ثبت في (الصحيحين) من حديث أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: “من قام ليلة القدر إيماناً واحتساباً غفر له ما تقد م من ذنبه”، فقوله: “إيماناً واحتساباً” يعني: إيماناً بالله وبما أعد الله من الثواب للقائمين فيها واحتساباً للأجر وطلب الثواب، وهذا حاصل لمن علم بها ومن لم يعلم، لأن النبي صلى الله عليه وسلم لم يشترط العلم في حصول هذا الأجر.
وليلة القدر في رمضان، لأن الله أنزل القرآن فيها وأخبر أن إنزاله في شهر رمضان.
وقال: {شهر رمضان الذي أنزل فيه القرآن} فبهذا تعين أن تكون ليلة القدر في رمضان، وهي موجودة في الأمم، وفي هذه الأمة إلى يوم القيامة.
* وليلة القدر في العشر الأواخر من رمضان، لقول النبي صلى الله عليه وسلم : “تحروا ليلة القدر في العشر الأواخر من رمضان” متفق عليه.
• وهي في الأوتار أقرب من الأشفاع :
لقول النبي صلى الله عليه سلم: “تحروا ليلة رمضان في الوتر من العشر الأواخر من رمضان” رواه البخاري.
• وهي في السبع الأواخر أقرب:
• لحديث ابن عمر رضي الله عنهما: “إن رجالاً من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم أروا ليلة القدر في المنام، في السبع الأواخر، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: أرى رؤياكم قد تواطأت (يعني اتفقت) في السبع الأواخر فمن كان متحريها فليتحرها في السبع الأواخر” متفق عليه .
• و(لمسلم) عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: التمسوها في السبع الأواخر “يعني ليلة القدر” فإن ضعف أحدكم أو عجز فلا يغلبن على السبع البواقي.
• وأقرب أوتار السبع الأواخر: ليلة سبع وعشرين:
• لحديث أبي بن كعب رضي الله عنه أنه قال: “والله إني أعلم أي ليلة هي الليلة التي أمرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم بقيامها هي ليلة سبع وعشرين” رواه مسلم.
• ولا تختص ليلة القدر بليلة معينة في جميع الأعوام، بل تنقل فتكون في عام ليلة سبع وعشرين مثلا وفي عام آخر ليلة خمس وعشرين تبعاً لمشيئة الله وحكمته … ويدل على ذلك قوله صلى الله عليه وسلم: “التمسوها في تاسعة تبقى في سابعة تبقى في خامسة تبقى” رواه البخاري.
• قال في (فتح الباري): “أرجح أنها في وتر من العشر الأخير وأنها تنقل”. وقد أخفى الله سبحانه علمها على العباد رحمة بهم ليكثر عملهم في طلبها في تلك الليالي الفاضلة بالصلاة والذكر والدعاء فيزدادوا قربة من الله وثواباً وأخفاها اختباراً لهم أيضاً ليتبين بذلك من كان جاداً في طلبها حريصاً عليها ممن كان كسلان متهاوناً فإن من حرص على شيء جد في طلبه وهان عليه التعب في سبيل الوصول إليه والظفر به وربما يظهر الله علمها لبعض العباد بأمارات وعلامات يراها.
• كما رأى النبي صلى الله عليه وسلم علامتها أنه يسجد في صبيحتها في ماء وطين فنزل المطر في تلك الليلة فسجد في صلاة الصبح في ماء وطين.