أديس أبابا - (أ ف ب): توصل السودان وجنوب السودان بعد ساعات من زيارة وزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري كلينتون، إلى اتفاق بشأن ملف النفط أثناء المفاوضات بينهما في العاصمة الإثيوبية أديس أبابا، بحسب ما أعلن وسيط الاتحاد الأفريقي ثابو مبيكي. وأكد مسؤولون في الخرطوم وجوبا التوصل إلى اتفاق. وقال الرئيس الجنوب أفريقي السابق إثر اجتماع لمجلس السلم والأمن في الاتحاد الأفريقي في أديس أبابا إن “الطرفين توافقا على التفاصيل المالية المتعلقة بالنفط، لقد تم الأمر”.
وأضاف “سيتم ضخ النفط” دون أن يحدد أيضاً موعداً لذلك. وأعلن مسؤولون سودانيون التوصل لاتفاق نفطي “مقنع” مع جنوب السودان كما توقعوا حل القضايا العالقة الأخرى وذلك بعد اختراق حدث في المباحثات الجارية بين الطرفين في العاصمة الإثيوبية أديس أبابا. وفي واشنطن، رحب الرئيس الأمريكي باراك أوباما بالاتفاق النفطي الذي وقع. وقال أوباما في بيان صادر عن البيت الأبيض إن “هذا الاتفاق يفتح الباب أمام ازدهار أكبر لشعبي البلدين”.
ونقلت وكالة الأنباء السودانية الرسمية “سونا” عن وكيل وزارة النفط السودانية عوض عبد الفتاح قوله “توصلنا لاتفاق نهائي مع جنوب السودان حول عبور النفط ونتوقع أن نحل القضايا الأخرى عبر التفاوض”.
وقال المتحدث باسم الوفد السوداني مطرف صديق للوكالة السودانية عقب وصوله للخرطوم “الاتفاق النفطي مقنع ولكنه لم يلبِ طموحات الطرفين”.
وأعلنت جوبا في بيان أنها قبلت دفع 9.48 دولارات عن كل برميل يصدر عبر السودان إضافة إلى تعويض من دفعة واحدة بقيمة 3 مليارات دولار معتبرة الاتفاق المبرم مع الخرطوم “جيد” للبلاد.
وأوضحت سلطات جنوب السودان أن الرسم المتفق عليه سيطبق أثناء فترة الثلاث سنوات ونصف القادمة. وبعد ذلك يتم تحديد رسم جديد إلا إذا وجدت جوبا المحرومة من منفذ على البحر طريقاً آخر لتصدير نفطها عبر بلد آخر.
وجاء في البيان “إذا رغبت جنوب السودان في نقل نفطها عبر السودان وهو الأمر غير المرجح لأن خط أنابيبها النفطي سيكون عملانياً، فإن بإمكان الطرفين التفاوض على قيمة رسم أدنى ولا يمكن رفع قيمة هذه الرسوم”. وتفكر جوبا في إقامة خط أنابيب عبر كينيا أو جيبوتي.
وكانت وزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري كلينتون حضت في زيارة قصيرة لجوبا، جنوب السودان والسودان على القيام بتسويات لمعالجة الخلافات المستمرة منذ إعلان استقلال جنوب السودان في 9 يوليو 2011.
وكادت الخلافات أن تؤدي إلى اندلاع حرب بين البلدين الجارين في الربيع الماضي.
كذلك، دعت كلينتون جوبا إلى إبرام “اتفاق مؤقت” مع الخرطوم في شأن النفط للسماح باستئناف الإنتاج في جنوب السودان بعد توقفه منذ يناير الماضي.
ويحوي جنوب السودان 75% من الموارد النفطية للسودان في مرحلة ما قبل التقسيم. لكنه يحتاج إلى أنابيب النفط الموجودة في الشمال للتصدير.
ولم يتمكن البلدان من التفاهم على قيمة رسوم العبور ما دفع جوبا إلى وقف إنتاجها لأن السودان يقتطع جزءاً منها في غياب أي اتفاق. ووقف الإنتاج حرم جنوب السودان من 98% من مواردها وأدى إلى تضخم كبير فضلاً عن تفاقم الوضع الاقتصادي في السودان. وإضافة إلى المسألة النفطية، ثمة خلافات بين الجانبين على ترسيم حدودهما وعلى وضع المناطق المتنازع عليها.
كما يتهم كل بلد الآخر بدعم مجموعات متمردة على أراضيه. والمفاوضات بين السودان وجنوب السودان برعاية الاتحاد الأفريقي في أديس أبابا تراوح مكانها، حتى إن البلدين تجاوزا مهلة 2 أغسطس الجاري التي كان مجلس الأمن الدولي منحهما إياها لتسوية خلافاتهما تحت طائلة فرض عقوبات.
وأعلن مبيكي أيضاً أن قمة ستعقد في سبتمبر المقبل بين الرئيس السوداني عمر البشير ونظيره السوداني الجنوبي سلفا كير لبحث وضع منطقة ابيي المتنازع عليها.