ورد في مسند الإمام أحمد عن الحسن بن علي رضي الله عنهما قال: علَّمني رسول الله صلى الله عليه وسلّم كلمات أقولهن في قنوت الوتر: “اللهم اهدني فيمن هديت، وعافني فيمن عافيت، وتولني فيمن توليت، وبارك لي فيما أعطيت، وقني شرَّ ما قضيت، فإنك تقضي ولا يقضى عليك، إنه لا يذل من واليت، تبارك ربنا وتعاليت” رواه أحمد وغيره.
^“اللهم اهدنا”: أي دلنا على الحق ووفقنا للعمل به؛ فإذا قلنا في دعاء القنوت: “اللهم اهدنا فيمن هديت” فإننا نسأل الهدايتين، هداية العلم وهداية العمل، كما إن قوله تعالى: {اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ} [الفاتحة: 6]، يشمل الهدايتين هداية العلم، وهداية العمل، فينبغي للقارئ أن يستحضر أنه يسأل الهدايتين: هداية العلم وهداية العمل.
^ “فيمن هديت”: نسألك الهداية فإن ذلك من مقتضى رحمتك وحكمتك ومن سابق فضلك فإنك قد هديت أناساً آخرين.
^ “وعافنا فيمن عافيت”: عافنا من أمراض القلوب وأمراض الأبدان. أمراض الأبدان معروفة لكن أمراض القلوب تعود إلى شيئين: الأول: أمراض الشهوات، التي منشؤها الهوى: أن يعرف الإنسان الحق، لكن لا يريده؛ لأن له هوًى مخالفاً لما جاء به النبي صلى الله عليه وسلّم. الثاني: أمراض الشبهات التي منشؤها الجهل؛ لأن الجاهل يفعل الباطل يظنه حقّاً وهذا مرض خطير جدّاً؛ فأنت تسأل الله المعافاة والعافية من أمراض الأبدان، ومن أمراض القلوب، التي هي أمراض الشبهات، وأمراض الشهوات.
^ “وتولنا في من توليت”: أي كن ولياً لنا الولاية الخاصة التي تقتضي العناية بمن تولاه الله عزَّ وجلَّ والتوفيق لما يحبه ويرضاه.