيام لها فضل على غيرها من ليالي العام. فهي أرفعها قدراً، وأكثرها أجراً، فيها ليلة خير من ألف شهر، إنها فرصة العمر إن أفلتناها فلن تنفعنا بعدها الحسرات. فلا ينبغي لنا أن نضيع هذه الفرصة الثمينة على أنفسنا وأهلينا، فما هي والله إلا ليالٍ معدودة ربما يدرك الإنسان فيها نفحةً من نفحات المولى، فتكونُ سعادةً له في الدنيا والآخرة، فهل من مُشمِّر؟! وهل من مُسابِق للخيرات ؟!.