عواصم - (وكالات): عرضت قناة “العربية” شريطاً مصوراً “يظهر الإيرانيين المختطفين في سوريا في قبضة الجيش السوري الحر” الذي أكد أن “الرهائن شبيحة وبينهم ضباط في الحرس الثوري الإيراني”، فيما تواصلت المعارك في مدينة حلب مع تزايد الحديث عن استعداد قوات الأسد لشن هجوم واسع عليها، وتدخل الطيران الحربي وقصف حي صلاح الدين الذي يتحصّن فيه المقاتلون المعارضون، فيما سجل مقتل 80 مدنياً، بحسب المرصد السوري لحقوق الإنسان.
وذكر أحد ضباط الجيش الحر في الشريط الذي بثته “العربية” أن “”كتيبة” من “لواء البراء” في القوات المنشقة “قامت بالقبض على 48 من شبيحة إيران” كانوا في مهمة “استطلاع ميدانية” في دمشق”.
ويظهر المختطفون في الشريط محاطين بمسلحين من الجيش السوري الحر وخلفهم علم الاستقلال الذي يعتمده معارضو النظام السوري. وأضاف الضابط “أثناء التحقيق معهم تبين وجود ضباط إيرانيين عاملين في الحرس الثوري”. وتوعد الضابط إيران “بضرب كل الأهداف الإيرانية الموجودة في سوريا”. وطلب الضابط من أحد المحتجزين إظهار وثائق بحوزته تظهر ما قال إنها بطاقات تدل إلى انتمائه للحرس الثوري. وطلبت إيران من تركيا وقطر اللتين تدعمان المعارضة في سوريا، التدخل للإفراج عن زوارها المخطوفين، كما ذكر القنصل الإيراني مجيد كامجو. وذكرت وسائل إعلام إيرانية أن “طهران حذرت من التدخل الأجنبي في سوريا وقالت إن الصراع هناك قد يشمل إسرائيل أيضاً”. وفي وقت لاحق، قال تلفزيون العربية إن “رئيس فرع الأمن السياسي في دمشق العقيد يعرب الشرع انشق وهرب إلى الأردن”. في الوقت ذاته، ذكرت وكالة أنباء الأناضول أن “محمد أحمد فارس الطيار في سلاح الجو الذي أصبح أول رائد فضاء سوري، فر إلى تركيا بعد أن أعلن انشقاقه عن نظام الرئيس الأسد”. من جهته، قال مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان رامي عبدالرحمن إن “القوات النظامية قصفت بطائرة حربية حيي صلاح الدين والصاخور”، مشيراً إلى أن “الحي شهد محاولة اقتحام لكن الثوار تمكنوا من صدها”. وأفاد المرصد أن “اشتباكات تدور عند مداخل حي صلاح الدين الذي يتعرض للقصف”.
وفي مدينة حلب كذلك، أشار المرصد إلى “اشتباكات عنيفة” دارت بين مقاتلي المعارضة ومسلحين موالين للنظام في منطقة السيد علي.
وأضاف أن “منطقة القصر العدلي في حلب القديمة تعرضت لقصف عنيف من قبل القوات النظامية” حيث كانت تسمع أصوات انفجارات في أحياء يسيطر عليها مقاتلون معارضون. في المقابل، أفاد مصدر أمني سوري رفيع أن الجيش السوري النظامي “بات جاهزاً بانتظار الأوامر لشن الهجوم الحاسم للسيطرة على أحياء المدينة المتمردة”، موضحاً أن “كل التعزيزات وصلت وهي تحيط بالمدينة”. وقال المصدر “يبدو أن هذه الحرب ستكون طويلة”، عازياً ذلك إلى أن الهجوم الذي ستشنه قوات النظام في المدينة “سيشهد حرب شوارع من أجل القضاء على الإرهابيين” في إشارة إلى مقاتلي المعارضة. وفي مدينة حمص، دارت اشتباكات عنيفة بين مقاتلين معارضين والقوات النظامية التي حاولت اقتحام حي الخالدية ما أدى إلى إصابة 3 من المعارضين بجروح ومقتل 3 من القوات النظامية، بحسب المرصد. وفي ريف دمشق، تعرضت مدينة الرستن لقصف عنيف من قبل القوات النظامية حيث “سقطت أكثر من 60 قذيفة على المدينة بمعدل 4 إلى 5 قذائف في الدقيقة”. وفي ريف دمشق أيضاً أشار المرصد إلى قصف زملكا، إضافة إلى اشتباكات بين القوات النظامية ومقاتلين معارضين في بلدة كفربطنا ترافق مع قصف أسفر عن تهدم في سبعة منازل. وفي دمشق، أشار المرصد إلى أن القوات النظامية نفذت حملة مداهمات في حي القابون أسفرت عن اعتقال عدد من المواطنين بينهم أمراة وابنها البالغ من العمر 12 عاماً. وفي مدينة دير الزور، تتعرض أحياء للقصف بينما درات اشتباكات عنيفة في حي العرضي.
وحصدت أعمال العنف في سوريا اليوم 96 قتيلاً هم 80 مدنياً أكثر من نصفهم في إدلب وريف دمشق، مقابل 6 من المقاتلين المعارضين، فيما قتل 10 من القوات النظامية خلال اشتباكات في حمص وحلب ودرعا، بحسب المرصد. وفي برلين، استبعد وزير الدفاع الألماني توماس دي ميزيير مرة أخرى احتمال التدخل العسكري في سوريا، وقال إن فشل الجهود الدبلوماسية لوقف العنف الدموي في سوريا يجب ألا يؤدي إلى اتخاذ قرار بالتدخل العسكري.
وفي ليلونغوي عاصمة ملاوي أعلنت متحدثة باسم وزارة الخارجية الأمريكية أن الوزيرة هيلاري كلينتون ستتوجه السبت المقبل إلى تركيا للبحث في الأزمة السورية.
واتهم المجلس الوطني السوري المعارض القوات النظامية السورية بقصف المباني الحكومية وبعضها ذات قيمة تاريخية وأثرية في حلب، معتبراً أن ما تقوم به هذه القوات يشبه “تصرف المحتلين والغزاة”.
من جهته، قال رئيس المجلس الوطني السوري عبدالباسط سيدا في مقابلة مع صحيفة “الشرق الأوسط” إنه مستعد للتفاوض مع مسؤولي الحكومة الذين لم تلوث الدماء أيديهم بمجرد ترك الرئيس بشار الأسد وأعوانه السلطة. وأضاف سيدا أن استقالة مبعوث السلام الدولي كوفي عنان ربما تفتح الباب لمبادرة جديدة لحل الأزمة.
من جانب آخر، قالت مجموعة “سايت” لمراقبة المواقع المتشددة إن جماعة جبهة النصرة أعلنت مسؤوليتها عن خطف وقتل المذيع السوري محمد السعيد وهددت بشن المزيد من الهجمات على مؤيدي الرئيس الأسد. وفي بيروت، أكد مروان عبدالعال المسؤول في الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين أن نحو 600 من عائلات اللاجئين الفلسطينيين في سوريا معظمهم من مخيم اليرموك الدمشقي، دخلوا الأراضي اللبنانية هرباً من القصف وتوزعوا على عدد من المخيمات الفلسطينية في لبنان.
ومن لندن، أكد المصور البريطاني جون كانتلي أنه احتجز في معسكر جهادي في سوريا لمدة أسبوع مع زميل له هولندي، موضحاً أن قسماً من خاطفيه وفدوا من بريطانيا.
970x90
970x90