كتبت - عايدة البلوشي:
ارتبط شهر رمضان الفضيل لدى المرأة البحرينية والخليجية بارتداء الجلابية، فهي تهتم في شهر رمضان بالزي التراثي والتقليدي بألوانه الزاهية وتطريزاته المتنوعة، وتعتبر الجلابيات الكويتية والمغربية ضمن الأنواع التي تفضل السيدات لبسها خلال الشهر الفضيل.
وفي هذا صدد تقول فاطمة أحمد “قبل شهر رمضان المبارك وضمن الاستعدادات لاستقبال الشهر الكريم، أقوم في كل سنة بتجهيز الجلابيات لارتدائها وأصبحت هذه عادة لدينا، خاصة وأن الجلابية تناسب هذا الشهر خصوصاً مع التواصل الاجتماعي والتزاور، كما أقوم بخياطة الجلابية لابنتي ذات 9 أعوام لترتديها ليلة القرعاعون وذلك حتى تتعرف على تراثنا وعاداتنا وتقاليدنا.
الجلابيات النسائية بين الأمس واليوم
وتشاركها مريم علي في الراي موضحة أن هناك اختلافاً بين الماضي والحاضر في الإقبال على الزي التقليدي أو الجلابية من ناحية، وبين نوعية هذه الجلابية من ناحية أخرى، ففي السابق نجد معظم النساء والبنات يرتدين الجلابيات في أغلب المناسبات وتكون غالباً ذات طابع تراثي تقليدي قديم، أما اليوم فنجدها مقتصرة على النساء دون الفتيات سوى القليل منهن، فالفتاة البحرينية أصبحت تفضل اللباس العصري الذي يمتاز بالبساطة، وقد تكون هناك بعض الفتيات اللاتي يرتدين الجلابية ولكن لمناسبة محددة ولفترة قصيرة وسرعان ما تعود إلى ملابسها العصرية، وفيما يتعلق بنوعية الجلابية ففي السابق كانت بسيطة جداً ولا تخرج عن إطار التقليدية، أما اليوم فقد تكون الجلابية عصرية بخياطة تناسب العصر الحديث وبألوان زاهية وأقمشة راقية.
وأضافت “أعتقد من الخطأ النسيان إن صح التعبير، أو الابتعاد عن الأزياء التقليدية سواء للرجال (الثوب) أو للنساء (الجلابية) لأنها تذكرنا بأصالة ماضينا وتراثنا القديم لذا أعتقد أنه يجب علينا أن نعزز استخدام هذه الأزياء في مجتمعاتنا حتى لا تطويها رياح النسيان”.
الإقبال على الجلابيات
وتخالفها مروة إسماعيل (14 عاماً) إذ تقول: “رغم التطور الذي يشهده عالم الموضة والأزياء إلا أن الجلابية تبقى هي اللباس والزي الشعبي والتقليدي للمرأة البحرينية، فهي تحرص على ارتدائها في أغلب المناسبات، لذا نجد شريحة كبيرة من الفتيات يبحثن عن آخر موديلات الجلابية لاختيارها وارتدائها في الشهر الفضيل.
وعلى الصعيد الشخصي تؤكد مروة أنها تحرص قبل شهر رمضان على شراء الأقمشة وخياطتها حسب ذوقها، فمع بداية كل شهر رمضان تشتري مجموعة من القماش والإكسسوارات “الفصوص” لخياطتها حسب التصاميم الحديثة، وهي تستعين في ذلك بالموديلات عبر مواقع الإنترنت وثم تضع لمساتها الخاصة ليكون موديلاً مختلفاً وجديداً.
ارتفاع أسعار الخياطة
وتتحدث نورة عبدالكريم قائلة “نحرص على لبس الجلابيات في شهر رمضان، خاصة أن التواصل الاجتماعي يزيد في هذا الشهر والدعوات تكثر سواء على مائدة الفطور أو الغبقة، فكل سيدة في رمضان تلبس أحدث الجلابيات للتزاور، وعلى الصعيد الشخصي أحرص على شراء الجلابيات المغربية لأنها تناسبني بشكل أكبر مقارنة مع الجلابيات الخليجية الأخرى، والجلابية تحكي التراث العربي الأصيل وروح العراقة العربية”.
وتضيف نورة “بعض محلات الخياطة النسائية وخاصة في رمضان يرفعون الأسعار بشكل كبير وبدون أية رقابة، فترى كل محل يعلن سعراً مغايراً عن الآخر بسبب الطلب المتزايد في الوقت الذي يعلن فيه صاحب المحل عن التخفيضات بمناسبة شهر رمضان على حد قوله، إلا إنها تصل إلى 60-90 ديناراً في رمضان، أما في الأشهر العادية يمكن الحصول عليها بسعر أقل كثيراً”.
والتقينا أيضاً بمصممة الأزياء ليلى حسن لنتعرف على دورها في تصميم الجلابيات في شهر رمضان، وذكرت لنا أن شهر رمضان فرصة لكل المصممات لإظهار مواهبهن في الفترة التي تسبق شهر رمضان، ففي كل سنة قبل شهر رمضان أقوم بتجهيز أزياء رمضان وأحاول قدر المستطاع البحث عن رغبات الزبونات، حيث أقوم بدمج التشكيلات القديمة مع الموضة الجديدة حتى تتواكب مع الحداثة، كما أقوم بشراء الأقمشة من الخارج حتى لا تتشابه مع الآخرين بحيث تصبح كل قطعة جلابية تمتاز كل موديلاتي بملمس وشكل مختلف عن الآخرين.
وتوضح المصممة أن الكثيرات من الفتيات والسيدات البحرينيات يفضلن الجلابية المغربية أو العربية أو حتى الشرقية الفلكولورية سواء كان التصميم بقطعة واحدة أو قطعتين أو ثلاث قطع، فهذا يمنح المرأة خيارات مختلفة للبس الجلابية، وقالت إنها تركز دائماً على استخدام أقمشة الشيفون والحرير والساتان ولأنها تتميز بالنعومة وسهولة احتكاكها بالجسم ولمعانها، والقطيفة هو قماش يعطي فخامة للقطعة ويتماشى مع التراث والدانتيل والشانتون ليعطي جمالاً وفخامة، والإسترتش الجرسيه فيه إنسيابية في التصميم.
وعن الأسعار تقول حسن: “أسعاري لا ترتفع في شهر رمضان بشكل كبير إلا أنها تعتمد على نوعية الأقمشة والفصوص المستخدمة والموديل، وفي الفترة الأخيرة ربما لاحظنا حدوث ارتفاع في الأسعار وهذا لا يقتصر على الجلابية فقط، إنما يشمل جميع الملابس والأدوات.