لاشك في أنَّ نيكو روزبيرغ يعرف كيفية التعامل مع مايكل شوماخر، منذ أنْ عاد بطل العالم سبع مرات إلى الرياضة في عام2010. هذا ما يعتقده سيباستيان فيتيل، حامل لقب بطولة العالم، والذي يعتبر من أبرز المقربين من شوماخر. خلال الـ16 سنة الأولى من حياة شوماخر المهنية، سيطر السائق الألماني العظيم على هذه الرياضة ليصبح السائق الأبرز والأنجح في الفورمولا1 ويتفوق دائماً على سائقي السيارات الأخرى.
ولكن منذ عودته إلى فريق مرسيدس في عام2010، أصبح زميله في الفريق نيكو روزبرغ، الذي لمع في قيادة السيارات الفضية. وأشارت قناة سبورتس وأن الألمانية إلى أنَّ السائق الألماني الشاب قد تفوق على شوماخر في التجارب التأهيلية36 مرة لروزبرغ مقابل13 مرة لشوماخر.
وفي ما يتعلق بالسباقات، تبلغ نسبة نقاط روزبرغ 308 بينما جمع شوماخر177 نقطة، خصوصاً أنَّ السائق الشاب البالغ من العمر27عاماً قد وصل5 مرات إلى منصة التتويج، فيما بلغها شوماخر مرة واحدة فقط، كما إن روزبرغ سجل انطلاقته من المركز الأول وفاز بسباق واحد. وبذلك يكون على فيتيل الاعتراف أنه تم التفوق على صديقه ومرشده.
وأشار سائق ريد بول “من ناحية بإمكاننا القول إن مايكل لم ينسَ شيئاً ولا ينازع في موقفه، وهذا ما أثبته في مناسبات عدة. غير أنه من الناحية الثانية، قام نيكو بتقديم أداء وعمل رائعين وأصبح هو المرجع الأول لدى فريق مرسيدس”واعترف فيتيل بأنه” لا مجال للجدل في هذا الأمر”. وعلى الرغم من ذلك، يشاع أنَّ شوماخر البالغ من العمر43عاماً سوف يوقع عقداً جديداً للبقاء إلى جانب روزبرغ بعد عام 2012.
وأشار المسؤول عن رياضة السيارات في فريق مرسيدس، نوربرت هوغ، إلى أنه يشك أنْ يتم الإعلان عن أية قرارات في”سبا” في خلال الشهر المقبل، مما يعني أنه سيتم الإعلان عن اتفاق جديد. ولمح روس براون إلى الأمر عينه لموقع الفورمولا1 الرسمي، مشيراً إلى أن سائقي مرسيدس الحاليين يقدمان أداءً جيداً.
وقال براون إنَّ شوماخر وروزبرغ هما سائقين “مهنيين جداً وملتزمين جداً وذات أخلاق وسرعة جيدين، كما انهما يعملان بشكل ممتاز ضمن فريقٍ واحد، وهذا أمر ليس دائماً بالسهل على السائقين.”وأضاف قائلاً” أعتقد أن كلاهما قادر على الفوز بالسباقات إذا قمنا بتوفير المعدات اللازمة لهما”.
فلماذا إذاً هذا التأخير في توقيع عقد شوماخر للعام 2013؟ أجاب براون قائلاً “أعتقد أنَّ هذا قرار مهم جداً للجميع، لن نتسرع في اتخاذه وحين يكون الوقت ملائماً سوف نعلن عما سنقوم به.”وأضاف” لا أريد خلق المزيد من التكهنات من خلال التعليق حول موقفنا من هذا العقد”.
ألونســو يخطـــف اللقــب الشهــري لصــدارة «كاستــرول»
تمكن فرناندو ألونسو (المركز الثاني) من إحراز لقب صاحب الأداء الأفضل لشهر يوليو، وفقاً لقائمة كاسترول EDGE، وقد تمكن السائق الإسباني من اختتام هذه الجولة بشكلٍ جيد، بفضل أدائه المتفوق مؤخراً في سباق الجائزة الكبرى. بدأ سائق فيراري الشهير على أفضل وجهٍ ممكن، بعد أن احتل مركزاً متقدماً في انطلاقة سباق الجائزة الكبرى البريطاني، وتمكن بعد ذلك من الهيمنة على صدارة السباق، إلى أنْ تمكن مارك ويبر من تجاوزه واقتناص النصر في نهاية هذه المرحلة. وقد عادت وتيرة أداء ألونسو للارتفاع مرةً أخرى، بعد أنْ قدّم أداءً أفضل في السباق التالي في ألمانيا مكمِّلاً السباق وقد تمكن من الجمع ما بين الفوز به وبين حجز مركزٍ متقدمٍ في انطلاقة السباق التالي، على الرغم من الظروف الصعبة والمتقلبة على حلبة هوكنهايم، ومن الجدير بالذكر أنَّ هذه النتائج الإيجابية المتتالية والتي كان قد عززها بأداءٍ قويٍ آخر، بعد ذلك بأسبوعٍ واحد في هنغاريا قد منحته الأفضلية في بطولة السائقين، حيث حلّ في المرتبة الخامسة، مما ضمن له الفوز بكل سهولةٍ بالجائزة الشهرية لصاحب الأداء الأفضل عن شهر يوليو.
ندرك بمجرد إلقاء نظرةٍ على حركة المراكز في التصنيف أنَّ سائق الفورمولا1 السابق أنتونيو بيزونيا كان أحد أكبر المتقدمين في المراكز في سباق كاسترول EDGE لعام 2012. وقد لعب البرازيلي الذي يشارك حالياً في البطولة المحلية لسيارات V8 دور البطولة في جولتين من سباق الجائزة الكبرى خلال شهر يوليو، وقد تمكّن من إنهاء السباقين في المركز الأول في كوريتيبا، الأمر الذي أدّى به إلى قفزةٍ عملاقةٍ متقدماً 242 مركزاً في السباق.
تمكَّن دانيال جوانكاديلا هو الآخر من تحقيق مكاسب هائلة بعد ظهوره لمرةٍ واحدة، حيث تمَّ تتويج الإسباني بلقب بطولة الأساتذة لسباقات F3، بعد أن قدّم أداءً مهيمناً على حلبة زاندرفورت، ذلك الفوز الذي أعاد إلى الأذهان إنجازات النجوم السابقين على غرار ديفيد كولتهارد ولويس هاميلتون، والذي كان كفيلاً بإرسال جوانكاديلا صعوداً في الترتيب إلى المركز 134 وفقاً للتصنيف.
وفي نفس الوقت فإن كيمي رايكونن لم يتمكن من مضاهاة المكاسب الضخمة التي حققها كلٍّ من بيزوني وجوانكاديلا، ولكنه تمكن أيضاً من تحقيق تقدمٍ ملحوظٍ في المراكز في السباق لعام 2012، حيث تمكن السائق الفنلندي من الارتقاء 15 مرتبة في الترتيب على خلفية اعتلائه لمنصة التتويج في سباقي الجائزة الكبرى السابقين للفورمولا1، وهو يحتل الآن المركز السادس في الترتيب العام متفوقاً على منافسيه في سباقات الفورمولا1، أمثال نيك روزبيرج وجينسون بيتون.
لطالما كان الإعلان عن فوز سيبستيان لويب (المركز السادس) أمراً مغرياً في التوقعات لأي رالي، ولاسيما في عام 2012 بعد تمكنه من الفوز بخمسة رالياتٍ من أصل سبعة، وإذا نحّينا جانباً الحقيقة البديهية أنَّ أي شيءٍ يمكن أنْ يحدث في عالم رياضة السيارات، فإنَّ هنالك دلائل على أنَّ السائق الفرنسي قد لا يتمكن من الفوز برالي فنلندا على الرغم من ذلك. فعلى سبيل المثال وعلى مدى العامين الماضيين فقد كان النصر حليف الفنلدي باري ماتي لاتفالا (المركز 23) عوضاً عن لويب، والذي تمكّن من تسجيل أعلى مجمل نقاطٍ في تصنيف كاسترول EDGE في فنلندا، كما أن ميكو هيرفونن (المركز 14) كان هو الآخر قد قدّم أداءً قوياً وتفوق على لويب، خلال المنافسات التي شهدها عام 2008 و2009. وفي الواقع فإنَّ رالي فنلندا يعدّ أحد الراليات القلائل التي لم يتمكن لويب سوى من تحقيق فوزٍ واحدٍ فيها خلال الثلاث سنوات الماضية، الأمر الذي يدل على أن انتصاراته للتتويج باللقب التاسع على التوالي براليات WRC قد شارفت على نهايتها، وأن فنلندا قد تكون المكان الأرجح لحدوث ذلك.
بالنظر إلى قائمة تصنيف كاسترول EDGE فإن فرناندو ألونسو قد جمّع إلى الآن نقاط أقل بالفعل خلال النصف الأول من هذا الموسم مقارنةً بموسم 2010 / 2011، غير أنَّ الأمر الذي اختلف هذا العام هو مستوى التنافس، فعلى سبيل المثال بينما بلغ سبيستيان فيتيل العطلة الصيفية في العام السابق وفي رصيده 18,000 نقطةٍ هائلةٍ من نقاط التصنيف، وإنَّ رصيده من النقاط الآن يقارب نصف ذلك الرقم. وبينما تراجع فيتيل ضحيةً لمثل لهذا الموسم الغير قابل للتنبؤ من مواسم الفورمولا1، والذي شهد فائزين متعددين والترتيب الذي يبدو متغيراً باستمرار، وفي حقيقة الأمر فإنَّ ألونسو قد أحرز تقدماً ملحوظاً محرزاً من نقاط التصنيف هذا العام أكثر مما تمكّن من إحرازه في العام المنصرم. ليس ذلك فحسب، بل إن درجة ثباته من حيث النتائج قد شهدت تحسناً أيضاً، إذ أن الإسباني لم يخرج من المراكز السبعة الأولى سوى مرةٍ واحدةٍ، كما إنه لم ينهِ السباق قط خارج المراكز التي تمنح عليها النقاط هذا العام. يشير جميع ذلك إلى جانب تصدره لتصنيف كاسترول EDGE للسباق لعام 2012 بالفعل إلى أنَّ أداء ألونسو هذا العام هو الأداء الأفضل له على الإطلاق.
هنالك احتمالٌ واردٌ بأنَّ يتراجع فيتيل عن صدارته الحالية، ويرجع السبب في ذلك بكل بساطةٍ إلى أنه قد ثبت أن السيطرة على مجريات هذا الموسم تعد أمراً بالغ الصعوبة على أيِّ شخصٍ وليس على فيتيل فحسب.
وعلى كلٍ فإنه ليس من المستحيل على فيتيل التشبث بالصدارة، فهو حالياً يحتل المركز الثاني بفارقٍ طفيفٍ عن ألونسو في تصنيف كاسترول EDGE للسباق لعام 2012، مما يعني أنه لا يزال متفوقاً هذا الموسم في التصنيف على لويس هاميلتون وعلى زميله في الفريق مارك ويبر، ولذلك فإنه من المرجح أنْ يستمر تفوّق فيتيل إذ أنه قدم إلى الآن ما يوحي بمقدرته على الحفاظ على الصدارة وصولاً إلى المرحلة النهائية لعام 2012، وأنه قد يستمر إلى ما بعد ذلك.