يتنقل لؤي صباح بدشداشته التقليدية البيضاء في شوارع سامراء شمال بغداد وهو يصيح “سحور سحور” وفي يده طبلة صغيرة محاولاً تأدية دور المسحر المهدد بالنسيان في العراق بسبب الأوضاع الأمنية.
واستطاع لؤي الذي ورث شغفه هذا عن والده التنقل بعد منتصف الليل بحرية في شوارع سامراء إقرار السلطات إعفاء ليالي رمضان من حظر التجول المفروض عادة على المدينة.
ويقول صباح إن “المسحر اختفى تماماً بعد سقوط النظام السابق ولا يوجد إلا البعض منهم الآن، وهم يأتون بشكل متقطع وليس يومياً”.
وفي مجتمع يعتز بتقاليد شهر الصوم، يفتقد الكثير من العراقيين لأصوات المسحرين الذين كانت صرخات حناجرهم ودوي طبولهم تضج في سماء كل مدن العراق أثناء السحور، ولم تعد تسمع إلا بين الحين والآخر وفي مناطق محددة.
وكان الزي البغدادي القديم، الدشداشة والشماغ والكوفية على رأسه، أكثر ما يميز المسحر ويعكس صورة بغداد القديمة.
أما في الموصل شمال بغداد، اختفى المسحرون عن شوارع المدينة، كما هو حال أغلب مناطق محافظة نينوى.