في محاولة يائسة تهدف إلى تخفيض العجز المالي، تعتزم بعض المناطق الإسبانية الكبيرة مثل مدريد وفالنسيا وكاتلونيا فرض ضرائب على التلاميذ الذين يجلبون طعام الغداء معهم إلى المدارس، وقد أثارت هذه الخطوة سخط الأهالي الرازحين تحت وطأة التقشف.
وقد يطلب من أهالي هذه المناطق التقدم بمساهمة مالية، مقابل دخول أطفالهم إلى قاعة الطعام وفي حوزتهم وجباتهم الخاصة.
وشرح إغناسيو غاغو فورنلس الناطق باسم وزارة التعليم في منطقة مدريد أن “الضوء الأخضر سيعطى إلى المؤسسات التعليمية لتسمح بجلب الأوعية الحافظة إلى المدارس”. وأضاف أن ذلك “لم يكن مسموحاً من قبل، إلا في حالات استثنائية”، مثل الحساسيات على بعض المواد الغذائية. وفي ظل الأزمة، ازداد عدد الأهالي الذين باتوا يفضلون تحضير طعام الغداء لأولادهم وتوفير سعر وجبة غداء في المدرسة. وخلال السنة الدراسية 2011-2012، تناول نحو 60% من التلاميذ البالغ عددهم 324 ألف تلميذ في مدارس مدريد الرسمية البالغ عددها 791، الغداء في مطعم المدرسة.
ومن المتوقع أن تنخفض المساعدات العائلية المقدمة للغداء، لتتراجع في حالة مدريد من 29 مليون يورو إلى 16 مليوناً، بسبب التخفيضات الجذرية في الميزانية الرامية إلى تقليص العجز المالي.
وقد أعلنت كاتلونيا أنها ستطالب بمبلغ قد يصل إلى ثلاثة يوروهات في اليوم الواحد، مقابل استخدام التلاميذ الذين يجلبون غداءهم معهم لقاعات مطاعم المدارس. وتعتزم منطقة فالنسيا بدورها تطبيق إجراء مماثل.
ونددت جمعيات أهالي التلاميذ والأوساط المعارضة اليسارية بهذا الإجراء الظالم الذي يطال أفقر الفقراء على وجه الخصوص. وقال ميكيل سولر وهو مسؤول اشتراكي في منطقة فالنسيا إن “الحكومة تستهدف القطاعات الأكثر حرماناً ولا تضمن البتة المبادئ الأساسية مثل الحرص على عدم تخلي التلميذ عن دراساته لأسباب اقتصادية”.