عواصم - (وكالات): نفذ الجيش السوري الحر انسحاباً كاملاً من حي صلاح الدين في حلب إلى الشوارع المحيطة به متعهداً شن “هجوم مضاد”، فيما جددت طهران دعوتها إلى حوار بين النظام السوري والمعارضة، بينما شنت قوات الجيش هجوماً بالقنابل الفراغية على أحياء في حلب. في هذا الوقت، عين الرئيس بشار الأسد وائل نادر الحلقي رئيساً للحكومة بعد إقالة رئيس الوزراء رياض حجاب الذي أعلن انشقاقه عن السلطة.
وذكر المرصد السوري لحقوق الإنسان أن 105 مدنياً قتلوا برصاص قوات الأمن السورية في مدن عدة. من جهته، قال التلفزيون السوري إن “الرئيس الأسد أصدر مرسوماً يقضي بتسمية الدكتور وائل نادر الحلقي رئيساً لمجلس الوزراء”، بعد أيام على تكليف النائب الأول لرئيس الحكومة عمر غلاونجي تسيير شؤون الحكومة.
ودعا وزير الخارجية الإيراني علي أكبر صالحي لدى افتتاحه اجتماعاً “تشاورياً” في طهران حول سوريا يشارك فيه 29 بلداً، إلى بدء حوار وطني. وافتتح الوزير الإيراني الذي تعد بلاده حليفة لسوريا، الاجتماع بالدعوة إلى “حوار وطني بين المعارضة التي تحظى بدعم شعبي، والحكومة السورية من أجل إحلال الهدوء والأمن” في البلد المضطرب، بحسب ما أورد التلفزيون الإيراني الرسمي. وأضاف أن إيران على استعداد لاستضافة مثل هذا الحوار.
ميدانياً، صرح قائد كتيبة درع الشهباء في الجيش الحر النقيب حسام أبو محمد أن “حي صلاح الدين بات خالياً تماماً من الثوار”، مشيراً إلى أن “الجيش يتقدم داخل الحي”. لكن قائد كتيبة نور الحق النقيب واصل أيوب ذكر أن “هناك 5 كتائب ما تزال تقاوم في صلاح الدين لتأمين انسحاب آمن”، مشيراً إلى أن كتائب الجيش الحر في الحي تنسحب باتجاه “خط السكري والمشهد وبستان القصر حيث نعزز قواتنا هناك”. وشدد على أن “سقوط صلاح الدين لا يعني سقوط حلب وانتهاء المعركة”، مضيفاً “قريباً سيكون لنا هجوم مضاد وتقدم جديد في صلاح الدين”.
وكان الجيش السوري الحر أعلن أولاً عن انسحاب جزئي من صلاح الدين وسط استمرار القصف العنيف والاشتباكات الضارية مع القوات النظامية للسيطرة على الحي. ولفت إلى أن “الجيش يقصف بالقنابل الفراغية شارعي 10 و15 ما أدى إلى تسوية نحو 40 مبنى بالأرض ومقتل أكثر من 40 مقاتلاً وأعداد كبيرة من المدنيين”. وشهد صلاح الدين معارك وصفت بأنها “الأعنف” منذ 3 أسابيع حين سيطر مقاتلون معارضون على أحياء من مدينة حلب، بحيث تبادل الجيش النظامي والجيش الحر السيطرة على صلاح الدين. من جانبه، لفت المرصد السوري لحقوق الإنسان إلى اشتباكات عنيفة بين القوات النظامية ومقاتلين معارضين في مدينة حلب خصوصاً حي باب الحديد أسفرت عن تدمير وإعطاب آليات للقوات النظامية.
وتحدث عن “موجة نزوح كبيرة للسكان من منطقة العقبة القريبة من باب إنطاكية بسبب القصف العشوائي”. وفي محافظة إدلب، دارت اشتباكات عنيفة بين القوات النظامية ومقاتلين معارضين في بلدة كفرومة أسفرت عن إعطاب دبابة للقوات النظامية، بحسب المرصد الذي أشار إلى تعرض مدينة أريحا للقصف من قبل القوات النظامية التي “استخدمت المدفعية والطيران المروحي”.
وشرقاً في دير الزور، تعرض حي العرفي للقصف من قبل القوات النظامية بينما دارت اشتباكات عنيفة عند دوار حمود العبد وحاجز الجسر المعلق في حي الحويقة.
وفي محافظة درعا جنوباً، اقتحمت القوات النظامية بلدة بصرة الحرير وبدأًت بإقامة حواجز في أحياء متفرقة من البلدة كما دفنت اليوم ثماني جثث مجهولة الهوية عليها آثار تعذيب شديد، بحسب المرصد. وحصدت أعمال العنف في سوريا 160 قتيلاً هم 105 مدنيين و23 مقاتلاً معارضاً ومنشقاً واحداً فضلاً عن 31 جندياً نظامياً، وفق المرصد السوري.
وفي عندان البلدة الواقعة قرب حلب أعاد ناشط سوري شاب تسمية “ساحة الحرية” الشهيرة التي غنى بها يوماً للمحتجين المشاركين في تجمعات سلمية مطالبة بالديمقراطية لتصبح “ساحة الدمار”. وتحمل الساحة إضافةً إلى بقية البلدة التي أصبحت مدينة أشباح من آثار استخدام الأسد للقوة العسكرية لسحق المعارضين الذين يقاتلون لإنهاء حكمه.
من ناحيته، نفى مدير المراسم في القصر الجمهوري السوري محيي الدين مسلمانية عبر التلفزيون السوري الرسمي الخميس خبر انشقاقه عن النظام، موضحاً أنه قطع زيارة علاجية كان يقوم بها في بيروت لدحض هذه الأخبار. وكان الناطق باسم القيادة المشتركة للجيش السوري الحر في الداخل العقيد قاسم سعد الدين أكد أن مسلمانية “انشق عن النظام والجيش الحر يقوم بتأمينه”.
إنسانياً، عبر 2200 لاجئ سوري الحدود التركية في الساعات الـ24 الأخيرة هرباً من العنف في بلادهم ليبلغ عددهم الإجمالي في تركيا 50 ألفاً، وفقاً لما أكدته مديرية حالات الطوارئ التركية. وأكد وكيل الأمين العام للأمم المتحدة لشؤون الأمن والسلام غريغوري ستار أنه قدم إلى سوريا لمساعدة فريق البعثة على توزيع المعونات للمتضررين في المناطق التي تعرضت لأعمال عنف، بحسب ما نقلت عنه وكالة الأنباء الرسمية “سانا”. وأقلعت من مطار رواسي قرب باريس طائرة من طراز إيرباص ايه 310 تقل طاقماً طبياً عسكرياً فرنسياً ومعدات طبية إلى الحدود الأردنية السورية لمساعدة اللاجئين السوريين.
وقرر الرئيس فرنسوا هولاند إرسال الطاقم الطبي والمعدات إلى الحدود الأردنية السورية لمساعدة اللاجئين. وأكد المفوض الأعلى لحقوق الإنسان في الأمم المتحدة شالوكا بياني أن انتهاكات حقوق الإنسان والقوانين الإنسانية أدت إلى “نزوح كبير للسكان في سوريا”.
من جهتها، نددت السفيرة الأمريكية في الأمم المتحدة سوزان رايس بـ “الدور السيئ” لإيران في الأزمة السورية. وصرحت رايس لشبكة “إن بي سي” الأمريكية رداً على سؤال عن اجتماع طهران “لا شك في أن إيران تؤدي دوراً سيئاً، ليس فقط في سوريا بل في المنطقة، لدعمها الكثيف لنظام الرئيس السوري بشار الأسد”.