محمد لوري
رمضان شهر فضيل يتقرب فيه العبد إلى الله بشتى أنواع العبادات فهو شهر ليس كغيره من الشهور، فيه تتضاعف الحسنات وتصفد الشياطين وتحل الطمأنينة على القلوب المؤمنة بصيامها و قيامها.
رمضان فرصة لكل مسلم لعله يبادر بالتقرب من ربه وتغيير العادات والطباع السيئة التي اعتاد عليها، فهو مدرسة سنوية نترقبها بكل شوق و خلال وقت قصير نودعها لنكتشف أننا لم ننجح في جميع المقررات بالشكل المطلوب.
يتهافت المسلمون لإخراج زكاة أموالهم في هذا الشهر في مخارج الزكاة اقتداء بالآية الكريمة (إنما الصدقات للفقراء والمساكين والعاملين عليها والمؤلفة قلوبهم وفي الرقاب والغارمين وفي سبيل الله وابن السبيل) و هنا نتوقف ، فالآية القرآنية توضح مستحقي الزكاة كل على حدة ، و لكن ماذا لو أن هذه الآية المباركة انطبقت على شعب بأكمله ؟
نعم فإخواننا في سوريا قد أصابهم من الهم و الحزن و القتل و الدمار ما جعلهم من مستحقي الزكاة بشتى أنواعها ، فمنهم من لا يجد قوت يومه و منهم المساكين الذين فقدوا كل ما يملكون بالحرب ، ومنهم الأيتام و الأرامل و آباء الشهداء ، ومنهم المجاهد في سبيل الله و الذي يخوض حرباً عن الأمة في سوريا ضد حكم الطاغية.
فإخراج زكاة الأموال لسوريا هو الحل الأصوب و الأفضل حيث أفتى عدد من المشايخ على أن إخراج الزكاة في سوريا أمر لا بد منه لتلافي الكارثة الإنسانية وإنقاذ العوائل التي تقطن على الأشرطة الحدودية بين تركيا و الأردن و لبنان والعراق.
وخلال زياراتي لمخيمات اللاجئين السوريين بين تركيا و الأردن شهدت مواقف تدمع لها العين ، فهناك من العوائل من لم يذق طعم اللحم منذ سنة و منهم من يعيش على رغيف واحد طيلة اليوم و من الأطفال من يموت جوعا و منهم من يموت بسبب ضعف الإمدادات الطبية.
أضف إلى ذلك المصابين جراء الحرب في مختلف أنحاء الجسم ، إذ يعالجون بالأدوات التراثية ولا يوجد من يتابع حالاتهم مما جعل بعضها يتفاقم لتتحول من إصابة بسيطة إلى مزمنة و منهم من يصاب بالشلل و لو تم علاجه منذ وقت مبكر لما وصلت حالته لهذا السوء.
همسة
قصص إنسانية كثيرة لا يتسع المجال لسردها تنتظر الفرج من بارئها ، فعلى كل مواطن عربي مسلم يعيش بأمن و استقرار أن يحس بقيمة هذه النعمة ويحمد الله على ما هو فيه و يبادر بالتبرع لإغاثة إخوانه اللاجئين ، فقنوات التبرع موجودة و رب درهم سبق ألف درهم و كما قال صلى الله عليه و سلم (ما نقص مال من صدقة).
970x90
970x90