عواصم - (وكالات): أعلنت مصادر سورية معارضة أن “سلاحي الطيران والمدفعية السوري قصفا قطاعات تسيطر عليها المعارضة المسلحة في حلب خاصة حي الشعار وحي ساخور شرق المدينة، وصلاح الدين في غربها، حيث يحتدم القتال، بينما شنت المعارضة هجوماً على مبنى الإذاعة والتلفزيون ووضعوا متفجرات من حوله قبل أن يقصفهم الطيران وينسحبوا، بحسب المرصد السوري لحقوق الإنسان.
وذكر المرصد أن “127 شخصاً قتلوا برصاص قوات الأمن السورية في مدن عدة”. في المقابل، أكد مصدر عسكري أن “القوات السورية باتت تسيطر بشكل كامل على أحياء دمشق بعد “تطهير” حي التضامن”. من جانبه، أكد رئيس الوزراء ووزير الخارجية القطري الشيخ حمد بن جاسم بن جبر آل ثاني أن “مهمة أي موفد دولي جديد في سوريا يخلف كوفي عنان يجب أن تكون العمل على انتقال السلطة، لأن خطة عنان لتسوية النزاع “أخفقت”.
ميدانياً، تم خطف 48 من الزوار الإيرانيين كانوا في حافلة في العاصمة السورية، وفقاً لما ذكره قنصل السفارة الإيرانية في دمشق عبد المجيد كانجو.
وقد أكد مصدر عسكري أن القوات السورية باتت تسيطر في شكل كامل على أحياء دمشق بعد “تطهير” حي التضامن، فيما استمرت المواجهات العنيفة في مدينة حلب بشمال سوريا.
ويأتي ذلك غداة تصويت الجمعية العامة للأمم المتحدة على قرار يدين عجز مجلس الأمن الدولي عن وقف النزاع السوري. وقال المصدر العسكري “لقد طهرنا جميع أحياء دمشق من الميدان إلى بساتين الرازي في المزة والحجر الأسود والقدم والسبينة ودف الشوك ويلدا وببيلا والتضامن”. وأضاف “أن الوضع في دمشق ممتاز ومستقر”.
من جهتها، قالت الناشطة السورية المعارضة لينا الشامي إن “الجيش السوري الحر انسحب من التضامن لكن عناصره موجودون في كل أنحاء العاصمة، حيث يشنون هجمات محددة الأهداف ثم يتوارون”. وأضافت أن “الجيش السوري الحر لا يستطيع ولا يريد السيطرة على أحياء في دمشق”. وفي حلب، قالت مصادر سورية معارضة إن سلاحي الطيران والمدفعية قصفا قطاعات تسيطر عليها المعارضة المسلحة وخصوصاً حي الشعار وحي ساخور شرق المدينة وصلاح الدين غربها حيث يحتدم القتال.
وذكر مسؤول القيادة العسكرية في “الجيش السوري الحر” العقيد عبد الجبار العكيدي، والمكون من منشقين ومدنيين مسلحين “أنها عمليات القصف الأعنف لحي صلاح الدين منذ بداية المعركة لكن جيش الأسد لم يتمكن من التقدم”. من جهته، صرح مسؤول أمني سوري رفيع أن معركة حلب لم تبدأ بعد وأن القصف الجاري ليس إلا تمهيداً.
وأوضح المسؤول أن التعزيزات العسكرية ما زالت تصل، مؤكداً وجود 20 ألف جندي على الأرض. وقال “الطرف الآخر كذلك يرسل تعزيزات” في إشارة إلى المعارضين المسلحين. وهاجم معارضون مسلحون مبنى الإذاعة والتلفزيون في مدينة حلب ووضعوا متفجرات من حوله قبل أن يقصفهم الطيران وينسحبوا، بحسب المرصد السوري. وأفاد المرصد السوري أن حصيلة أعمال العنف السبت بلغت 149 قتيلاً هم 127 مدنياً و3 مقاتلين معارضين ومنشق واحد و18 جندياً نظامياً في مناطق سورية عدة. كما أشار المرصد إلى “العثور على 6 جثث مجهولة الهوية بينها طفل قتلوا بإطلاق رصاص على طريق المتحلق الجنوبي في منطقة جوبر”.
وأكد مدير المرصد السوري رامي عبد الرحمن أن شهر يوليو كان “الأكثر دموية” في سوريا منذ بداية حركة الاحتجاجات فيها منتصف مارس 2011. وقال عبد الرحمن إن أكثر من 4239 شخصاً قتلوا في يوليو.
وكانت الجمعية العامة للأمم المتحدة تبنت بغالبية كبيرة قراراً ذا بعد رمزي يندد باستخدام الجيش السوري للأسلحة الثقيلة وينتقد عجز مجلس الأمن الدولي عن ممارسة ضغط على دمشق في انتقاد ضمني لموسكو وبكين اللتين عرقلتا تبني أي قرار يدين نظام بشار الأسد.
وجاء هذا القرار غداة استقالة كوفي عنان من منصبه كموفد دولي وعربي في سوريا، عازياً قراره إلى عدم تلقيه دعماً كافياً من المجتمع الدولي لتطبيق خطة النقاط الست التي كان طرحها لتسوية النزاع السوري. وأكد رئيس الوزراء ووزير الخارجية القطري القطري الشيخ حمد بن جاسم بن جبر آل ثاني أن مهمة أي موفد دولي جديد في سوريا يخلف كوفي عنان يجب أن تكون العمل على انتقال السلطة، لأن خطة أنان لتسوية النزاع “أخفقت”. وقال الشيخ حمد لقناة الجزيرة القطرية إن “مهمة أي مندوب جديد يجب أن تكون العمل على الانتقال السلمي للسلطة في سوريا، وإن أي شخص يخلف كوفي عنان كوسيط دولي بشأن سوريا لا بد أن يتبع استراتيجية جديدة بسبب إخفاق خطة سلام أنان المؤلفة من ست نقاط”.
وكرر أن “التفويض الوحيد المقبول هو العمل على انتقال سلمي للسلطة في سوريا”. وكانت الصين رفضت الانتقادات التي وجهت إلى موقفها من سوريا واتهمت عدداً من الدول بنسف خيار الحل السياسي للنزاع غداة إقرار الجمعية العامة للأمم المتحدة قراراً ينتقد عجز مجلس الأمن.
وحذر وزير الدفاع الإيراني أحمد وحيدي الذي تعتبر بلاده حليفة سوريا الرئيسة من أن تسليح المعارضين السوريين ستكون له “عواقب وخيمة في المنطقة”.
من جهته، قام العميد السوري المنشق عن النظام السوري مناف طلاس بزيارة إلى تركيا للقاء مسؤولين أتراك.
ميدانياً، تم خطف 48 من الزوار الإيرانيين كانوا في حافلة في العاصمة السورية، وفقاً لما صرح به قنصل السفارة الإيرانية في دمشق عبد المجيد كانجو للتلفزيون الإيراني.
وكانت “جبهة النصرة” التي سبق أن أعلنت مسؤوليتها عن عمليات تفجير عدة في سوريا خلال الأشهر الماضية، تبنت في بيان مقتل المذيع في التلفزيون السوري الرسمي محمد السعيد الذي خطف منتصف يوليو الماضي.
وأعرب الاتحاد الأوروبي عن “القلق” إزاء قيام السلطات اللبنانية بطرد مواطنين سوريين إلى بلدهم، ودعا هذه السلطات على غرار ما فعلت الحكومة الفرنسية، إلى “المضي في ضمان حماية اللاجئين”. وقد دعت اللجنة الدولية للصليب الأحمر الأطراف المتناحرة في سوريا إلى احترام القانون الدولي في المجال الإنساني وخصوصاً المدنيين.