تعرض ليالي السينما الخليجية اليوم، 6 أفلام مميزة ومختلفة من دول الخليج العربي، التي سبق أن حازت في اشتغالاتها السينمائية وموضوعاتها ومعالجاتها الفريدة عدة جوائز خلال السنوات الأخيرة، طبقاً لمعايير واشتراطات لجنة التحكيم بمهرجان الخليج السينمائي في السنوات الأخيرة. وخصّصت الليالي أمسية خاصة بعنوان “ليلة الفائزين” لعرض المختارات الستة، ضمن التعاون المبرم بين وزارة الثقافة ومهرجان الخليج السينمائي، عند التاسعة مساءً بسينما “سينيكو” في مجمع الـ«ستي سنتر”. وقال المخرج القطري حافظ علي إن هذه التجربة مغايرة، مضيفاً “نشعر بالفخر حقاً لمشاركتنا في هذه التجربة، بعد أن أوجدت لها مكاناً في المنامة عاصمة الثقافة العربية، حيث يشكّل موقعها الآن جاذباً قوياً يمكن الاطلاع عليه وإخراجه من مساحته المحدودة إلى كل المارّين بالعاصمة المنامة”.وأردف “أفلامنا الخليجية رغم حداثة صناعتها، إلا أنها تجسّد تجربة حقيقية في المنطقة بما تملكه من مواهب، ونحن اليوم تحديداً نقدّم عوالم مختلفة بمرئيات ومشاهد مفاجِئة وصادمة، تفتح للجمهور آفاق الدهشة والمتعة”. تفتتح ليالي السينما الخليجية أمسيتها بالفيلم البحريني “سلاح الأجيال” للمخرج محمد جاسم، ويستكمل فيه المرأى الجرافيكي والبعد الثلاثي بصمتٍ مبهم يغلف المشاهد لمدة 3 دقائق، ويدفع الحضور فيها لمساءلة الفراغ والمحيط، ويستوقف فيها الحرب والتغييرات، وفاز الفيلم بالجائزة الثالثة عن فئة الأفلام القصيرة ضمن مهرجان الخليج السينمائي عام 2011. يتبعه فيلم “القنت” من سلطنة عمان للمخرج المعتصم الشقصي، وحاز هو الآخر الجائزة الثانية عن فئة الأفلام القصيرة للطلبة ضمن مهرجان الخليج السينمائي للعام 2009، ويقتبس من لعبة الاختباء حكاية متبوعة بالخيال والغرابة حيال تسلسل أحداث وترتيبها بعد أن يسمع أحد الأطفال صوتاً غريبًا بأحد البيوت المهجورة أثناء اللعبة.وتشارك الإمارات العربية المتحدة بفيلم المخرج عبدالله حسن أحمد، وحصد الجائزة الأولى في مسابقة الأفلام القصيرة ضمن مهرجان الخليج السينمائي 2008، وحصل على تنويه خاص في فئة التصوير، من خلال الفيلم القصير “تنباك” الذي يحاكي فيه الواقع ويختبر العلاقات الإنسانية ومجاز المجتمعات خاصة فيما يتعلق بمسائل العرقية والعنصرية عبر علاقة صديقين في مقتبل العمر يعمل صاحب البشرة البيضاء منهما في بيع التبغ، فيما يبيع صاحب البشرة السوداء الفحم، ومن ثم تنفتح خيوط الحكاية على اللانهاية، وتجدر الإشارة إلى أن المخرج المبدع عبدالله حسن حصد جائزة أفضل مخرج شاب من مجلة “ديجيتال استوديو”.وفي إسهام آخر ومختلف يعالج المخرج الإماراتي سعيد سالمين المرّي، شاعرية المرأة وحكاياتها بكل تداخلاتها من خلال فيلمه القصير “بنت مريم” والذي لا يتجاوز نصف الساعة، يسلط فيه المشهد السريالي والواقعي في آن على فتاة رقيقة اسمها بنت مريم، تواجه الحياة على وقع المطر بعد وفاة زوجها الستيني. حاز الفيلم على الجائزة الثانية عن فئة الأفلام القصيرة بمهرجان الخليج السينمائي 2008، فيما حصد المخرج جائزة أفضل مخرج شاب من مجلة “ديجيتال استوديو” عام 2007، ويسعد الجمهور مع فيلم المخرج السعودي محمد الظاهري الذي يقتنص في فيلمه “شروق غروب” لحظة اليوم ومعيار الزمن الواقع ما بين ظهور الشمس واختفائها، من خلال التركيز على حياة طفل معدم ومراهق يعيش في مدينة كبيرة ويواجه الحياة فيها ببساطة إنسانيته ومعيشته.هذا البورتريه لحياة الشارع تمكّن من الحصول على الجائزة الثالثة في مهرجان الخليج السينمائي عن فئة الأفلام القصيرة عام 2009. وتختتم “ليلة الفائزين” أفلامها من خلال عرض “بلاد العجائب ـ قصة واقعية” للمخرجة الكويتية دانة المعجل، التي استطاعت منذ أول فيلم لها أن تحصد الجوائز، خاصة أنها اقتبست الحكاية العالمية “أليس في بلاد العجائب” للكاتب لويس كارول، ثم بدأت بإسقاطها على الواقع المعيشي والمجتمع الذي تعيشه لتكشف ملابساته سواء اجتماعياً أو سياسياً. ونظراً للحس الذي تميّز به الفيلم القصير، فاز بجائزة أفضل مخرجة، وبجائزة التحكيم الخاصة عن فئة الأفلام القصيرة ضمن مهرجان الخليج السينمائي عام 2012.وتعد “ليالي السينما الخليجية” ثمرة التعاون الأول بين وزارة الثقافة ومهرجان الخليج السينمائي، حيث تبرز أجمل الأعمال الإبداعية الفيلمية والسينمائية للمهرجان من خلال دعوة مفتوحة، للاطلاع على هذه النتاجات بصورة يومية حتى 14 من شهر أغسطس الجاري، بحضور ومشاركة مخرجي الأفلام، حيث يمكن للحضور والمهتمين بالشأن السينمائي الاطلاع على تجاربهم والتعرف أكثر على إبداعاتهم وأفكارهم.