دعا شباب بحرينيون إلى ضرورة إطلاق حملات وطنية جادة وهادفة لتعزيز الوحدة الوطنية ومشاركة مؤسسات المجتمع المدني عموماً والشبابية منها تحديداً بفاعلية أكبر، مؤكدين أنه يتعين التكاتف الاجتماعي لتجاوز ما خلفته تداعيات أحداث فبراير، بحيث تتلاشى هواجس التخوين والتخوف والتردد بين البحريني وأخيه البحريني.
وقال هؤلاء الشباب الذين شاركوا في مجلس الشباب الرمضاني بعنوان “حلقة حوارية: كيف ستكون البحرين غداً” التي نظمتها جمعية “حوار” وجمعية الشبيبة البحرينية مساء الأحد الماضي بمشاركة 50 شاباً وشابة من مختلف الأطياف وقادة بمؤسسات المجتمع المدني والعمل الشبابي ومعنيين بقضايا الشباب، إنَّ علينا أنْ نعيد صلابة الأرضية الوطنية التي كنا نعمل عليها، داعين إلى ضرورة ترسيخ ثقافة التسامح والألفة بين فئات المجتمع ومكوناته.
وشارك في الفعالية من المتحدثين الرئيسين كل من: رئيس لجنة شباب الأعمال بغرفة تجارة وصناعة البحرين خالد الأمين، ورئيسة جمعية الاجتماعيين البحرينية هدى المحمود، ومستشار رئيس جامعة البحرين للشؤون الإعلامية الكاتب غسان الشهابي، ومنسق مبادرة “تواصل” د.علي البقارة ورئيس نادي البحرين للتواصل الاجتماعي علي سبكار.
المبادرات والمشاحنات
وحث عضو مجلس إدارة بيت التجار خالد الأمين على ضرورة التمسك بمبادئ رؤية البحرين الاقتصادية 2030، كخارطة طريق للمرحلة المقبلة، داعياً الشابات للانخراط بقوة في مؤسسات المجتمع المدني، مؤيداً مبادرة الشابات لتشكيل جمعيات شبابية خاصة بهن، من أجل تسليط الضوء حول قضاياهن الشبابية، مستدلاً في هذا الصدد بتجربة تشكيل جمعية سيدات الأعمال البحرينيات.
وأكَّد ضرورة التمسك باللحمة الوطنية لتكون وسيلة وهدفاً للمرحلة الراهنة، وقال:«الشباب هم أكثر فئة جادة للعمل الوطني وإطلاق مبادرات الوحدة الوطنية، وإنني أدعم جمعية حوار وجمعية الشبيبة في هذه المساعي”.
واقترح الأمين على المنظمين والمشاركين في الفعالية ضرورة السعي الجاد، من أجل إطلاق ميثاق شرف شبابي أو توحيد الجهود الوطنية المبعثرة، عبر تشكيل اتحاد وطني موسع للجمعيات الشبابية لتأطير الكفاءات البحرينية واستنهاض المورد البشري الشبابي، الذي يعدّ أعز ما تملكه مملكة البحرين.
وأضاف: “البحريني سأم من المشاحنات السياسية والطائفية.. دقت ساعة العمل الوطني وعلينا التكاتف جميعاً من أجل البحرين التي نحبها”.
فوبيا اجتماعية
ورأت رئيسة جمعية الاجتماعيين البحرينية هدى المحمود أن تخندق كل مكون بحريني وانبعاث المخاوف منه أو عليه تحوّل إلى “فوبيا” اجتماعية، بسبب التضخيم في الأحداث والروايات بين البحريني وأخيه البحريني الآخر.
وقالت: علينا أن نعيد صلابة الأرضية الوطنية التي كنا نعمل عليها.
وشخص الكاتب المعروف غسان الشهابي المشكلة البحرينية في الوقت الراهن، بأنها تتلخص في أنَّ البحريني أصبح لا يسمع للبحريني الآخر.
وقال: شاركتُ في أكثر من مبادرة ولقاء وطني، من أجل تعزيز الوحدة الوطنية.
وأضاف معلقاً على حملات رسمية أطلقت في سبيل تحقيق الوحدة الوطنية: نريد مبادرات أكثر عمقاً، داعياً لضرورة ترسيخ ثقافة التسامح والألفة فيما بين المجتمع.
ثقافة التسامح:
ودعا منسق مبادرة “تواصل” د.علي البقارة إلى ضرورة تأصيل ثقافة التسامح في المجتمع البحريني، مؤكداً أن التسامح يعني قبول وجهات النظر المتعددة ولا يعني ذلك إجبار أيّ شخص أو طرف أو جهة على الاقتناع بالرأي المخالف لها ولكن القبول به كوجهة نظر.
وتحدث رئيس نادي البحرين للتواصل الاجتماعي علي سبكار عن نمو استخدام وسائل التواصل الاجتماعي في البحرين منذ أحداث فبراير، وقال إن عدد مستخدمي وسائل التواصل قفز من 10 آلاف مستخدم إلى 60 ألف مستخدم خلال عامين.
وأضاف: إنَّ 77% من مستخدمي وسائل التواصل في مملكة البحرين هم من فئة الشباب، الذين تقل أعمارهم عن 25 عاماً.
المداخلات الشبابية:
ومع فتح باب الحدث للمناقشات والتعقيبات، تحدث الناشط الشبابي والمدون مصعب الشيخ صالح عن استجابته لدعوة من وزيرة التنمية الاجتماعية د. فاطمة البلوشي مؤخراً على خلفية ما كتبته بشأن حملة تعزيز الوحدة الوطنية “وِحدة وَحدة”.
وقال: اقترحتُ على الوزيرة الاستفادة من المجالس الأهلية المناطقية، عبر تنظيم فعاليات وطنية وتوعوية فيها على مدار السنة، مستذكراً تجربة لقاء أجري في مجلس منطقته في البسيتين مع جيران المنطقة في جزيرة المنطقة من أهالي منطقة الدير وسماهيج.
وأكد الناشط الشبابي فاضل زين الدين أنه لا يمكن التخلص من الطائفية نهائياً، ولكن يمكن وضع التدابير الملائمة للحؤول دون انتشارها وما تسببه من مشكلات مجتمعية معروفة، داعياً إلى ضرورة التصارح والتكاشف فيما بين المجتمع حول ما يعانيه من علل أدت إلى ما حدث في البحرين، من أجل الوقوف على حقيقة المشكلة وعدم اللف أو الدوران حولها.
واستذكر نماذج للتأهيل المجتمعي، من أجل تأهيل شباب وطني قادر على إدارة الأزمات أو الملفات الحساسة بالاستفادة من تجارب الأمم المتقدمة.
من جانبه دعا أمين سر جمعية البحرين الشبابية أحمد بوحسن إلى ضرورة تقديم التنازلات المتبادلة، فيما بين مكونات المجتمع البحريني، من أجل إحراز تقدم إلى الأمام في المرحلة المقبلة، وقال: علينا أن لا نعيد تكرار الاسطوانة السابقة، حول ما جرى لأنَّ ذلك غير مجد للتقدم إلى أمام.
يشار إلى أنَّ “حوار” جمعية أهلية معنية بالشباب والتوعية الديمقراطية وتعزيز ثقافة الحوار، وتمَّ إشهارها في عام 2009.
ومن بين أبرز أهداف جمعية الشبيبة البحرينية دعم التوجهات الديمقراطية في البلاد، وتعزيز الوحدة الوطنية بين صفوف الشعب، وإشاعة روح الانتماء الوطني والقومي والإنساني، ونبذ التفرقة والتمييز والتعصب الطائفي والفئوي.