عواصم - (وكالات): ذكر المرصد السوري لحقوق الإنسان أن “80 شخصاً قتلوا برصاص قوات الأمن السورية في ريف دمشق ودرعا وحلب، فيما تتواصل المعارك وعمليات القصف على وتيرة عالية من العنف، والتي تسببت في سقوط عشرات القتلى والجرحى نتيجة القصف العنيف الذي تقوم به قوات الأسد على حي الخالدية بمدينة حمص”، بينما دعت وزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري كلينتون من إسطنبول إلى العمل على “تسريع نهاية نظام” الرئيس السوري بشار الأسد، معربة عن القلق إزاء الصلات القائمة بين حزب الله وإيران وسوريا.
وقالت كلينتون في مؤتمر صحافي مع نظيرها التركي أحمد داود أوغلو إنها بحثت في خطط عملانية مع الجانب التركي بغية “تسريع نهاية إراقة الدماء ونظام الأسد. هذا هو هدفنا الاستراتيجي”.
وأضافت الوزيرة الأمريكية “نواصل تشديد الضغط من الخارج. وأعلنا في واشنطن عقوبات هدفها قطع الصلات بين إيران وحزب الله وسوريا التي تطيل عمر نظام الأسد”.
إلى ذلك عبرت وزيرة الخارجية الأمريكية ونظيرها التركي عن خشيتهما من أن تصبح سوريا معقلاً “لإرهابيي حزب العمال الكردستاني أو القاعدة”.
وقالت كلينتون “يجب أن لا تتحول سوريا إلى معقل لإرهابيي حزب العمال الكردستاني” الحركة التي تخوض نزاعاً مسلحاً مع تركيا حليف واشنطن.
وأكدت الوزيرة الأمريكية أنها “تشاطر مخاوف” تركيا في هذا الشأن معتبرة أن سوريا لا يمكن أن تتحول إلى معقل للمتمردين الأكراد “سواء الآن أو بعد رحيل نظام” الرئيس بشار الأسد.
واعتبر وزير الخارجية التركي الذي تحارب بلاده حزب العمال الكردستاني منذ 1984 أن “لا مجال لشغور للسلطة في سوريا” قد يستفيد منه متمردو حزب العمال الكردستاني مشدداً على أن الفترة الانتقالية يجب أن تنتهي في أسرع وقت في سوريا. ووصلت كلينتون إلى إسطنبول أمس الأول والتقت ناشطين ولاجئين سوريين.
من جهته أكد الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند التزام فرنسا بالسعي إلى إيجاد حل سياسي للأزمة في سوريا مؤكداً في الوقت نفسه دعمه للمعارضة في هذا البلد.
وقال هولاند إن فرنسا تقوم حالياً باقامة مستشفى ميداني في الأردن “في أقرب نقطة من الحدود مع سوريا لمساعدة اللاجئين وأيضاً المقاتلين الذين يواجهون قمعاً يقوم به نظام لم يعد يحركه سوى الخوف من قرب نهايته”، معتبراً أنه إضافة إلى هذا “الواجب الإنساني” هناك “دعم للمعارضة السورية والمثابرة في البحث عن انتقال سياسي في سوريا”. وفي نيويورك أعرب الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون عن الأمل بأن تبقي الأمم المتحدة على “وجود” لها في سوريا بعد انتهاء مهمة المراقبين في البلد، خصوصاً لدعم جهود الموفد الذي سيخلف كوفي عنان. وفي رسالة وجهها إلى مجلس الأمن الدولي عشية انتهاء مهمة المراقبين الدوليين في 19 أغسطس الجاري، لفت الأمين العام إلى خيارات عدة للحفاظ على “وجود فاعل ومرن”، وفق ما نقل دبلوماسي. وفي القاهرة، أعلن الأمين العام المساعد للجامعة العربية أحمد بن حلي أن وزراء الخارجية العرب سيجتمعون في جدة بالمملكة العربية السعودية لبحث الوضع في سوريا واستقالة المبعوث الدولي والعربي كوفي عنان ومن سيحل مكانه. وقال أحمد بن حلي لصحافيين إن الوزراء سيعقدون “اجتماعاً طارئاً” في جدة غرب السعودية “لدراسة التطورات التي تشهدها سوريا والتحرك السياسي عقب استقالة المبعوث العربي الأممي المشترك لعنان”. وقد زار وزير الخارجية الكندي جون بيرد أول مخيم رسمي للاجئين السوريين شمال الأردن قرب الحدود مع سوريا، معلناً مساعدات جديدة لهم. وقال بيرد الذي كان برفقة نظيره الأردني ناصر جودة في تصريحات للصحافيين “نشعر بالرعب بعد علمنا بأن الكثير من الناس هنا واجهتهم تجارب مروعة تسببت بمغادرة بلادهم”.
من جهة أخرى، نفى مصدر عسكري كبير في القوات المسلحة الأردنية، الأنباء التي تحدثت عن وقوع اشتباكات بين الجيش الأردني وقوات النظام السوري.
من جهته، أعلن المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية أن ضابطاً في الحرس الثوري الإيراني هو بين الإيرانيين الـ48 الذي خطفتهم مجموعة من الجيش السوري الحر اوائل أغسطس الجاري في سوريا.
من جهة أخرى، ذكرت وكالة الأنباء السورية الرسمية “سانا” أن رئيس الحكومة السورية الجديد وائل نادر الحلقي أدى اليمين الدستورية أمام الرئيس السوري بشار الأسد ليخلف بذلك رئيس الحكومة السابق رياض حجاب الذي انشق وانتقل إلى الأردن. ميدانياً، تواصلت الاشتباكات وعمليات القصف في حي صلاح الدين في مدينة حلب شمال سوريا التي تستخدم فيها الطائرات الحربية، بحسب المرصد السوري لحقوق الإنسان الذي أشار إلى مقتل 80 شخصاً في أعمال عنف في سوريا.
من جهة ثانية، ذكر التلفزيون السوري الرسمي أن عبوتين ناسفتين انفجرتا وسط العاصمة ولم تتسببا بوقوع إصابات.
وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان في بيان إن “أحياء الصاخور وطريق الباب وبستان القصر وسيف الدولة والأنصاري والعامرية وصلاح الدين في حلب تعرضت لقصف عنيف من القوات النظامية استخدمت فيه الطائرات المقاتلة، ما أدى إلى سقوط جرحى وتدمير عدد من المنازل”. وقتل مقاتلان معارضان في حي الهلك إثر إطلاق نار وقصف شهده الحي. وكانت مناطق في حي صلاح الدين جنوب غرب المدينة الذي يشهد عمليات “كر وفر وحرب شوارع”، بحسب مقاتلين، تعرضت للقصف وشهدت معارك عنيفة.
وقال قائد العمليات الميدانية في “لواء التوحيد” التابع للجيش الحر عبد القادر الصالح إن “الجيش الحر تمكن من استعادة مواقع استراتيجية في الحي”.
وأعلن قادة ميدانيون في الجيش الحر قبل يومين انسحاب مقاتليهم من صلاح الدين، فيما أعلن الإعلام الرسمي السوري سيطرة قوات النظام على الحي. في دمشق، أفاد شهود عن سماع أصوات طلقات نارية كثيفة في بعض الشوارع في وسط العاصمة.