بقلم ـ حمود بن عبدالله بن حمد آل خليفة:
للمملكة العربية السعودية الشقيقة دور محوري وفعال على الساحة الخليجية والمستويين العربي والدولي، وهي من الأرقام الصعبة في المعادلة الإقليمية والدولية.
ولعل مبادرة خادم الحرمين الشريفين ودعوته لعقد مؤتمر قمة استثنائي للدول الإسلامية الأعضاء في منظمة التعاون الإسلامي في مكة المكرمة أواخر الشهر الكريم، تندرج في إطار الدور الأساسي الذي تنهض به المملكة العربية السعودية الشقيقة لنصرة الإسلام والمسلمين وخدمة قضايا الأمتين العربية والإسلامية ولم الشمل وتوحيد الصف والكلمة في هذه المرحلة الدقيقة، والموقف السعودي الواضح من دعم قضية الشعب السوري الشقيق خير الأمثلة على هذا التوجه.
وتأتي العلاقات السعودية مع البحرين ودول مجلس التعاون لدول الخليج العربية ودعمها ومؤازرتها، نموذجاً يحتذى به للمصداقية والإخاء والمساندة، وما تقدمه السعودية لشقيقتها البحرين من دعم ومؤازرة يحظى بكل التقدير والثناء على مستوى القيادة والشعب كليهما، خاصة فيما يتعلق بأمن الخليج ودول مجلس التعاون واستقرارها الذي هو كل لا يتجزأ ومسؤولية مشتركة للجميع.
ومن هنا فإن زيارة صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد آل خليفة ولي العهد نائب القائد الأعلى، إلى المملكة العربية السعودية الشقيقة قبل أيام، ومباحثاته مع أخيه صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبدالعزيز آل سعود ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع السعودي، تكتسب أهمية خاصة، نظراً لما يربط البلدين الشقيقين من علاقات تاريخية وأخوية عميقة وما بينهما من أواصر متينة على مستوى القيادتين والحكومتين والشعبين الشقيقين.
وأبدى صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد آل خليفة حرصه على هذه الزيارة في شهر رمضان المبارك، لتهنئة صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبدالعزيز بالشهر الكريم، وهي مناسبة سانحة لتبادل الرأي والمشورة لما يخدم مصالح البلدين وشعبيهما، ودول مجلس التعاون وشعوبها والقضايا العربية والإسلامية بعامة.
تعكس الزيارة بوضوح ما بين البلدين والقيادتين الحكيمتين والشعبين من علاقات وصلات متينة وراسخة، كما إن ما بين خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز وجلالة الملك المفدى من إخاء وتقدير، وما بين سمو الأمير سلمان بن عبدالعزيز وأخيه سمو الأمير خليفة بن سلمان رئيس الوزراء، وأخيه صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد ولي العهد، من ود واحترام متبادلين يجعل هذه العلاقات مرنة ومميزة ويفسح المجال أمام تواصل غير محدود لتبادل الرأي والخبرة والمشورة بينهم، علاوة على الروابط الأسرية الوثيقة والحميمة بين العائلتين والبلدين.
وأرى أن العلاقات والروابط الأخوية ومسارها التاريخي المتصل هو ما يحكم اللقاءات العميقة الأثر التي تعقد باستمرار بين قيادات البلدين ومسؤوليهما لخدمة المواطنين جميعاً.
تشرفت بحضور فعاليات الزيارة والمقابلة بين صاحبي السمو الملكي فرأيت أن ما يجمعهما من مودة وصلات أسرية، يجعل الحديث يدور بين أعضاء الأسرة الواحدة وداخل البيت الواحد، كما عبر عن ذلك سمو الأمير سلمان بن عبدالعزيز، بعيداً عن الرسميات والمراسم.
ومن هنا فإن دول مجلس التعاون وشعوبها تتطلع لمزيد من التقارب فيما بينها تحقيقاً لما نصبو إليه من اتحاد خليجي يكفل لمنطقتنا الاستقرار والنماء والازدهار ويحمي ما تحقق للشعوب والدول من مكتسبات ومنجزات.
إن مثل هذا التوجه سيكون حصيلة جملة من العوامل المؤثرة، وأولها حكمة القيادات السياسية وبعد نظرها، وثانيها هو التفاف الشعوب حول القيادات ورسوخ العلاقات الثنائية ووضوح أسسها ومنطلقاتها.
ويأتي في المقام التالي ظروف المنطقة والحفاظ على المشروعات الإصلاحية والنهضوية الكبرى فيها، وهذا كله يزيدنا إيماناً بالمستقبل المشرق وثقة بقادتنا، وبمؤسساتنا وبقدرة الشعب الكريم على تجاوز الصعاب وتخطي المشكلات والتغلب على كل ما يعترض المسيرة الواحدة من تحديات وصولاً إلى أهدافنا الكبرى النبيلة.