حاوره – مازن أنور:
غادر لاعب منتخبنا الوطني الأول لكرة القدم إسماعيل عبداللطيف والمشهور بـــ»سُمعة» البلاد متجهاً إلى دولة قطر من أجل الانضمام إلى ناديه الجديد «الأهلي القطري» والذي سيمثله في الموسم الكروي القادم 2012/2013 كلاعب محترف آسيوي، وذلك بعد أن حصل على الضوء الأخضر من نادي المحرق بالاستفادة من هذا العرض الاحترافي.
وقبل مغادرته البلاد خص سُمعة «الوطن الرياضي» بحوار مطول يسبق الرحيل للدوحة وضح من خلاله عدد من الأمور المتعلقة بمشواره الكروي والاحترافي، وتحديداً ركز على الجانب الأهم المتمثل في سبب اختيار وموافقته على عرض الأهلي القطري على الرغم من وجود أصوات نادت بعدم قبولها بهذا الانتقال له وتحديداً لكون فريق الأهلي من فرق الدرجة الثانية بالدوري القطري.
ولم يُخف سُمعة سعادته بتمثيل المحرق في الموسم الماضي وارتياحه بالتعاون المرن الذي أحاط بعرض الأهلي القطري من قبل إدارة نادي المحرق، وكشف عن فتح نادي المحرق لموضوع تجديد التعاقد معه للموسم بعد القادم وذلك ما ألمح للموافقة عليه وخصوصاً بأنه اعتبر بأنه كان سعيد للغاية باللعب للمحرق في الموسم الماضي كونه «من عيال المحرق»!!.
حوار سُمعة مع «الوطن الرياضي» تجول في عدة أركان تناولت مسيرته الكروية وتحديداً الاحترافية والعلاقة التي تربطه بناديه الأم الحالة لا سيما بعد حالة الشد والجذب بينهما على خلفية انتقاله عن طريق «الكوبري» إلى نادي النصر العماني وبالتالي حصوله على حرية الانتقال.
وتمنى سُمعة من خلال حديثه لـــ»الوطن الرياضي» بأن يكون خير سفير للكرة البحرينية في الملاعب القطرية بعد أن أصبح اللاعب البحريني الوحيد الذي يمثل نادياً قطرياً في الموسم القادم، وإليكم تفاصيل الحوار بالكامل:
الأهلي القطري
في بداية اللقاء تحدث «سمعة» عن وجهته الجديدة المتمثلة في الأهلي القطري ورد على موجة الانتقادات التي طالت اختياره لهذا الفريق الذي يلعب ضمن دوري الدرجة الثانية في المسابقات القطرية، وقال لقد انتظرت فترة كافية لاختيار الوجهة القادمة وعرض الأهلي كان هو العرض الأكثر جدية والأفضل مادياً، ورفض «سمعة» التقليل من اسم النادي الأهلي القطري، مؤكداً بأنه أحد أعرق الأندية القطرية والخليجية ويُلقب بـــ»العميد»، وفي ذات الوقت بين بأنه كان يأمل الظهور في الملاعب القطرية رافضاً التقليل من مستوى دوري الدرجة الثانية القطري قائلاً: بأنه لا يقل مستوى عن دوري الدرجة الأولى البحريني (دوري الكبار)، وأضاف بأنه قام باستشارة عدد من لاعبي الخبرة المطلعين على تجربة الدوري القطري ووجد تأييداً في موضوع الموافقة على العرض.
وأضاف «سمعة» بان صفقة انتقاله للأهلي القطري تمت بسلاسة كبيرة وتعامل مرن من قبل نادي المحرق الذي كان متعاوناً إلى حد كبير، كما أكد بأن احترافية التعامل كانت سمة المسؤولين في النادي القطري، وأوضح بأن تواجد التشيكي ميلان ماتشالا (مدرب المنتخب سابقاً) وخالد تاج في الجهاز الفني عامل قوي جعله لا يتردد في اتخاذ قرار ارتداء قميص الأهلي القطري، واعتبر بأن المدرب عيسى السعدون ساهم عبر تصريح سابق عقب البطولة الخليجية (خص به الوطن الرياضي) في منحه فرصة الانتقال.
ونفى «سمعة» وجود اشتراطات وضعها في عقده مع الأهلي القطري، مشيراً إلى أن العقد تضمن مبلغ التعاقد ووجود نوع من الحوافز والمكافآت الخاصة بالفوز.
العروض الاحترافية
وعلى صعيد العروض الأخرى التي تحصل عليها إسماعيل عبداللطيف أوضح بأنه تلقى عروضاً منذ موسمه الأول مع المحرق ولكنه فضل احترام عقده مع فريق المحرق وخصوصاً بأن هنالك اتفاق بينه وبين إدارة النادي بتمثيل الفريق وتحقيق الهدف الرئيسي له المتمثل في بطولة الأندية والخليجية والذي نجح في تحقيق لقبها الفريق، وأضاف «سمعة» بأنه وفي الموسم الحالي تلقى عروضاً كذلك إلى جانب الأهلي القطري وأغلبها عروض كويتية من القادسية والنصر والجهراء بالإضافة إلى عرض سعودي من النادي الفيصلي.
إيجابيات الوجهة الجديدة
وكشف إسماعيل عبداللطيف عن إيجابيات وجهته الجديدة عبر بوابة النادي الأهلي القطري وقال بأن انتقاله للأهلي قد يساعده كثيراً في خدمة المنتخب الوطني في الفترة القادمة لا سيما وأن الموسم الكروي في قطر أكثر وضوحاً وتنظيماً من الموسم الكروي في البحرين والذي يعاني من عدم ثبات وتأخر في الانتهاء سنوياً، وأضاف إسماعيل بأنه تمثيله للأهلي القطري إيجابي كون الفريق سيبحث عن ورقة الصعود مجدداً إلى دوري الأضواء مبيناً بأنه ينظر لهذا الأمر بشكل إيجابي كونه يفكر أن يكون عاملاً مساهماً رئيسياً في تحقيق هذا الهدف لفريقه الجديد، ولم يخفي إسماعيل عبداللطيف رغبته في تثبيت أقدامه في الدوري القطري عبر تمثيل أحد أندية دوري نجوم قطر معتبراً بأنها فرصته من أجل الإعلان عن نفسه في الملاعب القطرية، وتمنى إسماعيل عبداللطيف أن يكون خير سفير للاعبي البحرينيين في الملاعب القطرية لا سيما بعد أن أصبح اللاعب البحريني الوحيد المتواجد في قطر بعد عدم تجديد أم صلال عقد زميله محمد حسين وفسخ نادي الخريطيات لعقد جيسي جون.
موسم استثنائي
وتناول إسماعيل عبداللطيف في عجالة التجارب السابقة له في المواسم الماضية، حيث أعتبر بأنه استفاد كثيراً من تجربته في العربي الكويتي والتي امتدت لموسمين، مبيناً بأنه خاض تلك التجربة وهو في عمر الــ19 عاماً فاكتسب الخبرة ووصف تلك التجربة بأنها جيدة، ثم أكد بأنه وجد راحة مع فريق الرفاع عندما حقق مع السماوي بطولة كأس جلالة الملك، في حين أنه اعتبر بأن احترافه في النصر العماني كان سريعاً، واعتبر بأن تمثيله للمحرق في الموسم الماضي كان متميزاً وأنه خاص موسماً استثنائياً بالنسبة إليه عندما حقق ثلاث بطولات مع الفريق (بطولتي كأس الملك وبطولة الأندية الخليجية) واستطاع أن يضع بصماته في البطولات الثلاث عبر هز الشباك في المباريات النهائية، علاوة على ذلك فأنه حقق بطولتين مع المنتخب الوطني المتمثلة في الخليجية والعربية وسجل في كلا المباراتين النهائيتين بالبطولتين.
مستقبل المحرق
وعما إذا كان مطمئن على مستقبل فريقه المحرق للموسم الكروي القادم سواءً في الاستحقاقات المحلية أو الخارجية، فقد أكد «سمعة» بان فريق المحرق حتى لو شارك بفريق من فئة الشباب في الدوري فأنه سيكون منافساً، مبيناً بأن هذا الأمر ليس تقليلاً من حجم الفرق الأخرى ولكن نظراً للخبرة الكبيرة التي يمتلكها المحرق على الصعيد الداخلي ومساهمة الإنجازات السابقة في ذلك، ولكنه اكد بأن مشاركة الفريق في البطولة الخليجية قد تواجهها مشكلة متمثلة في الفتور لا سيما بعد أن تحقق اللقب في الموسم الماضي وذلك ما قد يجعل طموح اللاعبين ليس مشابها عما كان عليه في النسخة الماضي.
وتابع بأنه يتوقع أن يكون هنالك منافسة أكبر في الموسم الجديد بالدوري المحلي البحريني لا سيما مع وجود تحركات واضحة من قبل نادي الحد فإن مساحة المنافسة قد تكون أكبر هذا العام، مبيناً بان الدوري سيفتقد المتعة الأهلاوية واصفاً هبوط الأهلي بـــ»الخسارة الكبيرة».
وعن رأيه في موقف فريق الحالة بالموسم الجديد وإمكانية منافسته أو هبوطه فقد أبدى «سمعة» ثقته بفريقه الأم وقال بأن فريق الحالة فريق ممتع في الموسم الماضي لما يمتلكه من لاعبين موهوبين، وتوقع أن يكون مكانه في المراكز المتوسطة بجدول الترتيب رافضاً اعتباره من الفرق المرشحة للهبوط.
حسنات «الكوبري»
وفي رده على خطوة «الكوبري» التي استعان بها من أجل أن يكون لاعباً حراً، قال إسماعيل عبداللطيف لم أندم إطلاقاً على اتخاذ هذه الخطوة وأكد بأنه كان على حق، مبيناً بأنه عندما اتخذ تلك الخطوة لم يقصد الإساءة إلى نادي الحالة أو أن يشير بأن نادي الحالة كان مُقصراً معه وإنما كان يبحث عن إبقاء قرار مشواره الكروي في بيده وبرغبته شخصياً، مبيناً بأن اللاعب يجب أن يتحرر من القيود، وفي هذا الصدد تحدث «سمعة» عن لائحة الانتقالات الجديدة في البحرين وأعتبر بان تضمين بند لانتقال اللاعب في سن 28 أمر جيد وتمنى لو كان هذا السن أقل معتبراً بأن سن الــ28 متقدم.
وتطرق إسماعيل عبداللطيف لعلاقته مع نادي الحالة عقب مشكلة العام الماضي وقال: بأنه ما زال على تواصل مع المسئولين في النادي وأنه يقوم بزيارة النادي بين فترة وأخرى، مضيفاً بانه لا علم لديه عما إذا كان الحالة ما زال شارعاً في القضية التي سبق وأن أشار الحالاوية لرغبتهم في رفعها عليه.
اللاعب الآسيوي
أكد إسماعيل عبداللطيف بأن نظام المحترفين الجديد في المنطقة والمتمثل في جلب لاعب آسيوي قلل من ظهور اللاعبين البحرينيين في الملاعب الخليجية في الفترة الأخيرة، وأكد اللطيف استغرابه من اللجوء للاعبي شرق آسيا بالنسبة للفرق الخليجية، مؤكداً بأنه لا يرى فروقات كبيرة بين اللاعب الشرق آسيوي والغرب آسيوي من الجانب الفني وإنما هنالك فرق كبير من الجانب المادي، معتبراً بأن عطاء اللاعبين من شرق القارة أو غربها متساوي إلى حداً كبير، رافضاً أن يقول بأن اللاعبين الخليجيين يفتقدون للمستوى الفني.