كتب ـ أحمد عبدالله:
أكد رئيس كتلة البحرين النيابية أحمد الساعاتي أن البحرين بدأت تتعافي من تداعيات الأحداث المؤسفة التي مرت بها العام 2011، رغم أن الأزمة لم تحسم بعد، مشيراً إلى أن صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد آل خليفة
ولي العهد يضع النقاط على الحروف بتأكيده ضرورة مراجعة الجميع للنفس والتسامح وإصلاح الأخطاء السابقة.
كما قال الساعاتي في مجلسه الرمضاني “إن توجيهات ولي العهد خلال زياراته للمجالس الرمضانية ستهيء الأرضية المناسبة للحوار والمبادرات السياسية”. ولفت إلى أن خطاب الكراهية والطائفية انخفض في “تويتر”، الذي كان السبب الأكبر في الفتنة، بنسبة 80 في المئة.
وأضاف النائب أن الأمير سلمان يضع النقاط على الحروف بتأكيده ضرورة مراجعة النفس والتسامح وإصلاح الأخطاء التي لا أحد معصوم منها. وأشار إلى أن البحرين بدأت تتعافي من الأزمة التي مرت بها، وقال “إن المصالحة متحققة بين المواطنين والجميع يعيشون أجواء الشهر الكريم”.
وأوضح الساعاتي أن المجالس البحرينية عامرة بالزيارات الأخوية المتبادلة، ما يؤكد قوة الأواصر وعمق المحبة بين مختلف مكونات المجتمع رغم اختلاف مناطقهم وتوجهاتهم.
وأكد رئيس كتلة البحرين النيابية أن الأزمة السياسية لم تحسم إلى الآن لأن بعض الجهات من الطائفتين تقوم بزيادة التوتر من خلال كتبة المقالات أو إطلاق التصريحات التصعيدية، وقال: “إن مواقفهم تلك لا تجد صدى لدى غالب المواطنين المصمّمين على أن تعود البحرين كما كانت وتستأنف مسيرتها مجدداً”.
وفيما يخص جهود كتلة البحرين في المصالحة، أشار الساعاتي إلى أنها كانت جهودا رمزية، سواء بشأن توقيع على ميثاق شرف الخطباء أو غيره من الخطوات الأخرى، لافتا إلى أن العديد ممن لم يوقعوا الميثاق أكدوا دعمهم لمضمونه وأنهم ليسوا بحاجة للتوقيع لأنهم رجال دين مؤمنين بمرجعية القرآن ورافضين لكل الممارسات المخالفة لها.
وأضاف أن الهدف الأساس للميثاق هو تسليط الضوء على ظاهرة السلبية المتمثلة في استخدام المنبر الديني والخطاب الديني في التحشيد أو الكراهية أو الطائفية، معتبرا أن الهدف تحقق بالفعل والرسالة وصلت.
وأوضح الساعاتي أن مبادرة كتلة البحرين للمصالحة في رمضان ستنظم يوم الإثنين القادم بطولة رياضية في مدينة حمد تحت شعار “الوطن يجمعنا”، بين فرق مختلطة من مناطق مختلفة، من مدينة حمد، وعالي، وسلمابد بهدف تقريب الشباب وترسيخ الوحدة المجتمعية.
كما أشار النائب إلى أن المبادرة ستقيم غبقة للعائلات المختلطة (الشيعة المتزوجين من السنة والعكس)، يوم الأحد المقبل بهدف ترسيخ مفهوم التلاحم بين المجتمع، مشير إلى أن البحرينيين عائلة واحدة بالفعل بالنسب وبالدم وأنهم لا يعترفون بالطائفية بتاتاً.
وبين رئيس كتلة البحرين أن ميثاق شرف مستخدمي مواقع التواصل الاجتماعي أصبح جاهزا وأن الكتلة ستطلقه بداية الأسبوع المقبل، كما ستنشئ صفحات على مواقع التواصل الاجتماعي، موضحاً أن الميثاق يهدف لإيقاف الإساءات و السب وكتابة الألفاظ البذيئة التي تنال من الطائفتين الكريمتين أو تشهر بشخص أو تحرض على العنف والفتنة، إضافة إلى إلزام المستخدمين بالقوانين والشرع.
وقال الساعاتي إن “الانتقاد مسموح به ولكن بدون تجريح أو شخصنة أو تطاول، أو تجاوز للقانون والأعراف البحرينية والأخلاق الإسلامية التي يجب على الجميع احترامها”. ولفت إلى أن خطاب الكراهية والطائفية في “تويتر”، الذي كان السبب الأكبر في الفتنة، انخفض بنسبة 80 في المئة.
وأكد أن الناس وعت وعرفت أن الإساءة تضر ولا تنفع، كما إن المواطنين تراجعت لديهم موجة الغضب والاحتقان. وبدؤوا يدركون أن الحوار هو الطريقة الوحيدة للوصول إلى التفاهم وحل المشاكل.
وقال الساعاتي “إن توجيهات صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد آل خليفة ولي العهد كانت مهمة جداً لإشاعة روح التفاؤل لدى المواطنين فهم بحاجة لـبوصلة توضح لهم إلى أين هم سائرون”.
وأضاف “سمو ولي العهد يضع الآن النقاط على الحروف بلقاءاته المتكررة وتأكيده على ضرورة مراجعة النفس وإصلاح الأخطاء التي لا يوجد من هو معصوم منها والتسامح، والبدء بالحوار وعدم التصعيد ونبذ العنف”. وتابع “هذه أخلاق البحرينيين وعندما تصدر من القيادة يكون لها مصداقية أكثر، وستهيء الأرضية المناسبة وتلطف الأجواء التي تسبق أي مبادرات سياسية”.
واعتبر الساعاتي أنه إذا صفت النفوس وهدأت واطمأن الناس من مختلف الطوائف، وتحديداً الجهات التي تضررت في الأزمة، فأن ذلك يساعد القيادة التي تريد أن تنهي الأزمة على أساس التوافق الشعبي.