كتب – هشام الشيخ:
أكد ناشطون ورجال دين أن مملكة البحرين نموذج للتسامح والتعايش بين مختلف الأديان والطوائف والمذاهب، وهو ما ينعكس في إعداد وتنوع انتماءات وأصول اتباع كل منها، إضافةً إلى التاريخ الطويل لممارسة شعائرها الدينية إذ يصل عمر بعض الكنائس بها لأكثر من 100عام، مشيرين أن أمريكا تشهد حرقاً للعديد من الكنائس التابعة للسود بشكل شبه يومي، وفي دولة مجاورة يحرم 13 مليون شخص من بناء مساجد لهم، وهو ما يستحيل حدوثه في البحرين. وأوضح الناشطون خلال الندوة التي عقدتها الجمعية البحرينية للتسامح وتعايش الأديان أمس أن البحرين بلد السلام، وأن أتباعهم يحظون بعلاقات طيبة ووثيقة بالمملكة حكومة وشعباً، في ظل توفر كافة أوجه الدعم والمساندة التي وفرت لهم أجواء مثالية لممارسة شعائرهم الدينية. نافين وجود أية عقبات أو مضايقات سواء في الجوانب الرسمية والإجرائية أو من قبل المحيط المجتمعي البحريني، مؤكدين أن علاقات الصداقة وحسن الصلة تربطهم بشعب البحرين، بالإضافة لحرصهم على المشاركة في الفعاليات الوطنية والخيرية.
وقال الأب أنتوني ديميلو راعي كنيسة القلب المقدس للرومان الكاثوليك إن أتباع الكنيسة التي أنشئت في البحرين قبل عام 1939، يصل عددهم إلى 100 ألف شخص ممن ينتمون للعديد من الجنسيات من الهند والفلبين وسريلانكا وباكستان ولبنان، وهم يتمتعون بكامل الحرية والأمان في ممارسة شعائرهم.
وأكد الأب أن مملكة البحرين بلد نموذجي لممارسة الشعائر الدينية لجميع الطوائف، موضحاً أنه ولد في المملكة حيث كان والداه يعملان وهو الآن يبلغ 42 عاماً حيث تم تعميده في البحرين وهو صغير ثم سافر إلى الهند ورجع مرة أخرى بطلب من الكنيسة. ونفى ديميلو وجود أية عقبات أو مشاكل مع أي طرف داخل المملكة، حيث يعيش أتباع الكنيسة، مشيراً أنهم على علاقة وثيقة بالمجتمع البحريني وأنهم يؤدون صلواتهم طوال أيام الأسبوع خاصةً أيام الجمعة والسبت والأحد.
وقال الأمين العام للجمعية البحرينية للتسامح وتعايش الأديان يوسف بوزبون “تمثل مملكة البحرين نموذجاً للتسامح الديني والتعايش بين مختلف الأديان والطوائف، مؤكداً عزم الجمعية على استمرار هذا النهج سواء داخل البحرين لتعزيز روح التعايش، أو خارجها لتوضيح الصورة المشرقة للمملكة أمام العالم”.
وأضاف من أكثر الدلائل قوة على مدى التسامح الديني في البحرين أن جلالة الملك عين شخصيات يهودية ومسيحية في مجلس الشورى وسفراء للمملكة في كل من أمريكا وبريطانيا، رغم قلة عدد العائلات المنتمية للديانتين السماويتين، مضيفاً أن ذلك يحدث في مملكة البحرين بلد التعايش بالرغم من وجود دولة مجاورة يحرم فيها 13 مليون مسلم من بناء مساجد لهم.
من جهته، قال القس إستيفن دانيبال من كنيسة سانت كريستوفر للإنجيليين، “ستحتفل الكنيسة في مارس المقبل بعامها الـ60 في مملكة البحرين، مؤكداً العلاقة الطيبة التي تربط أتباع الكنسية بحكومة وشعب البحرين”. وأضاف “هناك تعاون مستمر تلقاه الكنيسة من كافة الجهات المعنية في الدولة، مشيراً أن الكنيسة ترعى 100 عائلة تضم العديد من الجنسيات من الهند وبريطانيا وأمريكا وسريلانكا وجنسيات أخرى”.
بدوره أكد القس ألفريدو كوتشامات من الكنيسة الإنجيلية الوطنية أن الصورة الحقيقية لمملكة البحرين هي أنها بلد السلام، مشيراً أن تلك الرؤية تنعكس في جهود حكومة البحرين المستمرة لإحداث التقريب والتوافق بين مختلف الطوائف والأديان والمذاهب. منوهاً “حضرت جلسات حوار التوافق الوطني، وأنا متأكد من استكمال وتحقيق التوافق المجتمعي في البحرين، واستمرار روح التعايش التي يتميز بها شعب البحرين.
وأشار أنه يلمس أجواء التسامح والمحبة هذه منذ جاء إلى المملكة عام 1991 فلم يصادف أية مشكلة مع المجتمع البحريني، موضحاً أن الكنيسة تأسست عام 1908، وتضم 2090 من الأتباع، إضافةً إلى 4 آلاف من 22 جماعة دينية أخرى تستخدم مرافق الكنيسة. وأردف “الكنيسة تضم 300 شخص من الهند، و30 من كوريا، و250 من الناطقين بالأوردو، و500 من التاميل، و650 من الإنجليز و400 من الفلبين، و60 عربياً.
وتابع أتباع الكنيسة يحرصون على التفاعل والمشاركة مع المجتمع البحريني في مختلف الأنشطة الوطنية، ويقيمون نشاطاً اجتماعياً يسمونه “الأسبوع المقدس” بالاشتراك مع عدد من الكنائس الأخرى، يشتمل على جمع التبرعات وتقديمها لإحدى جمعيات النفع العام البحرينية أو المعاقين.
وقال: أؤكد من كل قلبي على أن جميع الطوائف والأديان تمارس نشاطها بمنتهى الحرية في مملكة البحرين، وأن كل من ينكر ذلك لا يعرف البحرين.
وقال يوسف حيدر من أتباع الكنيسة الإنجيلية الوطنية إنه كان يدرس في صغره في المدرسة هو وزميل له مسيحي آخر، إلى جانب زميلين آخرين يهوديين، بالإضافة لزملائهم المسلمين السنة والشيعة، في المدرسة نفسها، في ظل روح من التسامح والمحبة. مضيفاً أن مدرس التربية الإسلامية رضي الموسوي ذلك الوقت كان يترك لهم حرية الاختيار بين المكوث في الصف أو الخروج للعب، ما يدل -بحسب رأيه- على مقدار الحرية التي يتمتعون بها بالبحرين منذ ذلك الحين.
وأضاف: زوجتي فلسطينية مسيحية اندهشت من مدى التسامح الذي وجدته في تعاملات البحرينيين، مشيراً إلى أنه العضو المسيحي الوحيد في نادي البحرين للتنس الذي يضم 200 عضو، وبالرغم من ذلك رشح لرئاسة النادي 6 سنوات، وهو ما اعتبره دليلاً على عدم وجود أية طائفية أو تمييز.
من جهته قال العضو المؤسس بالجمعية الشيخ إبراهيم مطر إن مملكة البحرين سمحت بحرية ممارسة الشعائر الدينية لجميع الأديان والطوائف الموجودة على أرضها، مشيراً أن القيادة قدمت كافة التسهيلات لضمان ممارسة شعائر العبادة بحرية كاملة وأن من ينكر ذلك إما أنه لا يعرف البحرين أو أنه لا عقل له.
وأضاف أنه خلال مدة عمله كخطيب منذ 1966 لم يتعرض للتدخل في عمله أو إملاء ما يجب عليه قوله، مضيفاً على العكس وجدنا كل العون والمساندة للقيام بواجبنا في وعظ الناس وحثهم على التحلي بالفضائل.
وفي السياق ذاته، أكد الشيخ د. عبدالله المقابي أن مملكة البحرين كانت ومازالت سبّاقة في تحقيق أسمى معاني التعايش بين أتباع مختلف الأديان والطوائف والمذاهب، موضحاً أن الحرية الدينية في المملكة كفلها الدستور والقانون ولا قيود عليها مطلقاً. مشيراً أن القيادة السياسية دأبت على حث وتشجيع أتباع مختلف الديانات والمذاهب على ممارسة تلك الحريات ووفرت لهم كل أوجه الدعم والمساندة.
وقالت العضو المؤسس بالجمعية د. أمل الجودر فتحنا أعيننا في البحرين على التعايش بين جميع الأديان والمذاهب التي تعيش في تداخل وتلاحم بلا حدود، مؤكدةً عدم شعور أحد ممن يعيش في المملكة في أي وقت بأن هناك تفرقة، فديننا الإسلام يحثنا على التسامح. وأضافت مملكة البحرين رائدة في تطبيق الديمقراطية في المنطقة بسبب هذا التنوع والحرية الدينية، وهو ما يلمسه الأجانب الذين لا يعرفون كثيراً عن حقيقة الأوضاع بالمملكة.
من جانبها قالت العضو المؤسس د. هالة جمال “رغم فخري بأنني مسلمة سنية، وأمثل الطائفة السنية في الجمعية، إلا أنني حرصت منذ تلقي الدعوة لتأسيسها قبل 4 أعوام، على تجنب إظهار الانتماء الديني أو المذهبي احتراماً لحق كل إنسان في اعتناق عقيدته، فكلنا نتشارك سفينة واحدة ويجب على الجميع التعاون لكي تبحر بسلام”.
وأضافت الأحداث المؤسفة التي شهدها العام الماضي أحدثت خلطاً بالأوراق، إلا أنه يجب إشاعة روح التسامح لترجع صورة البحرين الجميلة وتستمر المسيرة الإصلاحية وتتحقق رؤية البحرين الاقتصادية 2030.
أما الناشط الاجتماعي رئيس مجلس البيت العود بالمحرق نسيم أمين قال ستعمل الجمعية خلال المرحلة المقبلة على إعادة لم الشمل واستعادة اللحمة الوطنية، مؤكداً أن القيادة السياسية بالمملكة تحث باستمرار على التعايش ولا تفرق بين طائفة وأخرى، فجلالة الملك أب للجميع لا يفرق بين أبنائه.
وأضاف أتباع الأديان الأخرى يمارسون شعائرهم بكل حرية انطلاقاً من حق وخلق إكرام الضيف الذي يميز المجتمع البحريني.
بدورها أكدت الناشطة الحقوقية راضية الدريدي أن معايشة الواقع تثبت أن البحرين غنية بالتسامح التام والتعايش واحترام الشعائر بين أتباع المذاهب والأديان، فيما بينهم وبين حكومة وشعب البحرين. وأضافت تشهد الولايات المتحدة الأمريكية حرق مئات الكنائس التابعة للسود يومياً، بالإضافة لمشاعر عدم احترام الدين الإسلامي المتنامية في الآونة الأخيرة، وغير ذلك مما يستحيل أن يحـــدث في البحريـــن.