دعا الإعلامي نوح خليفة إلى إيجاد معالجات عملية للتقليل من الهجرة الوافدة إلى الرفاع والتخطيط لمدن توازن جديدة على غرار مدينتي حمد وعيسى، موصياً بتعميق الارتباط التاريخي لمدينة الرفاع بقرى الجنوب البحريني، جو وعسكر والدور والزلاق، والتخطيط بعناية لتحويل تلك القرى إلى مدن تسهم بتحقيق توازن حضري، يخدم أهداف التنمية المواتية للتحديات الأمنية الراهنة، وتمكينها من احتواء أجيال القوى الاجتماعية الجنوبية والرفاعية، المرتبطة بعلاقة تاريخية بمحيطها القروي منذ القدم.
وقال في تصريح أمس، إنَّ إنتاجاً علمياً جديداً وضعه مؤخراً بعنوان “الرفاع..التطور التاريخي وتأثيرات النمو الحضري”، أثبت أنَّ إقامة المدن المخططة بعناية والمتكاملة من النواحي الاقتصادية والأمنية بمقومات عالية، تسهم بصفة مباشرة بتحقيق التوازن الحضري المواكب للتحديات الأمنية العالمية، ومتطلبات الأمن الإنساني على المستوى المحلي والخليجي والقومي، معرباً عن اعتزازه بالرقعة الرفاعية التي عدّها أنموذجاً فريداً للانصهار الاجتماعي في تاريخ المدن البحرينية.
ووصف خليفة الرفاع بأنها “جبل القوة”، مشيراً إلى أنَّ الكيان الاجتماعي الرفاعي تجتمع فيه قوة مدن التاريخ وقرى الجنوب، مبيناً أنَّ الرفاع تحوَّلت في عام1931 إلى أكثر مدن البحرين جذباً للسكن فيها، بعد تغير مواقع القوة الاقتصادية لغالبية سكان البحرين واتجاههم للاستقرار، في المراكز الحضرية القريبة من مواقع عملهم النفطية.
وقال إنَّ الرفاعيين تعايشوا مع إنسان مدَّن التاريخ والأصالة وشكّلوا أكبر تنوّع أعقبه انصهار اجتماعي إنساني نادر عبر أراضيها، التي عبرت بإنسان البحرين إلى المعاصرة، مبيناً أنَّ الرفاع مدت مساحات رقعتها لاحتضان أجيال البحرين الأوائل، على سلم النهضة الشاملة للبحرين منذ بداية التنقيب عن النفط في الثلاثينات من القرن الماضي.
وأضاف: إنَّ الرفاع تضمّ نخباً اجتماعية انحدرت من الديار التاريخية الأصيلة، وما يعزز ندرتها أنه في خضم الدمج الحضري، الذي طال مدن البحرين تميزت الرفاع باحتوائها نخباً اجتماعية أصيلة نزحت إليها من أنحاء البحرين، أبرزها المحرق والمنامة وجو وعسكر والدور والزلاق والبديع، خلال حقبة ما قبل التحولات التحضرية التي طالت المدن التاريخية، سواء تحولات التركيبة السكانية أم الأنماط المعمارية أم مواقع القوة الاقتصادية للسكان.
ودعا خليفة إلى استثمار القوى الاجتماعية الجنوبية، مؤكداً أنَّ القوة البشرية الكامنة في الرقعة الرفاعية تستطيع إنتاج مدن توازن جديدة، والإسهام بتنمية الجنوب وتثبيت دعائم وطنية جديدة، تخدم الأمن الإنساني في خضم التموجات الأمنية العالمية الراهنة.