عواصم - (وكالات): ذكرت وسائل إعلام إيرانية أن «المجموعة الإيرانية المخطوفة في سوريا وصلت دمشق قبل 3 أسابيع في مهمة عسكرية لتدريب قوات التدخل السريع السورية لخوض حرب شوارع لمواجهة عناصر الجيش الحر، إضافة إلى تدريب حراس الرئيس بشار الأسد الشخصيين»، وفقاً لقناة «العربية».
في غضون ذلك، شهد حي صلاح الدين في مدينة حلب معارك وصفت بأنها «الأعنف» منذ 3 أسابيع بين جيش الأسد والمقاتلين المعارضين تخللتها هجمات وهجمات مضادة بين الطرفين للسيطرة على الحي.
وبعد نحو 12 ساعة من المعارك تخللها إعلان وكالة الأنباء السورية الرسمية «سانا»
إحكام القوات النظامية «سيطرتها الكاملة» على الحي، أفاد قائد ميداني في «الجيش السوري الحر» من صلاح الدين أن المقاتلين المعارضين استعادوا أجزاء من الحي بعد هجوم مضاد.
وأوضح قائد كتيبة نور الحق في الجيش الحر النقيب واصل أيوب أن الجيش الحر «استعاد 3 شوارع من أصل 5 سيطرت عليها القوات النظامية». وأشار إلى أن الهجوم المضاد «أتى بعد وصول تعزيزات قوامها نحو 700 مقاتل من أحياء السكري وبستان القصر والشعار ومساكن هنانو» التي يسيطر عليها المعارضون المسلحون شرق وجنوب مدينة حلب.
وكان ضباط في الجيش الحر في منطقة حلب نفوا قبل ساعات انسحاب قواتهم من حي صلاح الدين وسيطرة القوات الحكومية عليه، لكنهم أقروا بحصول اقتحام للحي بالدبابات التي انتشرت في بعض الشوارع.
وأكد رئيس المجلس العسكري في منطقة حلب التابع للجيش السوري الحر عبدالجبار العكيدي أن «الهجوم همجي وعنيف، لكن النظام لم يسيطر على الحي»، بينما أكد قائد كتيبة «نور الحق» باقتحام القوات النظامية حي صلاح الدين لكنها «موجودة في مساحة تقل عن 15% من صلاح الدين» فقط.
في المقابل، أفاد مصدر أمني في دمشق أن الجيش «يتقدم في حي صلاح الدين ويسيطر على المحاور الأساسية»، متوقعاً أن «يستمر تنظيف جيوب المقاومة».
وبلغت الحصيلة الإجمالية للعنف في سوريا بحسب المرصد، 95 قتيلاً، هم 54 مدنياً و15 مقاتلاً معارضاً و26 من القوات النظامية.
وذكرت مصادر أمنية سورية، أن الجيش النظامي حشد 20 ألف جندي، مقابل ما بين 6 إلى ثمانية آلاف من عناصر الجيش الحر، حيث يعتبر الطرفان معركة السيطرة على حلب بأنها «حاسمة»، خصوصاً مع وقوع مناطق ريف حلب شمال المدينة في قبضة الجيش الحر وصولاً إلى الحدود التركية.
ونددت منظمة العفو الدولية بالقصف العنيف الذي يشنه الجيش السوري على حلب استناداً إلى صور بالأقمار الاصطناعية أظهرت أكثر من 600 فجوة نتيجة القصف في حلب وعندان المجاورة، داعية الجيش النظامي ومقاتلي المعارضة إلى الالتزام بالقوانين الدولية التي تحظر اللجوء إلى ممارسات وأسلحة لا تميز بين أهداف عسكرية ومدنية.
وأعرب قائد بعثة المراقبين الدوليين إلى سوريا الجنرال بابكر غاي عن قلقه حول مصير المدنيين العالقين في المدينة البالغ عدد سكانها 2.7 مليون نسمة.
وبدأ الهجوم على صلاح الدين غداة إعلان الرئيس بشار الأسد تصميمه على المضي قدماً في الحل الأمني حتى «تطهير البلاد من الإرهابيين»، في حين حصل على دعم كامل من إيران، وأكد سعيد جليلي بعد لقائه الأسد في دمشق أن بلاده لن تسمح «بكسر محور المقاومة» الذي تشكل سوريا «ضلعاً أساسياً فيه». وبعد دمشق، وصل جليلي إلى العراق حيث حذر ووزير الخارجية العراقي هوشيار خلال لقائهما في بغداد من أن النزاع المسلح في سوريا بلغ «مرحلة مقلقة لدول المنطقة».
وبشأن 48 إيرانياً خطفوا في سوريا السبت الماضي، أكد وزير الخارجية الإيراني علي أكبر صالحي أنهم «زوار» بينهم عسكريون «متقاعدون» من الجيش والحرس الثوري.
وطلب صالحي «تعاون» الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون للإفراج عن الرهائن الإيرانيين.
دولياً، يعقد وزراء خارجية دول مجلس التعاون الخليجي اجتماعاً «استثنائياً» الأحد المقبل في جدة غرب السعودية لمناقشة الأوضاع في سوريا. وفي حين أكدت وزارة الخارجية الفرنسية أن فرنسا ستنظم اجتماعاً وزارياً في مجلس الأمن الدولي في 30 أغسطس الجاري «لبحث الوضع الإنساني في سوريا وفي الدول المجاورة»، كانت وكالة الأنباء الإيرانية «إيرنا» تنقل عن وزير الخارجية الإيراني أن 12 إلى 13 دولة ستشارك في «الاجتماع التشاوري» اليوم في طهران حول سوريا. وحذر نواب كويتيون حكومتهم من المشاركة في الاجتماع الذي دعت إليه إيران حول الأزمة السورية إذ اعتبروا أن ايدي طهران «ملطخة بدم» السوريين.
على صعيد متصل، أبلغ لبنان طهران رسمياً أنه لن يشارك في الاجتماع حول سوريا الذي سيعقد في طهران انسجاماً مع سياسة «النأي بالنفس» التي تتبعها الحكومة اللبنانية.
وأكد الموفد السابق للأمم المتحدة والجامعة العربية كوفي عنان عدم إرسال ممثل عنه إلى اجتماع طهران الحليفة الرئيسة للنظام السوري في المنطقة.
وفي سياق ميداني متصل، أكد مصدر أمني أن «تبادل النار وقع في المنطقة الحدودية الشمالية بين مسلحين والجيش السوري»، مشيراً إلى أن «عدداً من القذائف السورية سقطت في أراضٍ حرجية» لبنانية.
وفي عمّان، أكد الأردن رسمياً أن رئيس الوزراء السوري المنشق رياض حجاب دخل الأراضي الأردنية برفقة عدد من أفراد عائلته.