أنس الأغبششارف شهر رمضان على الرحيل، وخصوصاً بعد بدء العد التنازلي لدخول العشر الأواخر، وسنفقد سلوكيات جميلة اعتدنا ممارستها في هذا الشهر كصبرنا وتحملنا العطش في نهاره، والاستماع إلى أصوات الأئمة وهي تلهج بالدعاء في ليالي شهر الرحمة.فهل رمضان محطة فقط في حياة البعض؟ يصوم نهاره ويقوم ليله، يكثر من قراءة القرآن، يصون لسانه عن الفحش، يغض بصره عن المنكرات ويخشى حتى من قطرة ماء تدخل جوفه أثناء وضوءه، وما إن يُعلن عن نهاية الشهر الكريم حتى ينطلق إلى المحرمات.فلماذا لا يكون شهر رمضان المبارك محطة للتغيير الجذري في ذواتنا وعادتنا السلبية؟ .. فرب رمضان هو رب الشهور كلها؛ فلنغتنم الفرصة للتوبه والتغيير.يجب على كل مسلم أن يعاهد الله في رمضان بأن يتوب كل يوم من ذنب معيَّن لا يعود إليه بعدها أبداً بإذن الله، وأن يواصل ذلك حتى خلال الأيام العادية .. فيجب معاهدة الله ترك جميع المنكرات والمحرمات.كما يجب أن نقف مع أنفسنا وقفة تأمل قبل أن يرحل عنا الشهر - الذي لم يتبق له سوى أقل من أسبوعين - ماذا قدمنا خلاله؟ هل حافظنا على قراءة القرآن أم حافظنا على المسلسلات؟ خشعنا لله رب العالمين أم استمرينا في مشاهدة المسلسلات والأفلام؟قف وتأمل حالك .. اسأل نفسك: يا ترى لو مت الآن أين ستكون .. في الجنة أم في النار؟ يا ترى هل غفر لك في رمضان أم خبت وخسرت .. فيجب علينا أن نستغل ما تبقى من الشهر الكريم في العبادات والتقرب إلى الله، ويا لحظ من يواصل تقربه إلى الله حتى بعد الشهر الفضيل.وأخيراً يرحل الشهر “ويفوز الصائمون .. و يخسر اللاهون العابثون”، فهيا نحاسـب أنفسـنا ونسـتدرك ما فاتنا ونرجو من الله القبول والرحمة والعتق من النار في عشـر العتق من النار.فكن دائم الاتصال مع الله عز وجل بالصلاة والذكر والدعاء ... وكل ما يوثق الاتصال بالله تبارك وتعالى وإذا همك أي أمر فاستعن بالله عز وجل فإنه خير معين.
970x90
970x90