كتبت ـ عايدة البلوشي:
افترشت أم وصغارها الأربعة بلاط مطعم والتحفوا طاولة الطعام في أحد المجمعات التجارية بمدينة عيسى، هرباً من الجوع ولهيب منزلٍ مستأجر خال من أجهزة التكييف.
وقفت المرأة تحيد عن أطفالها الأربعة كنمرة متوثبة، كان أكبرهم 11 عاماً وسادة لبقية أشقائه، حيث استغرقوا في نوم عميق بعد أن هدهم التعب بين جدران منزل خانق ملتهب.
عامل المطعم عايش حالهم منذ فترة “هذي يبي مساعدة.. مسكين .. ما في أكل”، كانت المرأة نائمة في البداية مع أطفالها جميعاً، وعند استيقاظها بدت متعبة ومرهقة، سألنا العامل عن قصتها، وقال “تأتي مع أطفالها إلى هنا يومياً، لا تملك قوت يومها”.
على جلبة الأصوات الصادرة من مرتادي المجمع ـ حيث يقع المطعم ـ استيقظت “أم حسين” من نومها، نظرت إلينا بعينين مغرورقتين بالدموع، وحكت بعينيها أكثر ما نطقت شفتيها بكثير.
نظرت إلى صغارها وقالت والأسى بادٍ في محياها “هؤلاء أيتام، شاءت الأقدار أن يتوفى والدهم في حادث مؤلم قبل 10 أشهر، وطُردت من وظيفتي بعد غيابي المتكرر عن العمل، والآن لا أملك قوت يومي”.
وأضافت متحسرة “أكبرهم لا يتجاوز 11 سنة والثاني 10 سنوات والثالث 8 سنوات والرابع 4 سنوات، يتوسد أحدهم الآخر تحت الطاولة وينامون، هنا الجو بارد ويبعث على الاسترخاء والنوم، على عكس منزلنا الذي يكاد يشوي أجسادنا شيّاً”.
تصمت قليلاً وتواصل من بين دموعها “نعيش حالياً في شقة مستأجرة بــ120 دينار ودون أجهزة تكييف، كيف لأطفال صغار أن يناموا، يومياً نأتي إلى هنا وينام الأطفال نتيجة التعب والإرهاق، هؤلاء الأطفال لا يملكون قوت يومهم، لا أحتمل أن أرى أحدهم جائعاً أو يطلب مني طعاماً وأنا أقف عاجزة دون الاستطاعة في تلبية الطلب”.