اعرب صاحب السمو الملكي ولي العهد نائب القائد الأعلى، عن السرور بالالتقاء والتواصل مع الأشقاء في هذا الشهر الفضيل وما يكتسبه ذلك من عبق خاص في أجوائه الروحانية المباركة. واستذكر سموه لدى زيارة مجلس سمو الشيخ محمد بن خليفة آل خليفة ما دأبت عليه العوائل البحرينية من عادات وتقاليد أصيلة في هذا الشهر الكريم، متمنياً سموه أن يعود رمضان المبارك بالخير واليمن والبركة على مملكة البحرين وأهلها أجمعين.
وقال صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد آل خليفة ولي العهد نائب القائد الأعلى إن: «من يريد تحسين الوضع عليه البدء بنبذ العنف بكل أشكاله والسعي لإيقافه بالتوازي مع التواصل وتبادل الأفكار بشكل بناء، مؤكداً سموه، أننا «نحتاج للحوار البناء بدلاً من إعلاء الصوت دون فائدة، ودعا سموه إلى التأكيد على مفعول الكلمة الطيبة وتعزيز المساعي الإصلاحية، بأن تكون ركيزتنا هي راية البحرين التي نتوحد من حولها جميعاً بقيادة جلالة الملك، وفي نفس الوقت مستذكرين ومؤمنين دوماً بتعليمات ديننا الحنيف الذي يوجهنا إلى أنه لا فضل لأحد على أحد إلا بالتقوى - والاقتداء بذلك في تكريس قيم الاحترام المتبادل وعدم التفرقة».
وأشار سموه لدى زيارته لعدد من مجالس العائلات البحرينية، إلى أنه من المتعارف عليه أن الاختلاف حول الآراء السياسية أمر طبيعي، ولكن من غير المقبول التعدي على أخلاقياتنا وأعرافنا وأسرنا وتاريخنا فذلك لا يتماشى مع قيمنا الدينية الإسلامية السمحة ولا يتماشى مع توجهاتنا كمجتمع ووطن». وأكد سموه لدى زيارته مساء أمس لمجلس عائلة كازروني في سار، يصاحبه نجله سموه الشيخ عيسى بن سلمان بن حمد آل خليفة، أن البحرين ضمت، منذ نشأتها، جميع الأعراق والطوائف ومضت برسالتها نحو بناء الوطن وتقدمه عبر اعتماد التوافق بين مختلف الآراء، مشيداً سموه بمن يحرصون على غرس قيم حب الوطن والاحترام المتبادل والتواصل والنجاح في أبنائهم، من باب الإيمان بتكاتف جميع الجهود في سبيل رفعة الوطن.
وتطرق سموه إلى سلبيات التأزيم على الأوضاع الاقتصادية، ومعدلات النمو، مشيراً سموه إلى أن الاقتصاد لا يعرف سياسة وإنما يقرأ الواقع، ولذلك يجب أن يكون الواقع مهيئاً وأن يتم التعاون بإخلاص لتقويم ما يحدث. بعدها توجه موكب صاحب السمو الملكي ولي العهد إلى مجلس خالد آل شريف حيث عبر سموه عن سروره بالجمع الطيب من الحضور، وما يبعثه تمثيله لتنوع المجتمع البحريني من تفاؤل في النفس.
وقال سموه نود في هذا المقام ونحن نشهد هذا الجمع من المواطنين الذين يمثلون مختلف أطياف المجتمع البحريني أن نشيد بجموع المواطنين الذين التزموا الصبر واستمعوا لصوت العقل، ولم يخالفوا القوانين وكان لديهم إيمان تام وثقة بقدرتنا في التعامل مع كافة أشكال التحديات وفق الثوابت الوطنية الجامعة، مضيفاً سموه أننا نحتاج اليوم لتدعيم صوت الغالبية العظمى من المواطنين الذين يريدون الخير للوطن ولجميع مواطنيه.
وأضاف سموه، أنه ورغم ما تم قطعه من شوط طويل للخروج من تبعات الأزمة، إلا أنه من الواضح الحاجة للمزيد من العمل والمثابرة من أجل تحقيق ما يصبو إليه جميع أبناء الوطن.
وتابع سموه أن «مملكة البحرين خطت بثبات في مسيرتها منذ القدم، عبر توافق الآراء، ونحن نرى أن الجميع يتكلم حالياً عن الحاجة للاستمرار في الإصلاح وتثبيت وتعزيز المبادئ الوطنية المتعلقة بالعدل والمساواة وحقوق الإنسان.
وقال سموه إنه ورغم الصعوبات والفرص الضائعة، إلا أن حرص شريحة كبيرة على تغليب الحكمة والالتزام بقيم الوسطية والتسامح التي عرف بها وطننا هو مصدر تفاؤل وتحفيز نحو الانطلاق لمستقبل أفضل لصون كرامة الجميع، حاثاً سموه على أن نكون نحن أقوى من أيادي الهدم والتأزيم التي تسعى للانزلاق بالوطن نحو ما يضر به، مشيراً سموه إلى أن ما هو ممكن اليوم قد لا يكون ممكناً غداً. ونبه سموه من آثار ملامح التشدد والإقصاء التي نراها اليوم، وقال إن الأوطان تبنى بجهود أبنائها فما نزرعه اليوم نحصده غداً وأي تشدد نراه اليوم سيعود بالتأثير سلباً على أجيالنا القادمة. وتطرق سموه للوضع الإقليمي وتأثيره على الأوضاع الداخلية وكيف أن القراءة المعمقة للتاريخ وللوضع الراهن تعطينا مؤشرات واضحة بتصاعد معدلات الاحتقان إقليمياً، ومن واجبنا الوطني ترتيب بيتنا الداخلي وحفظه من التأثر بها قدر الإمكان، مشيراً سموه، إلى أنه وكما إن الخسارة في الوطن تلم بالجميع فإن الانفراج والحلول الإيجابية يفيد الجميع كذلك.
وقال سموه: لا ندعي العصمة من الخطأ فالنفس البشرية عرضة لذلك ، لكن المهم هو كيفية إصلاح الخطأ إضافة إلى السعي الحثيث لصون أسرتنا الوطنية وأن تتخذ كل روافد المجتمع ورموزه، لا السياسية منها وحسب، دورها للقيام بمسؤوليتها تجاه هذا الهدف المشترك. وأعرب سموه في مجلس عائلة الكوهجي، عن إشادته بتمسك عوائل البحرين بالقيم الوطنية وثباتها على ما فيه مصلحة الوطن الجامعة لكل أبنائه، ساعين في الوقت نفسه إلى العمل بإخلاص للدفع قدماً بمسيرة الوطن. وقال سموه إننا متفائلون دوماً بطيبة وتسامح أهل البحرين الكرام وحرصهم على وطنهم وجعل مصلحته فوق أي اعتبار آخر مع نبذ التصعيد والانقطاع والعنف، مشيداً سموه بعائلة الكوهجي وبمساهماتها في القطاع الخاص. رافق سموه في زيارات المجالس وزير المواصلات كمال أحمد، ومستشار الشؤون السياسية والاقتصادية بديوان سمو ولي العهد الشيخ محمد بن عيسى آل خليفة، ورئيس ديوان سمو ولي العهد الشيخ خليفة بن دعيج آل خليفة، ومستشار سمو ولي العهد الشيخ أحمد بن خليفة آل خليفة، والسكرتير الخاص لسمو ولي العهد الشيخ عبدالله بن عيسى آل خليفة.