يفتخر فام دانغ تيين بالكلب الذي يملكه، شأنه في ذلك شأن فيتناميين كثيرين، لكنه لا يتوانى، في أحد مطاعم هانوي الذي يعج بالزبائن، عن تناول طبق يكثر الطلب عليه في نهاية الشهر القمري مؤلف من لحم الكلاب.
ويبدو أن هذه المفارقة لا تزعجه البتة، وهو يؤكد “نحن لا نذبح أبداً كلابنا للحصول على لحومها. وأنا هنا أتناول طبقاً في مطعم ولا يهمني أن أعلم أي كلب ذبح وكيف”. ويظن هذا الخمسيني أن أكل لحوم الكلاب يجلب الحظ والمروءة.
ويعتبر فيتناميون كثيرون مثله أن تناول هذا الطبق التقليدي الذي يتطلب تحضيره إبراح الكلاب ضرباً حتى الإجهاز عليها لا يتعارض مع الرغبة في اقتناء هذه الحيوانات الأليفة.
وخلال السنوات العجاف بعد حرب فيتنام، كانت السلطات قد خفضت تخفيضاً جذرياً فرص اقتناء الحيوانات الأليفة.
لكن بعد انفتاح هذا البلد الشيوعي وارتفاع مستوى المعيشة، استعادت الكلاب مكانتها في أوساط العائلات، وبات الجيل الشاب يبدي تحفظاته إزاء تقاليد ذاك القديم.
في منتزه الاتحاد في هانوي، يتجول المئات من سكان العاصمة مع كلابهم كل يوم وهي بأغلبيتها من فصيلتي شيواوا وهاسكي.
ويأكل الفيتناميون عادة “لحم الكلاب في نهاية شهرهم القمري، للتخلص من سوء الحظ، في تقليد يتبعه عادة رجال الأعمال”، بحسب ما يشرح أحد الطهاة، مشيراً إلى أنه يقدم سبعة كلاب في اليوم تقريباً خلال هذه الفترة. وتأكل لحوم الكلاب مسلوقة أو مشوية، مع صلصلة بطعم القريدس وأرز وأعشاب.