كتبت - شيخة العسم:
تزداد الأعباء المنزلية على ربات البيوت في شهر رمضان، اللاتي يجدن أنفسهن في مواجهة عدة جبهات لما لهذا الشهر من خصوصية، إذ تتنوع مسؤوليات المرأة بين إعطاء لمسة تنظيف شاملة لأرجاء المنزل إلى جانب هوس الرغبة في تنوع مائدة الطعام، وواجباتها تجاه زوجها وتربية الأبناء ومتطلباتهم، لذا نجد المرأة بين سندان الوقت الذي يمر بسرعة فائقة ومطرقة الزوج.
وبطبيعة الحال هذه الضغوطات تؤثر سلباً على حياتها وتعيش صراعاً مع الوقت في ظل قائمة طويلة من المتطلبات يقدمها الزوج أو الأبناء للأم ويتنظرونها على سفرة الإفطار. فكيف يكون حال ربات البيوت في شهر رمضان؟ وهل يجدن الوقت الكافي للعبادة والطاعة؟
في هذا السياق تقول مريم حسن “تختلف أجواء شهر رمضان لما لهذا الشهر من خصوصية، وتتغير مواعيد العمل وأوقات تناول الطعام، وبالتالي تختلف المهام الملقاة على عاتق المرأة أو ربة المنزل بل تزيد، ومن هنا تسعى المرأة لتحقيق ما يتطلبه هذا الشهر المبارك من عبادات إلى جانب القيام بالواجبات المنزلية وإعداد الطعام، وعلى سبيل المثل تبدأ الأم يومها بتجهيز السحور للأسرة، وفي الصباح تقوم بإعداد مائدة الإفطار (السفرة) التي من شروطها وجود أنواع متعددة من الأكلات البحرينية الشعبية إلى جانب الحلويات والعصائر، ولا يقتصر دورها في الإعداد فقط بل يمتد إلى الذهاب إلى الجمعيات لشراء احتياجات المطبخ، وتواصل مشوارها إلى ما قبل الفطور بدقائق معدودة وأحياناً يؤذن المؤذن وهي مازالت في المطبخ، هذا هو واقع حال المرأة البحرينية والخليجية أو حتى المرأة العربية التي تحرص على إعداد أفضل مائدة رمضانية لأسرتها في هذا الشهر الفضيل”.
وتضيف مريم “وفي الفترة ما بعد الإفطار تواصل المرأة مشوارها في غسل الأواني والتنظيف إلى أن يحين موعد صلاة العشاء لتذهب إلى المسجد، وبعد كل ذلك تكون في غاية التعب ولا تجد لنفسها وقتاً للراحة أو الجلوس مع أفراد العائلة أو حتى تلاوة القرآن الكريم.
وتوضح “أما من يقول بضرورة تنظيم الوقت لربة البيت فنقول هناك كفتا ميزان إحداهما أثقل من الأخرى، بمعنى أن ضغوطات الحياة في شهر رمضان أكثر من ما يسمى ببرنامج تنظيم الوقت”.
ضغوطات كثيرة
وتشاركها الرأي لطيفة الكوهجي قائلة: “ربة المنزل تعيش في شهر رمضان تحت ضغوطات كثيرة تأتي في مقدمتها سفرة الإفطار والسحور إلى جانب إعداد الحلويات ذات الأنواع والأشكال المختلفة في حين كانت تقوم في الأيام العادية بإعداد وجبة الإفطار الخفيفة ووجبة الغداء الرئيسة، أما وجبة العشاء غالباً ما كانت تعتمد الأسرة عليها من المطاعم بالتالي يكون الإعداد مقتصراً على وجبة الغداء فقط، أما في شهر رمضان فالمطلوب منها إعداد أنواع كثيرة ومختلفة من الأطعمة والوجبات منها الشعبية مثل الثريد والهريس، ومنها الحلويات والجلي والكعك إلى جانب السلطة والعصائر، بالتالي يكون الإقبال على الوجبات السريعة من المطاعم ضعيفاً جداً”.
وأضافت الكوهجي “هذه السلوكيات الغذائية ترهق الأسرة خاصة ربة المنزل، وتؤثرعلى ميزانية الأسرة. وبالتالي فالاعتدال والوسطية هو الحل كما حثنا ديننا الإسلامي الحنيف.
المطبخ يسرق وقت المرأة
ومن جانبها، ترى منى عبدالله أن ضغوطات ربة المنزل في رمضان لها علاقة مباشرة بظاهرة ضرورة وجود كافة أنواع الأكلات على سفرة الإفطار، فكلما كانت السفرة مليئة بالوجبات الغذائية كلما كان الضغط على المرأة أكبر بالتالي يصبح المطبخ هو سارق معظم أوقات ربات البيوت في هذا الشهر الكريم، وهذا بالطبع يعود سلباً عليها، فلا تسطيع أن تقوم بواجباتها الدينية من قراءة القرآن بالتالي يكون هناك تقصير في هذا الجانب رغم أن هذا الشهر هو شهر القرآن، وبذلك يفقد رونقه الحقيقي وروحانيته.
تعزيز ثقافة المشاركة
المطبخ سارق أوقات النساء..هكذا بدأت لولوة سلمان، موضحة أن ضغوطات كثيرة تقع على عاتق المرأة في شهر رمضان تتمثل في طهي الطعام وتربية الأولاد ومتابعة أمور البيت، واعتقد أنه مع زيادة انشغال الرجل في الأمور العمل، أصبحت المرأة هي من تتولى جميع مهام المنزل، ابتداء من الطبخ والمطبخ وصولاً إلى دفع فواتير الكهرباء، هذا وتزيد مسؤولياتها إن كانت عاملة، وإن قصرت تسمى مقصرة وغير مهتمة وو..، لذا فإن مسؤوليات المرأة أكثر من مسؤوليات زوجها الرجل، وهذه المسؤوليات تزداد في شهر رمضان بل تبدأ منذ الاستعدادات لهذا الشهر وشراء احتياجات المطبخ إلى جانب احتياجات العيد من ملابس الأطفال وقدوع العيد.
وتضيف “المرأة هي ربة البيت والرجل هو الذي يعمل خارج نطاق المنزل هذه القاعدة اليوم شابتها شوائب، فأصبحت المرأة تقوم بمهمتها الأساسية إلى جانب عملها خارج المنزل، بل في كثير من الأحيان تقوم بدور الرجل في شراء مسلتزمات المنزل ودفع فواتير الكهرباء، وهذا الوضع من وجهة نظر الرجال مشاركة، إذن أين هي المشاركة اليوم، أعتقد أنه يجب على الزوج مساعدة زوجته في المنزل ويجب علينا كمجتمعات عربية وخليجية تعزيز هذه الثقافة”.
نرفزة الزوج وسندان الوقت
ومن جانبها، تقول شريقة محمد “رغم كثرة مسؤوليات المرأة من الأعمال المنزلية وتربية الأبناء وإعداد الطعام، إلا أنها في نهاية الأمر تنجزها وتستطيع أن توازن بينها وبين واجباتها الدينية في شهر رمضان، ولكنه من المؤسف هناك بعض النساء تستقبل بنرفزة زوجها وعدم تقديره لها فهو يريد أن يرى كل شيء جاهزاً ونظيفاً دون أدنى تأخير، وبذلك تعيش المرأة خاصة في شهر رمضان بين سندان الوقت ونرفزة زوجها الذي يصرخ ويثور دون سبب”.
وأضافت “يجب أن تكون هناك مشاركة في الحياة الزوجية، وليس من العيب أن يساعد الرجل زوجته أو حتى يدخل المطبخ، فالحياة الزوجية مشاركة بين اثنين بين الرجل والمرأة، خاصة أن الوقت يسابق المرأة في نهار رمضان، وعلى الزوج أن يبتعد عن العصبية والنرفزة ويفرغها في مساعدة زوجته، ومن جانب آخر على الأبناء سواء البنات أو البنين مساعدة والدتهم خاصة وأن هذا العام تزامنت العطلة الصيفية مع رمضان، بذلك نعزز لدى الأبناء ثقافة المساعدة ونحقق الشراكة الأسرية قبل الشراكة المجتمعية.