كتبت – منى المطوع :
أكد وكيل شؤون الطيران المدني الطيار عبدالرحمن القعود أن الكفاءات البحرينية في مجال الطيران هي وحدها القادرة على إخراج شركة طيران الخليج من نفق الخسائر التي تكبدتها طيلة الأعوام الماضية، مؤكداً ضرورة الاهتمام بشركة طيران الخليج وعدم إغلاقها لأن إغلاقها يعني انتهاءها.
وقال، لدى حضوره مجلس النائبة لطيفة القعود الرمضاني الأسبوعي: “لا توجد شركة طيران في الخليج تدر اليوم ربحا ماليا على الدولة، فشركات الطيران من البنى التحتية لأي دولة من اجل دعم اقتصادها”.
وأضاف القعود: أن وضع الطيران بمملكة البحرين يحتاج إلى دراسة ومتابعة فيما يتعلق بهجرة الكفاءات البحرينية في هذا المجال إلى الخارج، مؤكداً أن الكفاءات البحرينية في مجال الطيران من أفضل الكفاءات الخليجية والعربية الموجودة ويكفي أنها تعمل وتدير اكبر شركات الطيران بالخليج والعالم، مشيراً إلى تهميش الكوادر البحرينية في مجال الطيران وعدم الاستفادة منها في مملكة البحرين وهجرتها إلى الخارج، مستدلاً على ذلك بالتخبط الإداري الكبير الحاصل في شركة طيران الخليج وخسائرها المتتالية التي تأتي جراء سياسة الإدارة وتعاملها مع الكفاءات البحرينية فيها.
وبين القعود أن سبب المشكلة الرئيسة لشركة طيران الخليج يتمثل في تعيين مسؤول جديد لإدارتها كل فترة ليضع خطة لمدة سنتين ونصف بالضبط لكون عقده ينتهي بعدها، أي خطة ضمن حدوده وفترة عمله ثم يرحل من دون نتيجة ومن دون رغبة في إصلاح أي شي الفترة التي تولى فيها إدارة الشركة، مشيراً إلى أن الدولة لو عينت أي شخص حتى لو لم يكن خبير طيران، ويكون مسؤولاً أمامها كمواطن ربما يكون الوضع أفضل في هذه الشركة، منبها إلى أن رؤساء جميع الشركات الخليجية مواطنون من أبنائها، مثلا أكبر الباكر هو الرئيس التنفيذي للخطوط الجوية القطرية ومن يقود الشركة، كما إن من يرأس خطوط الشركة العربية للطيران هو عادل علي كذلك احمد بن سعيد يدير طيران الإمارات، ولو دققنا في من يعمل في هذه الشركات لوجدنا أن جميع من فيها هم من شباب البحرين وكفاءاتها الذين دفعوا لترك شركة طيران الخليج والرحيل إلى هذه الشركات، مما يفرض علينا أن نسأل: خطأ من قاد إلى هذه النتيجة؟ وهل من المعقول أن جميع هذه الكفاءات والطاقات مخطئة؟
ورفض القعود التصريح الذي خرج به الرئيس التنفيذي لطيران الخليج سامر المجالي أن الشركة تكبدت خسائر 250 ألف تذكرة و137 مليون دينار من عام 2010، مبيناً أننا لو حسبنا سعر التذكرة الواحدة 400 دينار على الرغم من أن بيعها يتم بـ150 ديناراً، ولو ضربنا هذا العدد في 250 ألف سيكون الناتج 100 مليون دينار وهذا المبلغ له تكاليف تشغيلية، أي إيرادات ولنفترض بتواضع أن التكاليف التشغيلية هي 40 مليون والأرباح 60 مليون أذن خسارة الشركة تصبح 40 مليون لذلك لا يمكن تعليل الخسائر بالـ250 ألف تذكرة!!
وروى القعود: قبل سنة ونصف سألني الأخوة في مجلس النواب عن سبب مشكلة شركة طيران الخليج، فرفضت الجواب، وعندما الحوا علي سألتهم واشترطت الإجابة: كم عدد سكان الهند ولما طرحوا علي رقما، قلت لهم سكان الهند مليار و200 مليون حسب الإحصائيات الرسمية وهذا العدد الكبير ألا يوجد فيهم شخص كفء يأخذ أربعة مواطنين بحرينيين ليديروا اكبر شركة طيران وهي شركة جت أيروايز، إذن حلوا هذه المسألة أولاً، وتركتهم، مشيراً إلى أن المشكلة بالبحرين أن الجميع ينظرون إلى الجهة الخاطئة ولا يركزون على الشباب من ذوي الكفاءات.
وعقب الدكتور كاظم رجب وكيل السياحة سابقا على كلمات القعود بالتأكيد أنه عندما سقطت الطائرة البحرينية في العام 2000 وكان على متنها شقيقه وزوجته وأرادا التعويض أصررت عليهم أن يكشفوا من هو المخطئ أولاً، فالحادث ليس مجرد حادث سيارة ونحن عندما نلح على هذه القضية ونبحث عن المخطئ فنحن ندرك أن الخطأ لم يكن في الطائرة ولا شركة الطيران ولا الطيار، بل المخطئ هو من أخرج الكفاءات البحرينية من هذه الشركة.
واستشهد رجب بقصة حدثت أمامه: حدثني رئيس أو نائب رئيس إحدى شركات الطيران في برلين أنه طلب مقابلة المسؤول عن طيران الخليج، مستأذناً بتعيين مواطن بحريني قدم طلباً للعمل في شركتهم، مؤكداً أن تعيينه سيعد استثماراً كبيراً لهم، مضيفاً أنه اتصل بشركة طيران الخليج ليرد عليه أحد المسؤولين بالإيجاب: “نعم وظفوه لديكم” وهو ما زاد من استغرابنا وظننا انه ربما يكون اتفق معه لكننا بعد البحث والتحري اكتشفنا أنه لم يكن متفقاً معه وأن الشركة فعلاً لا تريده وهو يبحث عن عمل. وقال رجب إن هذا الأجنبي استغرب من هذه الحادثة، فما بالكم بنا نحن كمواطنين نجد مواطناً صرفت عليه مئات الآلاف وهو ابن البحرين ويتجه لممارسة خبرته وكفاءته بالخارج الذي يتسلمه جاهزاً، ولذلك أؤكد أن المخطئ الكبير في سقوط الطائرة البحرينية هو الذي جعل هؤلاء البحرينيين يقدمون استقالاتهم ويختارون العمل في شركات أخرى خارج.
وعاد عبدالرحمن القعود ليروي أن أحد شبابنا البحريني الذي يتميز بالكفاءة بالخارج واسمه فريد العلوي تم صرفه من العمل في طيران الخليج، وعندما سألنا عن سبب صرفه أجابنا المسؤول كنت اعتقده خليجياً، وهذا عذر اقبح من ذنب، ولذلك إلى يومنا هذا أقول لهم دائما تسرعتم عندما صرفتم الكفاءات البحرينية، وهل معقول أن هؤلاء جميعاً مخطئون ونحن على حق؟ موجهاً عتبه إلى البرلمانيين الذين يجدون الحل في إغلاق الشركة، وقال: لا تغلقوا هذه الشركة لأن إغلاقها يعني انتهاءها بل قوموا بتعديل وضعها واقسم بالله لو تمنح إدارة الشركة إلى بحريني وتحت طاقم بحريني فإنها ستنجح وستمضي لأنه ليس وحده رئيس الشركة من يديرها بل الطاقم الذي معه أيضاً وهناك العديد من الكفاءات البحرينية القادرة على ذلك عوضاً عن تعيين رئيس اجنبي برواتب خيالية كل فترة، مشدداً على أن البحريني هو وحده القادر على الجلوس لمتابعة مشكلة حلها يدخل في مصلحة البحرين لا توظيف مسؤول أجنبي لأنه بالنهاية لن يخدم البلد، بل سيخدم نفسه.
وأضاف القعود: “هناك مشكلة أخرى أيضاً وهي مسالة عقد المقارنات بيننا وبين شركات الطيران بالخليج وتلك مسألة ليست سليمة فالمفترض أن لا نقارن أنفسنا بالأخرين بل نركز على انفسنا فقط وان نضع خطة تتناسب مع إمكانياتنا ووضعنا نحن بالبحرين كما أقول -وعلى مسؤوليتي هذا الكلام- أي شخص يقول لك إن طيران الخليج ستربح فادعوكم لعدم تصديقه ولا تصدق اليوم أي شخص يقول لك هناك شركة طيران بالخليج تربح لكن أقول إذا وضع مسؤول يعمل على تخفيض الخسائر إلى 50 مليون فهذا أعده نجاحاً باهراً للبحرين لأن 50 مليون هذه ستدخل في الدخل القومي من توظيف عماله واستخدام محطات وإيجاد نشاط بالوطن لذلك أقول يجب دائما النظر إلى شركة طيران الخليج أنها من أسس البنية التحية لا شيء يدر عليك مالاً فشارع الشيخ خليفة مثلاً هو من أسس البنية التحتية ومن دعائم الاقتصاد لأنه عندما لا يكون لديك شوارع جيدة لن يكون لديك اقتصاد وكذلك هذه الشركة، والمستغرب أنه على الرغم من الخسائر التي تروح بقيمة 200 أو 180 مليون نجد رواتب مسؤوليها 20 ألف دينار رغم أن رئاسة الحكومة لا تتجاوز الـ40 ألف دينار، مشيراً إلى رواتب الشركة تحتاج إلى إعادة نظر “أن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم”. وقال القعود: عندما نأتي إلى معرض البحرين الدولي للطيران فإني أشير إلى سفيان الذوادي وعبدالمنعم عيد وهما من الكفاءات البحرينية أسهما بتحقيق نجاحه الكبير؛ إذ كلفتهما بوضع الخطة الأمنية، مؤكداً أن معرض فانبرا الدولي للطيران الذي عمره ستين عاماً وضع خبراؤه الخطة الأمنية نفسها التي وضعها هذان الشخصان البحرينيان، موضحاً: “عندما كنا نتجول في معرض فانبرا الدولي للطيران وجدنا أن جميع أفكارنا بمعرض البحرين الدولي للطيران نفذت كما هي حتى الخطة الأمنية وخطة الإخلاء وغيرها نسخت منا واستغربنا أن ينفذ هذا المعرض أفكار شبابنا البحريني كما وجدنا أن عدد الحضور الذين كانوا بالخارج أكبر من الذين بالداخل ولم نكن نتوقع أن يتجاوز عدد الحضور 10 آلاف زائر لكن فوجئنا بوصول العدد إلى 25 ألف زائر لذلك فالمعرض هو إنجاز بحريني 100%. وعلق احد الحضور وهو سميح رجب على كلام القعود بخصوص الكفاءات البحرينية “أن الكفاءة البحرينية لا تعطى فرصة ويستهان بها وفي إحدى اللجان التي تشكلت بمركز تنمية الصادرات لدعم صادرات البحرين ذكر احد المسؤولين بانه وجب أحضار كفاءات من الخارج لعدم وجود كفاءات بحرينية.
من جهتها، أبدت النائبة لطيفة القعود أن النواب رفضوا فتح اعتماد مالي أضافي بصرف 646 مليون دينار لشركة طيران الخليج وهناك تباين لدى النواب بإغلاق الشركة وإعادة فتحها من جديد وبين دعمها لكن بإعادة هيلكتها وإيجاد خطط مدروسة لها تمنع هذا الاستنزاف الكبير للمال العام وهناك من يرى أنه يجب على هذه الشركة أما أن تسير بـ80 مليون دينار أو تغلق فخسائرها كبيرة جدا وأؤكد كلام عبدالرحمن القعود أن كفاءاتنا البحرينية قادرة على الإنجاز وعلى إيجاد مصلحة البحرين في كل مكان تتواجد فيه فحتى عندما سقطت الطائرة البحرينية عام 2000 غاص البحرينيون لإخراج الجثث لخبرتهم ومهارتهم في الغوص لذلك فالبحريني دائماً ما ينجز عندما يمنح الفرصة ويحمل المسؤولية ونحن نفتخر بان كفاءاتنا وكوادرنا البحرينية توظف بالخليج ونؤمن بانها قادرة على العطاء في أي مجال توضع فيه، داعية إلى الاهتمام بالكفاءات البحرينية ومنحها الفرصة لإثبات جدارتها وقدراتها.