بعد انتهاء الحرب الأهلية في إسبانيا عام 1939 وعودة الحياة للعبة كرة القدم في إسبانيا، عاد سانتياغو للنادي ولم يجد إلا نادياً ميتاً. فالمنشآت دمرت وأعضاء النادي والإدارة (البعض قتل والبعض اختفوا أثناء الحرب والبقية تفرقوا) بل إن بعضاً من إنجازات النادي التي حققها في السنوات قبل الحرب قد سرقت وأكثر من ذلك والتي كان نتاجها غياب النادي لأكثر من 10 سنوات عن إنجازات تذكر، وفي الوقت الذي تم إنشاء نادي جديد ناتج عن اندماج فريقي القوة الجوية وأتلتيكو للطيران (المسمى حالياً : أتلتيكو مدريد) والذي سيطر على معظم بطولات ما بعد الحرب مع أنه هبط في آخر نسخه من الدوري قبل الحرب ولكن تم السماح لهم بالعودة إلى الدرجة الممتازة. ولم يتلقَ ريال مدريد أي مساعدة الحكومة في إعادة البناء مثل بقية الأندية. وبالتالي شرع سانتياغو بيرنابيو لقضاء عدة أشهر بتقصي الحقائق والاتصال باللاعبين، والمديرين، وأعضاء النادي السابقين وذلك لإعادة هيكلة النادي.
في 1952 تمــــــــــت دعـــــوة نادي ميلوناريوس بوغوتا الكولومبي للاحتفـــــــــال بمـــــــرور 50 عامــــاً على تأسيس النادي الملكي وخلال المباراة كان الدون سانتياجو متعجباً من لعب هذا الفريق الذي يعتبر مجهولاً في القارة الأمريكية، وبقياده ألفريدو دي ستيفانو فاز الفريق الكولومبــــــــي 4-2 بمستـــــوى أدهش جميع الحاضرين. سجل دي ستيفانو هدفين لفريقه وقال الدون سانتياجو لرايموندو سابارتا «أنا أريد هذا اللاعب يجب أن يلعب في مدريد بأي ثمن». أحضر معه لاعبين صنعوا التاريخ الذهبي لريال مدريد مثل خينتو، مولوني، سانتا ماريا، ميجيل مونوز، كوبا، جوسينتو، بوشكاش. وحصل دي ستيفانو على البيتشيتشي 5 مرات متتالية وقاد الفريق للفوز بالدوري بعد 21 سنة.
الفريق الذي بناه سانتياجو بقياده ألفريدو دي ستيفانو فاز بأول خمس بطولات في دوري أبطال أوروبا مما جعله الريال يحصل على إعجاب القارة الأوروبية، عدة أنديه بما فيها ليدز يونايتد الإنجليزي غيرت شعارها إلى الأبيض تقديراً لريال مدريد. وكتبت صحيفة الليكيب الفرنسية «إنه الفريق الذي أعاد اختراع كرة القدم». وكتبت التايمز الإنجليزية «الريال يجول في أوروبا مثل الفايكنج (قراصنة اسكندنافيا)» لهذا السبب أصبح يطلق على المدريديستا الفايكنج.
وبعد البطولات الخمس الأولى في دوري أبطال أوروبا (من عام 1956 إلى عام 1960) استطاع الفريق تكرار نفس السيناريو ولكن محلياً ليفوز من عام 1961 إلى عام 1965 بالدوري المحلي وكان خلالها قد خسر الفريق نهائيين بأبطال أوروبا ولكن العودة بالبطولة السادسة عام 1966 وبدون أي من اللاعبين الكبار الذين وصلت مسيرهم لنهايتها استطاع الفريق بإحراز البطولة السادسة بأبطال أوروبا بلاعبين وطنيين (إسبان) وليكون أول فريق يحقق ذلك واستطاع في العام الذي يليه سيلتيك الإسكتلندي ولاحقاً ستيوا بوخارست الروماني (عام 1986) الفوز بالبطولة الأوروبية بدون أجانب وبعد تأهله لنهائي 1966 يكون الفريق قد حقق إنجازاً فريداً بلعب 8 نهائيات في غضون 11 عاماً في بطولة الأبطال، وتواصل مسلسل تألق النادي في جميع المجالات سواء بالقدم والسلة والطائرة وحتى التنس، حيث أحرز أحد لاعبي الريال للتنس إحدى بطولات التنس الكبرى الأربع (بطولة ويمبلدون).
عرف الدون سانتياغو بأنه رجل عظيم واتصف بالصدق والنزاهة، كما الحكايات الأسطورية والجدير بالذكر أن الدون رفض أن يأخذ رواتب من الريال طوال فترة رئاسته (ومنع زوجته من أخذ رواتب تقاعدية من النادي وهو يصارع الموت بعد إصابته بالسرطان) على الرغم من إصابته بمرض خطير جداً لم يكن الدون يفوت أي من التزاماته الإدارية تجاه النادي.
كان آخر ظهور له في الملعب الذي يحمل اسمه مشهداً لا ينسى حيث شارك 120 ألف متفرج في عاصفة من التصفيق والتشجيع تصم الآذان مختلطة بالدموع والامتنان للرجل الذي حول أحلامه الشخصية إلى فخر وسعادة لجميع المدريديستا، وآخر اجتماع له مع مجلس الإدارة كان بحاله سيئة بسبب المرض بما فيه الكفاية. كان من الصعوبة عليه أن يقف ولم يستطع المديرون أن يخفوا دموعهم.
وفي مارس من عام 1978 تم تكريمه من قبل الاتحاد الإسباني بميدالية الشرف الذهبية وقام بتكريمه رئيس الاتحاد في تلك الفترة بابلو بورتا، وبعد فترة وجيزة، وفي أبريل 1978 بنهائي كأس ملك إسبانيا تم تكريمه من قبل ملك إسبانيا خوان كارلوس بميدالية الشرف الملكية لخدماته الرياضية، وكذلك قام بتكريمه وزير الثقافة آنذاك بويو كابانيلاس بالميدالية الذهبية لما قدمه للشباب والمجتمع طوال حياته وبعد ذلك بخمسة أيام مات، وكان ذلك يــــــــــوم 2 يونيــــــــو 1978 (أي 35 عامـاً رئيساً للنادي) وقد حضر أكثر من 100 ألـــــف شخــــــــص مراسم دفنه في مدينته التي ولد فيها (المنسى) والتي خرج جميع أهلها لتوديعه.
وموته كان في لحظة والعالم بانتظار بداية كأس العالم 1978 بالأرجنتين، وفي اليوم الافتتاحي وقف الجميع دقيقة حداد على رحيله وكذلك في جميع المباريات التي أقيمت في البطولة وأصدر الاتحاد الدولي (الفيفا) قراراً بالحداد ثلاثة أيام على وفاته.