شهد المجلس الرمضاني لرئيس لجنة الخدمات البرلمانية عادل العسومي نقاشات ساخنة تناولت ملفاتٍ محلية متعددة تنوعت بين السياسية والاقتصادية والاجتماعية.
وأثار رواد المجلس، الذين يمثلون جميع أطياف المجتمع، موضوعات وقضايا تشغل الرأي العام، ورفع من سخونة المجلس وحيويته مشاركة عدد كبير من النواب الحاليين والسابقين، ورجال الأعمال، والوجهاء، والسياسيين، وأعضاء المجالس البلدية، ومواطنين من مختلف المشارب والانتماءات.
وأكد العسومي في مجلسه، الذي ينعقد مساء الثلاثاء من كل أسبوع، أن المجالس الرمضانية تشكل فرصة ذهبية لتعزيز الوحدة الوطنية بين مختلف مكونات الشعب، خاصة وأنها تمثل ملتقيات اجتماعية مفتوحة للجميع دون حواجز بين الفئات المجتمعية، وفي أجواء تعكس بشفافية أصالة وحيوية وتماسك المجتمع البحريني الواحد الذي يتميز بتنوعه وتعدديته على مختلف الأصعدة، وشدد على ضرورة الالتفاف حول القيادة الحكيمة ورص الصف الوطني الواحد خلف حكمة القيادة التي تحرص دوماً على تحقيق مصالح جميع المواطنين.
وكاد مجلس العسومي أن يتحول إلى مجلس نيابي مصغر بحضور أحد عشر نائباً دفعة واحدة، بالإضافة إلى حضور ثلاث نواب سابقين مما دعا البعض إلى تلطيف الأجواء بالقول إن “نصاب انعقاد الجلسة النيابية مكتمل”، وسط جو أهلي مفعم بالحيوية.
ومن جهته، تحدث رئيس كتلة المستقلين النائب عثمان شريف عن أوضاع غرفة تجارة وصناعة البحرين مؤكداً أن مسيرة الغرفة ستشهد تطوراً على صعيد ترتيب البيت الداخلي خلال الفترة القصيرة المقبلة، فيما قال النائب عيسى الكوهجي إن الغرفة بحاجة قصوى إلى تجاوز مرحلة “التسييس” والتركيز على الشأن الاقتصادي بالدرجة الأولى وتعزيز استقلاليتها كمؤسسة أهلية محايدة.
وعلى صعيد متصل، شهد المجلس سخونة حين طرح النائب السابق عيسى أبوالفتح ملف طيران الخليج، وأثار هذا الملف شهية الحضور من جميع الفئات لتناوله بين مؤيد لتسريع خطوات الإصلاح وبين منتقد لتراكم الأخطاء التي جعلت من طيران الخليج “محرقة للموازنات الحكومية”، وزاد من سخونة النقاش تأكيد العسومي أن الأولوية في بنود الموازنة الحكومية ينبغي أن يتم توجيهها إلى المشاريع الخدمية التي تلبي مباشرة متطلبات الأهالي الملحة في أي منطقة كانت من مناطق المملكة، إذ أن الاقتصاد ينبغي بالدرجة الأولى أن يخدم متطلبات المواطنين فالمواطن أولاً وقبل أي اعتبارات أخرى، الأمر الذي دعا أبوالفتح إلى لفت الأنظار لضرورة توفير الموازانات الحكومية المطلوبة قبيل إقرار أية مشاريع خدمية كبرى تخدم الشريحة العريضة بالمجتمع، كما دعا إلى معاودة فتح ملف مساهمة الشركات الحكومية الكبرى الرئيسة في دعم الموازنة بنسب تتلائم وما تحققه من أرباح مالية وذلك لتمكين الموازنة من تلبية المتطلبات الاجتماعية وبالأخص في جانب الإسكان والخدمات، وأختلفت آراء العديد من الحضور في شأن ملف طيران الخليج.
وفيما شارك بالنقاشات النواب محمود المحمود، سلمان الشيخ، حسن بوخماس، لم يوفر النواب عباس الماضي، وخالد عبدالعال، وجواد بوحسين جهداً في تأكيد ضرورة العمل بتركيز على الملفات الأهلية ذات الأولوية والتي تمس بشكل مباشر المتطلبات الرئيسة اليومية لمستوى معيشة المواطنين وفي إتجاه رفع المستوى المعيشي بما يلبي متطلبات الشرائح المجتمعية الوسطى والمنخفضة، الأمر الذي وجد الدعم والاستحسان من النواب السابقين والحضور وأبرزهم فريد غازي، وعباس هلال، وحسن مدن.
ومن جانبه، دعا رئيس كتلة البحرين الوطنية أحمد الساعاتي إلى ضرورة عمل الجميع على تعزيز مفاهيم الوحدة الوطنية التي تصهر جميع مكونات المجتمع في بوتقة المواطنية، وأردف إن الجمعيات السياسية المعارضة مدعوة الى إحداث تغييرات جوهرية في بناها ومفاهيمها الحزبية بما يتلائم مع حقائق الجغرافيا والتاريخ المشترك الواحد بين جميع الطوائف في البحرين، وتفاعل معه حضور المجلس مؤكدين الأهمية القصوى لنبذ جميع مؤثرات الفرقة بين أبناء الوطن مشددين على أن البحرين كانت وستبقى البلد النموذج اقليمياً ودولياً على تمازج مكوناته وانصهارها في بوتقة المواطنة وباقية دوماً نموذجاً فريداً للتنوع والتعددية على جميع الاصعدة.
وكان لحضور النائب عدنان المالكي، والنائب الحالي والبلدي السابق سمير خادم وحضور عدد من أعضاء المجالس البلدية تأثيرهم على مجريات النقاش في مجلس العسومي، إذ تناول الحضور وأبرزهم فاطمة سلمان، ومحمد المطوع، وغازي الدوسري، وخالد بوعنق ملف صلاحيات أعضاء المجالس البلدية داعين إلى ضرورة تفعيل أدوارهم على الصعيد التشريعي بما يمكنهم من القيام بواجباتهم تجاه ناخبيهم، وأكد العسومي وعدد من النواب أهمية بحث توسيع صلاحيات الاعضاء البلديين وحدود مسؤولياتهم كإداراة محلية مناطقية، مؤكداً دعمه لأعضاء المجالس البلدية.
وأكدت سلمان مع زملائها بوعنق والمطوع والدوسري ضرورة أن ينظر المجلس النيابي في تبني مقترح بإنشاء بنايات سكنية حكومية في كل محافظة تقتصر منفعتها على فئة النساء بدون العائل، ولفتت سلمان إلى صعوبة الظروف التي تعيشها هذه الفئة المجتمعية.