صنعاء، عدن - (أ ف ب): قتل 45 شخصاً وجرح 34 في هجوم انتحاري نسب لتنظيم القاعدة واستهدف مساء أمس الأول مجلس عزاء في مدينة جعار بمحافظة ابين جنوب اليمن، بحسب حصيلة جديدة من مصادر طبية والإدارة المحلية. وأفاد المحافظ جمال العاقل أن ضحايا الهجوم كانوا يحضرون العزاء الذي أقيم لابن شقيق قائد اللجان الشعبية في جعار، ووصف العملية بأنها “اعتداء إجرامي غادر وجبان”. من جهته، قال أحد شهود العيان إن “انتحارياً تسلل إلى مجلس عزاء في حي الري أقامه عبد اللطيف السيد قائد اللجان الشعبية بجعار لابن شقيقه وفجر نفسه وسط المعزين”. وقال مسعف شارك في عمليات انتشال الجثث ونقل الجرحى إن “جثث القتلى تناثرت في المكان وبصورة وحشية”. وقال شاهد عيان آخر إن “الانتحاري ينتمي إلى تنظيم القاعدة”، مؤكداً أن “التنظيم يحاول الانتقام من اللجان الشعبية التي دعمت قوات الجيش في استعادة المدينة”. ونقل موقع وزارة الدفاع “26 سبتمبر” أيضاً عن مدير مديرية خنفر الشيخ ناصر عبد الله المنصري أن “الهجوم استهدف العزاء بوفاة ابن هاشم عارف السيد ابن شقيق عبد اللطيف السيد رئيس اللجان الشعبية بمحافظة أبين”. ونقلت جثامين 24 من القتلى إلى مستشفى الرازي في جعار، كما قال مسؤول في المركز الطبي بينما توفي 12 جريحاً في 3 مستشفيات في عدن، كما قالت مصادر طبية. وأكد المسؤول في الإدارة المحلية في جعار محسن بن جميلة أن 6 من جثامين القتلى انتشلت من قبل أقرباء في مكان الهجوم، ودفنت. من جهته، حمل الأمين العام للإدارة المحلية في جعار ناصر عبدالله المنصري السلطات المركزية في صنعاء “جزء من المسؤولية عما حدث”، إذ أشار إلى أن السلطات لم تعزز الحضور الأمني في المدينة لفرض سيطرتها على الوضع بعد أن نجح الجيش في إخراج مقاتلي القاعدة منها في يونيو الماضي.وأضاف المنصري “احمل السلطات بصنعاء جزء من المسؤولية عما حدث وبالأخص وزارة الداخلية التي لم تتجاوب معنا بمد محافظة أبين بقوة أمنية منذ خروج القاعدة منها” منتصف يونيو الماضي. وأضاف “إن جعار وغيرها من مدن محافظة أبين لا وجود للأمن فيها، وعناصر القاعدة موجودون في جميع المدن وبشكل سري”. وأبدى تخوفه من تفاقم أعمال العنف وإقدام القاعدة على استهداف المدنيين الذين وقفوا مع الجيش في معركته لاستعادة محافظة أبين التي ظلت غالبية مدنها تحت سيطرة التنظيم المتطرف لأكثر من سنة. وقال المنصري “أتوقع أن تشهد مدن أبين عمليات أكبر مما حدث في جعار لأن القاعدة تريد أن تنتقم من اللجان والسكان الذي ساهموا في طردها”. وتابع “طالما هناك فراغ أمني ولم تتجاوب الحكومة معنا سيزداد الوضع سوءاً”. ومنتصف يونيو الماضي سيطر الجيش اليمني على مدينتي جعار وزنجبار عاصمة محافظة أبين، بعد انسحاب مسلحي القاعدة منهما تحت وطأة هجوم واسع النطاق شنته القوات الحكومية ضد متطرفي “أنصار الشريعة” الذين سيطروا عليها لنحو عام كامل. وكان التنظيم المتطرف استغل ضعف السلطة المركزية، بسبب الانتفاضة الشعبية التي اندلعت في 2011 ضد الرئيس السابق علي عبد الله صالح، وعزز سيطرته على مناطق شرق اليمن وجنوبه. إلا أن الجيش تمكن في أعقاب هجومه الواسع في محافظة أبين من طرد مقاتلي التنظيم من معاقله الرئيسة في هذه المحافظة. ويحاول المسلحون إعادة تجميع صفوفهم في المحافظات المجاورة لأًبين، إلا أن السلطات تطاردهم باستمرار. وفي هذا السياق قتل 5 عناصر من تنظيم القاعدة في غارة لطائرة دون طيار، أمريكية على الأرجح، استهدفت سيارة في قرية عرض الهبوع بمحافظة حضرموت شرق اليمن، كما أفاد مسؤول محلي.