حاوره - وليد عبدالله:
بدأ مسيرته الكروية كلاعب مغمور في عدد من الأندية المحلية على مستوى مقاطعة كتالونيا بإسبانيا، ثم قدم أوراق اعتماده كمدرب أكاديمي متخصص في فرق الفئات العمرية لمدرسة برشلونة بعد حصوله على شهادة التخصص في تدريب الفئات العمرية وفئة الكبار. أشرف خلال تواجده من 1997 وحتى مايو 2012 في أكاديمية برشلونة الكروية “La masia” بالنادي الإسباني على تدريب فرق الفئات العمرية من تحت 8 سنوات وحتى تحت 16 سنة. تخرج على يديه عدد من اللاعبين الذين يعتبرون من أفضل لاعبي العالم سواء على صعيد فريق نادي برشلونة الأول لكرة القدم وحتى على مستوى فرق العالم كلاعب برشلونة جيرارد بيكيه، ولاعب برشلونة فبريجاس وألبا، لاعب فالنسيا فكتور لويس، لاعب تشلسي ريماو، واللاعبين تييو وكوينكا. قبل بعرض الاتحاد البحريني لكرة القدم في التواجد مع منتخبات الفئات السنية لإيمانه بالتغيير وخوض تجربة جديدة مليئة بالتحدي. هو المدير الفني لمنتخبات الفئات العمرية بالاتحاد البحريني لكرة القدم الإسباني فران سانشيز، الذي التقت به “الوطن الرياضي” للتعرف على خططه في النهوض بالمنتخبات العمرية.
ظروف إيجابية.. ولكن!
في سؤال “الوطن الرياضي” عن الفروق التي لمسها على مستوى البنية التحتية واللاعبين والتجهيزات بين برشلونة والبحرين، قال المدرب سانشيز: “أعتقد أن الفترة التي قضيتها في البحرين ليست كافية لتقييم الوضع بصورة كاملة، ولكن هناك أمور إيجابية تبشر بخير وتدفعني للعمل بصورة جيدة مع الاتحاد البحريني لكرة القدم والمساهمة في تطوير المنتخبات العمرية. فمن هذه الأمور اهتمام الاتحاد بتطوير منتخبات الفئات، والدعم الذي أحظاه من الاتحاد علاوة على تعاون الأندية وتجهيز اللاعبين. فهذه الأجواء الحماسية تدفعك للعمل من أجل تحقيق الأهداف العريضة والمهمة في الخطة العامة التي أضع خطوطها في هذه الفترة الحالية. ولكن رطوبة الجو في البحرين عالية جداً وتختلف عنها في برشلونة، وهذا هو الأمر السلبي الذي لمسته حتى الآن”. وأضاف “لقد لمست منذ مجيئي للبحرين الشغف بكرة القدم والذي يعتبر مقارباً بصورة كبيرة لبرشلونة، فالعشق لكرة القدم موجود في البحرين وبرشلونة”.
اختيار اللاعبين أسهل في البحرين!
وواصل المدرب سانشيز حديثه قائلاً “وتتمتع البحرين بوجود خامات جيدة من اللاعبين، واختيار اللاعبين في البحرين أسهل بكثير منه في برشلونة. فعلى سبيل المثل هناك 3000 لاعب في برشلونة من مواليد 1995، في حين لا يتجاوز العدد في البحرين المئات من اللاعبين بنفس الفئة العمرية. وفي برشلونة تتعامل مع عدد كبير من الجنسيات، وليس هو الحال في البحرين. فالاختيار يعد سهلاً للمدرب في البحرين لتكوين فريق وتهيئته بصورة صحيحة وسليمة”.
اللاعب الجاهز.. الهدف الرئيسي
وبالنسبة للهدف الذي يسعى إلى تحقيقه من خلال تواجده مع فرق الفئات السنية، قال: “هدفي تحضير اللاعبين وتهيئتهم ليكونوا جاهزين على المستوى الفني والبدني والذهني للعب في المنتخب الأول، وليس اللعب من أجل اللعب فقط، وإنما اللعب من أجل المنافسة وتحقيق النتيجة والفوز. فهذا الهدف الذي أسعى إلى تحقيقه في المرحلة القادمة مع فرق الفئات السنية. والأساس في التهيئة الصحيحة الاستمرارية في تطوير اللاعب على المستوى الفني والبدني. فيجب زرع فكرة التطوير في أذهان اللاعبين كما كبروا وانتقلوا من مرحلة لمرحلة أخرى، مع ضرورة عدم التوقف عن فكرة التطوير. ففي برشلونة على سبيل المثال، نسعى لزرع هذه الفكرة حتى عندما نلمس عن قرب أن اللاعب يعد من اللاعبين البارزين، فهذا الأمر سيساعد اللاعب على اكتساب الخبرة والاحتكاك بصورة أكبر”.
لا فرق بين المدارس الكروية!
وفي سؤال “الوطن الرياضي” عن وجود اختلافات في تهيئة اللاعبين في المدرسة الإسبانية وانتقالها لتكون في المدرسة الانجليزية على مستوى المنتخب الأولمبي والوطني، قال المدرب سانشيز: “لا توجد اختلافات في مسألة تهيئة اللاعبين في مدرسة كروية معينة ومن ثم انتقالهم للعب في مدرسة كروية أخرى. فكلما كانت التهيئة الأساسية لجميع اللاعبين قوية ومتينة، كان اللاعب قادراً على العطاء في أي مدرسة كروية. فعلى سبيل المثال، اللاعبون الإسبان الذين يتواجدون في مختلف الدوريات الأوروبية، لا يواجهون صعوبة في التأقلم مع المدارس الكروية المختلفة، وذلك بسبب التهيئة الصحيحة للاعب التي تساهم في تأقلمه السريع مع مختلف المدارس الكروية”.
نظام المسابقات جيد
وفيما يخص النظام الجديد الذي اتبعه اتحاد الكرة لمسابقات الفئات العمرية هذا الموسم، قال: “يعتبر النظام من الأنظمة الجيدة نظراً للتوزيع الصحيح لفرق الفئات العمرية. وقد تم توزيع الفئات إلى خمس فئات هي: مسابقة تحت 11 سنة، تحت 13 سنة، تحت 15 سنة، تحت 17 سنة وتحت 19 سنة. وسنسعى من خلال زياراتنا لهذه المسابقات وللأندية إلى توجيه النصائح للاعبين والمدربين، والعمل على صقل العناصر والمواهب الكروية في الفترة القادمة”.
الغابا من المدربين الأكفاء
وفيما يخص رأيه في المدرب العام لمنتخبات الفئات العمرية مواطنه الأسباني دانييل الغابا، قال: “يعتبر المدرب دانييل الغابا من المدربين الأكفاء على مستوى مدربي الفئات العمرية بإسبانيا، فقد عمل لفترات طويلة مع أكاديمية برشلونة الكروية، وفي آخر 6 مواسم لمسيرته التدريبية بإسبانيا، أشرف على تدريب فرق الفئات العمرية بنادي اسبانيول بمقاطعة كتالونيا. ونجح في الموسم الماضي في تحقيق لقب الدوري والكأس في فئة الشباب”.
الجدية والتحدي دفعاني لقبول العرض
وفي سؤال “الوطن الرياضي” عن أسباب قبوله لعرض الاتحاد البحريني لكرة القدم، قال: “أعجبتني فكرة الاتحاد البحريني لكرة القدم في تطوير قطاع الفئات العمرية، ومنذ تواجدي في برشلونة وأنا أحاول الحصول على تجربة جديدة في التقدم لمرحلة جديدة ولاسيما الحصول على فرصة التواجد ضمن الجهاز الفني للفريق الأول بالنادي الإسباني، إلا أن الظروف لم تخدمني. فبعد 15 سنة قضيتها في أكاديمية برشلونة، قبلت للعرض البحريني الحصول على فرصة جديدة مليئة بالتغير والتحدي. حيث سأسعى من خلال تواجدي في البحرين للعمل على تطوير قطاع الفئات العمرية وتهيئة اللاعبين ليكونوا قادرين على التواجد في المنتخب الوطني”.
البحرين جميلة وشعبا ودود
وبالنسبة إلى رأيه في مملكة البحرين، قال المدرب سانشيز: “لا أجد اختلافاً كثيراً بين البحرين وإسبانيا، فالبحرين بلد جميل وشعبها طيب ومسالم وودود ويجب مساعدة الآخرين ويمتاز كذلك بالحفاوة”.
كلمة أخيرة..
وقد ختم المدرب الإسباني فران سانشيز حديثه مع “الوطن الرياضي” قائلاً “أتطلع للنجاح في عملي مع الاتحاد البحريني لكرة القدم، والسعي من أجل تطوير قطاع الفئات العمرية في المستقبل القريب، وتلبية رغبة الشارع الرياضي البحريني في تكوين منتخبات قادرة على تحقيق الإنجازات للكرة البحرينية في المرحلة القادمة”.
«الرياضي» يشكر الشملان
ويتقدم “الوطن الرياضي” بخالص الشكر والتقدير للزميل الإعلامي المتميز حمد علي الشملان على تعاونه مع “الرياضي” في هذا اللقاء بترجمة حديث المدرب من اللغة الإسبانية إلى اللغة العربية، متمنياً “الرياضي” دوام التقدم والتطور للزميل الشملان في حياته الإعلامية والاجتماعية.