قال رئيس المجلس الأعلى للشباب والرياضة رئيس اللجنة الأولمبية البحرينية سمو الشيخ ناصر بن حمد آل خليفة إن حرصنا انصب دوماً «على محاورة الشباب والتوجه إليهم لكي نستلهم من عزمهم ومن طموحهم المتوثّب، ما يحفزنا كلنا في البحرين، في سبيل أن نقدم لهم سبل الإنجاز والنجاح والاستعداد للمستقبل الواعد وفق التوجيهات السديدة من قبل حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة عاهل البلاد المفدى».
وأضاف، خلال حفل أقامته المؤسسة العامة للشباب والرياضة برعاية سموه، أمس، بمناسبة اليوم الدولي للشباب تحت شعار «بناء عالم أفضل بمشاركة الشباب» بحضور النائب الأول لرئيس المجلس الأعلى سمو الشيخ خالد بن حمد آل خليفة، مخاطباً الشباب: «أنتم الفرسان الحاملون لرسالة البحرين والساعون بإذن الله وتوفيقه إلى تقدمه وازدهاره، أنتم يا شباب البحرين تواجهون مسؤوليات وتحديات من نوع خاص، فأنتم ابتداءً القطاع الأوسع في المجتمع، وأنتم ثانياً من سيعيش ومن سيجني عوائد العملية التنموية التي تمر بها البحرين اليوم».
وشدد سموه في حديثه إلى الشباب: «إن حملكم أيها الشباب كبير ومسؤولياتكم عظيمة بقدر ما هي إرادتكم وطموحاتكم فأنتم مطالبون بأن تكونوا على قدر هذه المسؤولية وجديرون بهذا الحمل في بناء مستقبل البحرين الزاهر والانخراط في جميع الأعمال بصفتكم قوة مجتمعية حاضرة وفاعلة قادرة على ترك بصماتها الواضحة في مختلف القطاعات، لأن مستقبل البحرين أمانة نودعكم إيّاها ولأن غد البحرين وآفاقه الرحبة مربوطة بكم، لذا لن نتخلى عن دورنا التنويري لدعم الشباب والحرص على تزويدكم بأدوات المعرفة ومهارات التميز كافة، حتى تنالوا طموحاتكم وتتحقق طموحات وطننا العزيز».
واختتم سموه حديثه بالقول: «يا شباب البحرين الغالي اعلموا أن مستقبل الوطن بين أيديكم وأنكم من أبرز صناعه وأنتم نعم من يحمل هذه المسؤولية وامضوا في مسيرة البناء والتحديث والازدهار فكلنا معكم».
وكانت المؤسسة العامة للشباب والرياضة قد بدأت الاحتفالية الكبرى باليوم الدولي للشباب بإقامة مأدبة إفطار على شرف الشباب المدعوين للحفل كما تم تسجيل لقاءات خاصة مع الشباب عبروا من خلالها عن آرائهم ومشاعرهم بمناسبة اليوم الدولي للشباب.
رسالة الأمم المتحدة
وألقيت في الحفل الرسالة التي وجهها الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون بمناسبة يوم الشباب الدولي: «إن جيل اليوم من الشباب -وهو أكبر جيل يشهده العالم، وغالبيته العظمى تعيش في البلدان النامية- لديه إمكانات غير مسبوقة لتعزيز رفاه الأسرة البشرية جمعاء، غير أن الكثير من الشباب، بمن فيهم أولئك الذين يتمتعون بمستوى تعليمي عال، يعانون من انخفاض الأجور وانسداد آفاق التقدم الوظيفي وبلوغ معدلات البطالة مستويات قياسية، وكان وقع الأزمة الاقتصادية العالمية على الشباب أشد من غيرهم، ومفهوم أن العديد منهم تثبطّه الفوارق المتزايدة، وعدد كبير من هؤلاء ليست لديهم أي آفاق ملموسة، وهم محرومون من المشاركة في العمليات السياسية والاجتماعية والإنمائية في بلدانهم، ومن دون اتخاذ تدابير عاجلة، فإننا نخاطر بخلق «جيل ضائع» من المواهب المهدورة والأحلام المتبددة.
والعمل مع الشباب ومن أجلهم من أولى أولوياتي، فالشباب قوة محوّلة، وهُم عوامل تغيير خلاّقة وبارعة ومتحمسة، سواء في الساحات العامة أو الفضاء الإلكتروني، فقد أظهر الشباب مجدداً وبقوة، من خلال الدور المحوري الذي اضطلعوا به في الجهود الرامية إلى تحقيق الحرية والديمقراطية والمساواة، ومن خلال التعبئة العالمية التي قاموا بها دعماً لمؤتمر الأمم المتحدة للتنمية المستدامة ريو 20، قدرتهم على تحويل مسار التاريخ ومجابهة التحديات العالمية ورغبتهم في ذلك.
والشبان والشابات ليسوا مستفيدين سلبيين، بل هم شركاء متساوون وفعالون، وتطلعاتهم لا تقف عند فرص العمل، بل تتعداها بكثير، فالشباب يريدون أيضاً أن يكون لهم مقعد على الطاولة، أي صوت حقيقي في رسم السياسات التي ترسم مسار حياتهم، ونحن بحاجة إلى الاستماع للشباب والتحاور معهم، وبحاجة إلى وضع مزيد من الآليات وتمتينها لإشراك الشباب، فقد حان الوقت لدمج أصوات الشباب بصفة أنجع في عمليات صنع القرار على جميع المستويات.
وفي جميع أنحاء العالم، هناك اعتراف متزايد بالحاجة إلى تعزيز السياسات والاستثمارات التي تهم الشباب، وبمناسبة اليوم الدولي للشباب، أدعو الحكومات والقطاع الخاص والمجتمع المدني والأوساط الأكاديمية إلى فتح الأبواب أمام الشباب وتعزيز الشراكات مع المنظمات الشبابية، فالشباب يستطيعون تحديد ما إذا كان عصرنا هذا سيتجه نحو مزيد من الأخطار أم مزيد من التغيير الإيجابي، فدعونا ندعم شباب عالمنا كي يشتد عودهم وينشئوا أجيالاً أخرى من القيادات المعطاء القوية.
بناء مسؤولية الشباب
وقال الشيخ سلمان بن إبراهيم آل خليفة «إن الشباب يمثلون الواجهة المشرقة لنمو وازدهار المجتمع البحريني وتقع على عاتقهم مسؤولية عظيمة في تكوين المخزون الحضاري للمملكة وصياغة مفردات تطورها في وقت باتت فيه رعاية الشباب وتهيئة الظروف المثالية أمامهم لممارسة دورهم الحيوي في بناء المجتمع تحتل سلم الأولويات في مملكة البحرين» مشيراً « إننا في مملكة البحرين حيث يشكل عنصر الشباب النسبة الأكبر من عدد السكان نفتخر بالمكانة المتميزة التي يحتلها الشباب باعتبارهم ركناً هاماً من أركان التنمية التي تشهدها البحرين ودائماً ما نحثهم على الانضمام إلى مسيرة البناء والتحديث والانخراط فيها باعتبارهم عماد هذا الوطن ومستقبله الزاهر». مؤكداً للشباب «إننا نقف دوماً إلى جانبكم في جميع الظروف ونسعى إلى خلق البيئة المناسبة لكم من أجل المساهمة في بناء البحرين فكونوا على قدر هذه المسؤولية وبادروا بتقديم مقترحاتكم الابتكارية والابداعية وسوف ندعمها بقوة».
الجودر: بسواعد شبابنا نبني غداً أفضل
وأعرب رئيس المؤسسة العامة للشباب والرياضة هشام محمد الجودر، في تصريح أدلى به خلال الحفل عن تقديره التام لتفضل سمو الشيخ ناصر بن حمد آل خليفة برعاية حفل اليوم الدولي للشباب كما عبر عن تقديره لحضور سمو الشيخ خالد بن حمد آل خليفة لمشاركة الشباب البحريني في يومهم الدولي، واصفاً ذلك بأنه «يدل دلالة واضحة على اللقاء بالشباب الذين يشكلون المورد الأهم في المملكة والأساس المتين لعملية التنمية التي تشهدها البحرين في العهد الزاهر لحضرة صاحب الجلالة الملك المفدى».
وأضاف الجودر أن الاحتفال بيوم الشباب الدولي فرصة لتعريف العالم بطاقات شبابنا، وإنجازاتهم من خلال توظيف الطاقات الشبابية في بناء وطنهم في شتى قطاعاته تترك بصمتهم في حركة المجتمع وتوجهاته وأخذ موقعهم الحقيقي في قيادة مستقبل المملكة، مشيراً إلى أننا «لا نريد للشباب أن يكون مسلوب الرأي والإرادة، بل نريد شباباً واعياً بأهميته في البناء الإيجابي ومدركاً للتحديات التي يواجهها وشباباً مبادراً مبتكراً مبدعاً».
وأضاف مخاطباً الشباب: «إننا من خلفكم ننصركم لأن نصرنا بكم ونحثكم على الإخلاص في العمل والعطاء الصادق للوطن ونحثكم للسعي لترسيخ ثقافة شبابية وطنية خالصة ترتكز على جوهر مبادئ بناء المجتمع البحريني».
وقال: «نود أن يكون هذا اليوم العالمي يومكم أيضاً، كي يكون فعلاً علامة فارقة في نضج الوعي والنهوض لحمل المسؤولية، فكل في موقعه مطالب بالبناء والعمل الجاد الذي يعزز قيم الانتماء للبحرين، لأن البناء للأفضل هو رغبة الشباب التي تدل على إحساسه بالمسؤولية وكلنا ثقة بشبابنا وقدرتهم على تحمل الصعاب وتخطيها مهما كبرت في سبيل رفعة البحرين».
فقرة «شعري»
كما تم خلال الاحتفال تقييم فقرة شعري يحكي واقع العمل التطوعي لدى الشباب وما وصل إليه من مراحل متقدمة كما تحث الفقرة الشباب على الانخراط فيه لما له من فوائد عديدة في اكتساب الخبرات وخدمة المجتمع.
وخلال الاحتفال أيضاً تم عرض فيلم عن الأنشطة والبرامج التي قدمتها إدارة شؤون الشباب بالمؤسسة العامة للشباب والرياضة وأهدافها بالإضافة إلى البرامج التي ستقدم في الفترة المقبلة وتفاصيل عنها.
فلم أمنيات شبابية
وفي فيلم خاص قدم بعض الشباب البحريني أمنياتهم المستقبلية وآمالهم وطموحاتهم في الإسهام الفاعل في بناء مستقبل البحرين وأخذ مواقعهم الحقيقية في عملية التنمية التي تشهدها المملكة.
إطلاق جائزة بادر للمبادرات الشبابية
وخلال الحفل أطلقت المؤسسة العامة للشباب والرياضة جائزة بادر للمبادرات الشبابية لحث الشباب على المشاركة الواسعة في العمل التطوعي والإبداعي الذي ينمي قدراتهم ومهاراتهم في المجال الاجتماعي والثقافي، إذ تعد هذه الجائزة من المبادرات الرائدة التي تطلقها المؤسسة العامة تجاه الشباب البحريني.
تكريم المتميزين
وتم خلال الاجتماع تكريم الأمم المتحدة على مبادراتها المتميزة تجاه الشباب في العالم بوجه عام وشباب مملكة البحرين بنحو خاص إضافة إلى تعاونها الدائم مع المؤسسة العامة للشباب والرياضة، كما تم تكريم الجمعيات الشبابية المتميزة والمبادرة إلى إثراء الحركة الشبابية في المملكة، كما حظي الشباب المتميزون الذين أسهموا بتنظيم برامج المؤسسة العامة بتكريم متميز وخاص نظير الجهد الكبير الذي بذلوه لإخراج البرامج بالصورة المتميزة.
تكريم ناصر بن حمد وخالد بن حمد
وفي نهاية الحفل تسلم سمو الشيخ ناصر بن حمد آل خليفة وسمو الشيخ خالد بن حمد آل خليفة درعين تذكاريين من هشام الجودر اعتزازاً وتقديراً لحضور سموهما حفل يوم الشباب الدولي.
وحضر الحفل، الذي أقيم في فندق السوفوتيل، الأمين العام للمجلس الأعلى للشباب والرياضة الشيخ سلمان بن إبراهيم آل خليفة، وعدد من أعضاء المجلس الأعلى للشباب والرياضة والمؤسسة العامة للشباب والرياضة واللجنة الأولمبية البحرينية وعدد من المسؤولين في الأمم المتحدة ومن المدعوين.