كتب - طارق مصباح:
قال الشيخ خالد السعدون إن الهمة العالية تتطلب رقياً فكرياً يتسم بالوسطة من خلال العمل بقوله تعالى “(لا تنس نصيبك من الدنيا) بشرط أن يكون العمل للآخرة وأن يكون هم المسلم هماً واحداً.
وذكر السعدون -خلال محاضرة له مؤخراً في المخيم الدعوي لمركز شباب البسيتين- أن رجلاً من أهل البادية مر به رسول الله صلى الله عليه وسلم فنزل فاستراح عنده وقدم الرجل له الضيافة ثم قال له إذا قدمت المدينة فائتنا ليكافئه صلى الله عليه وسلم، فلما قدم المدينة المنورة قصد النبي فقال له صلى الله عليه وسلم: “حاجتك”؟ أي أطلب حاجة لك، قال: ناقة أركبها وعنز يحلبها أهلي، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: “أيعجز أحدكم أن يكون كعجوز بني إسرائيل”. وقد طلبت هذه المرأة العجوز من سيدنا موسى أن تكون معه في الجنة، فيكون قول النبي صلى الله عليه وسلم: “أيعجز أحدكم أن يكون كعجوز بني إسرائيل” حثاً لأن يطلب المرء من النبي صلى الله عليه وسلم مثل طلبها.
وواصل: قال النبي صلى الله عليه وسلم: (من جعل الهموم همّاً واحداً هم المعاد كفاه الله همّ دنياه، ومن تشعبت به الهموم في أحوال الدنيا لم يبال الله في أي أوديته هلك). ولا مانع أن يكون للمسلم أهدافاً وغايات دنيوية بشرط أن يعمل بقول الله سبحانه وتعالى: (ولا تنس نصيبك من الدنيا)، فيجعل نيته في عمله للآخرة.
ودعا السعدون إلى الاقتراب من همة النبي صلى الله عليه وسلم من خلال الرقي الفكري الذي يدعو إلى علو الهمة، و قول النبي عليه الصلاة والسلام: (ألا إن سلعة الله غالية ألا إن سلعة الله الجنة).
وأضاف: قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم): (لا تقوم الساعة حتى يحسر الفرات عن جبل من ذهب يقتتل الناس عليه فيقتل من كل مائة تسعة وتسعون ويقول كل رجل منهم لعلي أكون أنا الذي أنجو). وقال تعالى (واتل عليهم نبأ الذي آتيناه آياتنا فانسلخ منها فأتبعه الشيطان فكان من الغاوين، ولو شئنا لرفعناه بها ولكنه أخلد إلى الأرض واتبع هواه فمثله كمثل الكلب إن تحمل عليه يلهث أو تتركه يلهث ذلك مثل القوم الذين كذبوا بآياتنا فاقصص القصص لعلهم يتفكرون، ساء مثلا القوم الذين كذبوا بآياتنا وأنفسهم كانوا يظلمون)، وأكد السعدون أن هذه الآية يؤكدها قول النبي صلى الله عليه وسلم في قوله (إن الله يرفع بهذا الكتاب أقواما ويضع به آخرين).