إعداد: فاطمة باقر أخصائية تغذية بإدارة الصحة العامة


السوائـــل في رمضان


وقوع شهر رمضان في سنواته الأخيرة في فصل الصيف، والذي يتميز بالحر الشديد وارتفاع درجات الحرارة والرطوبة في منطقتنا، تحتم على الصائمين من جميع الفئات العمرية ضرورة تعويض ما فقد من أجسامهم من السوائل خلال النهار. ويعتبر الحرص على شرب الماء والسوائل خلال وقت الإفطار من أهم النصائح الرمضانية المقدمة للصائم وذلك تفادياً لحدوث الجفاف ومضاعفاته.
إن شعور الصائم بالعطش يعتبر إشارة من إشارات انخفاض نسبة السوائل لديه عن المعدل الطبيعي، وإن الصائم قد يكون بذلك عرضة للجفاف، والأسباب تكمن في قلة شرب الماء والسوائل الأخرى خلال فترة الإفطار إلى السحور دون قصد من الصائم، لأن الصائم يعتمد على تناول الأطعمة الرمضانية والمشروبات السكرية مثل شراب الفواكه المركز المحضر بالمنزل والمنبهات مثل الشاي والقهوة التي بدورها تزيد من إدرار البول وتزيد من الشعور بالعطش خلال نهار رمضان، ولا يأخذ كفايته من السوائل التي يحتاج إليها جسمه، لذلك يعتبر من الضرورة أن يقسم الصائم وقت إفطاره بحيث لا يقل شربه للماء عن 8 أكواب.
وعليه يؤكد أخصائيو التغذية على استمرار تناول كميات كافية من الماء والسوائل المغذية الأخرى مثل العصائر طوال فترة الإفطار(من وجبة الإفطار حتى وقت الإمساك) وذلك بمعدل كوب ونصف إلى كوبين كل ساعتين أو كوب كل ساعة حتى يستطيع الجسم الحفاظ على صحة جيدة طوال الشهر الكريم، مع التركيز على عدم شرب كميات كبيرة من الماء خلال وجبة الإفطار أو السحور حتى لا يؤدي إلى تخفيف عصارات المعدة الهاضمة فيصاب الصائم بعده بعسر الهضم، إلى جانب ضرورة أن يكون الماء أو العصير المستهلك بدرجة حرارة معتدلة لا أن يكون شديد البرودة لكي لا يتسبب شربه بتشنجات وآلام معوية
العصائر الرمضانية
من المفيد تناول العصائر الطازجة لما توفره من الفيتامينات والأملاح المعدنية الضرورية لصحة الجسم، وهي قليله إلى معتدلة في كمية احتوائها على السعرات الحرارية، بحسب نوع الفواكه المحضرة منها، إذ أن متوسط السعرات في كوب من العصير يصل إلى 120 سعرة حرارية. ويفضل تحضيرها منزلياً للتحكم في كمية السكر المضاف واستخدام الحليب قليل الدسم.
أفضل ما يشربه الصائم
- الحليب واللبن، فهي مغذية وغنية بالمواد الغذائية وتزود الجسم بكافه المغذيات التي يحتاجها، وتملأ المعدة إذا ما تناولها الصائم في الإفطار أو وقت الغبقة ومنها تقل من رغبة الصائم في تناول المقليات والسكريات.
- عصائر الفواكه. إن تحضير العصائر الطازجة واستهلاكها باعتدال له كثير من الفوائد الصحية للصائم خصوصاً على الأطفال لاحتوائها السكريات الطبيعية التي تغني عن تناول الحلويات والفيتامينات والمعادن بالإضافة إلى الألياف الغذائية. ويمكن تحضير أنواع العصائر الخفيفة مثل الليمون أو الليمون بالنعناع أو البرتقال. أما الأنواع الأخرى والتي تعتبر أكثر غنى والتي عادة لا تستهلك مع الوجبات هي عصائر المانجو والشمام والبطيخ والأفوكادو والأناناس وعصير الجزر.
- مخفوق الفواكه بالحليب. يمكن تحضيره منزلياً عن طرق خلط أنواع مختلفة من الفواكه بحسب رغبة كل شخص مع إضافة الحليب أو اللبن قليل الدسم وقليل من العسل أو قليل من المكسرات المطحونة مثل الفستق أو اللوز أو الجوز، مع إضافة قطع من الفواكه نفسها فتصبح لدينا مخفوق فواكه صحي يستهلك في فترة الغبقة.
أكثر ما يتفاداه الصائم
- أنواع الشراب المحضرة منزلياً من تركيز الفواكه أو بودرة الفواكه “الشربت”، حيث إنها تمثل مشكلة للكثير من الصائمين، لكون تناولها مرتبطاً بعادة شعبية رمضانية، فهي أنواع عالية في تركيزها من السكريات وتحضر بإضافة كميات كبيرة من السكر أيضاً. وهو من الأطعمة الخالية السعرات الحرارية أي أنها دون فوائد صحية، ومع ذلك إن رغب الصائم في نوع منه فيمكن تحضيره بخلط التركيز مع الماء دون إضافة سكر، والاكتفاء بتحضير كوب أو كوبين بحسب المطلوب وعدم تحضير إناء كبير منه (إبريق).
- العصائر المعبأة الجاهزة وأنواع شراب الفواكه، حيث تحوي كثيراً من السكر المضاف والألوان الاصطناعية وقليل من فوائد الفواكه.
- المشروبات الغازية وإن كانت من النوع الدايت (المحلاة بمحليات أو سكريات اصطناعية)، والتي لا تحتوي على سكر أو سعرات حرارية، يفضل تفاديها بسبب عدم فائدتها للجسم.
- الشاي والقهوة لما تحتويه من منبهات كما إنها مدرة للبول مما يؤدي لفقدان كميات أكبر من السوائل خلال فترة الصيام. وفي حال رغب الشخص بشرب الشاي أو القهوة فيفضل أن يكون بعد الإفطار بساعتين، على ألا يضاف إليه السكر ويكون غير مركز.
- مشروبات الطاقة، لتأثيرها الكبير والضار على الإنسان وذلك لاحتوائها على نسب عالية من الكافيين الذي يسبب حالات من القلق، كما لا ينصح باستهلاك هذه المشروبات من قبل الأطفال والنساء الحوامل والمرضعات والأشخاص الذين لديهم حساسية الكافيين.