الرياض - (وكالات): أعلن الأمين العام لمنظمة التعاون الإسلامي أكمل الدين إحسان أوغلو أن الاجتماع الوزاري التمهيدي للقمة الإسلامية في مكة المكرمة أوصى بتعليق عضوية سوريا في المنظمة، فيما قال وزير الخارجية السعودي سعود الفيصل إن “قمة التضامن الإسلامي التي ستعقد اليوم تهدف إلى توحيد صفوف المسلمين لمواجهة الفتن الطائفية والمذهبية التي تهددهم والتصدي لمخاطرها المتمثلة بالتطرف والتعصب والتحريض والعنف”.
وعقد وزراء الخارجية في الدول الإسلامية الأعضاء في منظمة التعاون الإسلامي اجتماعهم التحضيري للدورة الاستثنائية الرابعة لمؤتمر قمة التضامن الإسلامي وذلك في قصر المؤتمرات بجدة برئاسة نائب وزير الخارجية السعودي الأمير عبدالعزيز بن عبدالله بن عبدالعزيز.
وقال الفيصل في كلمة ألقاها نيابة عنه الأمير عبدالعزيز في الاجتماع، إن “خادم الحرمين الشريفين العاهل السعودي الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود سيبحث اليوم مع القادة المسلمين اقتراح الحلول التي تمكنها من الوقوف صفاً واحداً في محاربة الفتن الطائفية والمذهبية والعمل على تكريس احترام بعضنا البعض دولاً وشعوباً وطوائف”.
وأشار إلى أن “الواقع الذي تعيشه أمتنا الإسلامية ليس بخافٍ عليكم، حيث استشرت الفتن وبات التشتت والانشقاق والانقسام والتنافر يهدد كيان أمتنا الإسلامية ووصل للأسف الشديد إلى حد العداء والتناحر في ما بين المسلمين أنفسهم بل وأصبح هذا العداء أشد ضراوة من العداء للآخرين”.
وأشار إلى أنه “من هذا المنطلق جاءت دعوة الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود لعقد القمة الاستثنائية وذلك للوقوف وقفة صادقة لدرء الفتن والتصدي للمخاطر الجسيمة الناجمة عنها بما في ذلك التطرف والتعصب والتحريض والعنف والخروج عن إجماع الأمة بتبني منهج مخالف لما جاءت به عقيدتنا السمحة انطلاقاً من الحرص على مبادئ ديننا الحنيف وانتهاج مبدأ الوسطية”.
من جانبه قال الأمين العام لمنظمة التعاون الإسلامي أكمل الدين إحسان أوغلو إن “العالم الإسلامي يشهد هذه الأيام تحولات مفصلية وحاسمة جداً في تاريخه تتطلب معالجتها قدراً عالياً من الحكمة والروية وإلى جهود مكثفة لوقف النزاعات والمجابهات التي تزيد الفرقة وتشتت الجهود”. وأضاف أن “القمة تهدف إلى اتخاذ القرارات التي تؤدي إلى تعزيز التضامن الإسلامي وإعادة اللحمة في مواجهة التحديات الخطيرة التي باتت تهددنا جميعاً”. وأضاف أن “خطورة ما يجري في هذه الأوقات على مستوى العالم الإسلامي يملي علينا أن نوحد جهودنا لتمتين أواصر التضامن والتعاون الحقيقيين وتجنب بواعث النزعات وإهدار الإمكانات واستنزاف القدرات”. وأعرب عن التفاؤل بأن تساهم القمة في “وقف تيار الخلافات والشقاق والالتفاف حول ما يجمع الأمة الإسلامية والابتعاد عن بواعث إذكاء الأحقاد والنزاعات من قضايا طائفية أو عرقية”. وأشار إحسان أوغلو إلى أن منظمة التعاون الإسلامي هي أول من بادر إلى دعوة القيادة السورية للاستجابة للمطالب المشروعة للشعب السوري في التغيير والإصلاح التي عبر عنها سلمية وعفوية، مؤكداً موقف المنظمة المتمسك بالحفاظ على أمن واستقرار ووحدة سوريا وضرورة وقف أعمال العنف والقتل التي تستهدف المدنيين. وعبر عن أسفه أن سوريا باتت تعيش مأساة حرب طاحنة تم التحذير منها مراراً وتكراراً، واصفاً ذلك بأنه “نتيجة متوقعة للتجاهل الذي قوبلت به مطالب الشعب وتطلعاته المشروعة “.
كما أعرب عن قلقه لما يتعرض له المسلمون في ميانمار من انتهاكات، مؤكداً أن المنظمة تعمل على توقيع اتفاق لتقديم الدعم العاجل للمتضررين. وافتتح الأمير عبدالعزيز جلسة العمل المغلقة للمؤتمر.
وفي قلب العالم الإسلامي يجتمع زعماءُ الدول الأعضاء في منظمة التعاون الإسلامي بمكة المكرمة في قمة استثنائية في ملفاتها وتوقيتها. ويفتتح خادم الحرمين الشريفين القمة اليوم بحضور زعماءُ أكثر من 57 دولة لبَّوا دعوة خادم الحرمين لعقد القمة رغم محاولاتٍ سابقة لم تـُفلِح لبعض الدول لعقد قمة إسلامية. وأشارت تقارير إلى أن الأزمة السورية وأوضاع فلسطين وبورما ستكون أبرز القضايا على طاولة القمة. وفي شأن متصل، قال دبلوماسي قبل انعقاد القمة إن المنظمة ستعلق عضوية سوريا بسبب قمعها العنيف للانتفاضة المستمرة منذ 17 شهراً.
في المقابل، أعلن وزير الخارجية الإيراني علي أكبر صالحي أن بلاده تعارض تعليق عضوية سوريا في منظمة التعاون الإسلامي.