أكد خبراء ومختصون أن صيام رمضان هذا العام فرصة طيبة للإقلاع عن التدخين، خصوصاً وان ساعات الصوم تصل إلى 15 ساعة، لافتين إلى أن “الإقلاع عن التدخين يكون تدريجياً”.
وقال الخبراء: إن “معظم المدخنين يستهينون بأضرار السيجارة لأن معظم أضرار التدخين لا يشعر بها المدخن فور إشعال السيجارة، فهو على سبيل المثال لا يشعر مثلاً بإصابة خلية من جسمه وتحولها إلى خلية سرطانية ولا يشعر بإصابة إحدى الخلايا المبطنة لجدار الشرايين، تمهيداً لحدوث سكتة دماغية أو سكتة قلبية، بعد عدة شهور أو سنين، لذلك فهم لا يصدقون إمكانية تعرضهم لأي من مخاطر التدخين لأنهم يرون انفسهم اليوم في صحة مناسبة وجهد لا بأس به”.
الإفطار على الدخان
ولفتوا إلى أن “كثيراً من المدخنين الصائمين يفطرون أولاً على دخان السيجارة مما يعرضهم لتقرحات معوية نظراً لارتفاع نسبة الحموضة بالمعدة الفارغة، إضافة إلى التأثير السام لمادة النيكوتين الذي يمتصها الجسم بنسبة أكثر أثناء الصيام من الرئة إلى بقية أنحاء الجسم مما يهدد المدخن بالأزمات الصدرية المركزة والسل الرئوي، ومع تكرار العادة يصل الأمر إلى سرطان الرئة والقصبة الهوائية والحنجرة”.
وأشار الخبراء إلى أن “أخطر 3 مركبات في السجائر هي أول أكسيد الكربون والقطران والنيكوتين، حيث يتناولهم الصائم قبل إفطاره مما يعرض القلب وجدران الأوعية الدموية لمضاعفات خطيرة بالإضافة إلى الذبحة الصدرية”.
وان مادة النيكوتين تمثل مادة واحدة من بين 4 آلاف مادة أخرى تم التعرف عليها في دخان السجائر حتى الآن من أصل 12 ألف مادة”.
وبيّن الخبراء أن “للتدخين أبعاداً أخرى حيث يؤثر النيكوتين على الدورة الدموية والقلب بسبب غاز أول أكسيد الكربون الموجود بدخان السجائر، والذي من شأنه تقليل كفاءة الدم على حمل الأكسجين إلى أعضاء الجسم فتقل اللياقة البدنية ويظهر ذلك بوضوح في نقص القدرة على الجري أو ارتقاء درجات السلم”.
ونصح الخبراء “باستغلال فترة الانقطاع الطويلة عن التدخين أثناء الصيام، خصوصاً في فصل الصيف، حيث تزيد عدد ساعات النهار والصيام، والعمل على التخفيف من إدمان التدخين تدريجياً تمهيداً لترك تلك العادة الخبيثة لو توافرت النية الصادقة، أما إذا اعتبر المدخن أن شهر رمضان مجرد حرمان مؤقت من التدخين وليس فرصة للإقلاع النهائي عنه بالتدريج فإنه يقبل عليه بشراهة بمجرد سماع أذان المغرب”، مشيرين إلى أنه “من هنا تأتي الخطورة البالغة حيث يقل الأكسجين نتيجة الدخول المفاجئ لغاز ثاني أكسيد الكربون في المخ والرئتين والقلب، مما يسبب تأثيراً سلبياً مباشراً على الجهاز التنفسي والمخ والقلب والشرايين”.
وأضافوا أن “المدخن لا يشتهي الطعام بعد التدخين حيث تقل شهيته وربما تفقد تماماً مما يعني افتقاده للسعرات الحرارية اللازمة للحركة والنشاط وتقوية الجهاز المناعي بعد صيام اكثر من ثلاثة أرباع اليوم”.
وذكروا أن “نية المدخن المخلصة ورغبته الصادقة وقوة إرادته هم المعايير المهمة لإنجاح مهمته في الإقلاع النهائي عن التدخين ثم يتبع الخطوات اللازمة لتنفيذ ذلك مع الاستمرار الجاد”.
خطوات الإقلاع
وأوضح خبراء الصحة أن “المدخن قد ينجح في الإقلاع عن التدخين بقرار إرادي بشكل مفاجئ أو بالتدريج، وأياً كان أسلوب التخلي عن السيجارة نهائياً فالنتيجة لا بد أن تكون مشجعة لمن لا يزالون تحت وطأة التدخين”.
وشددوا على “ضرورة اتباع عدة خطوات مهمة للتخلص من تلك العادة خاصة أثناء الشهر الكريم” وتشمل:
تجنب مصاحبة المدخنين خاصة خلال فترات الإقلاع الأولى، تجنب أماكن التدخين، وممارسة الرياضة بانتظام، الاهتمام بالإفطار والسحور والإكثار من تناول الفواكه والسوائل، وتناول العناصر الغذائية المتنوعة والخلود إلى الصلاة والعبادة وإقامة الشعائر الروحانية، وتجنب تناول القهوة والشاي والمواد الغازية والمواد التي تحتوي على مادة الكافيين.
ولفت الخبراء إلى أن “من يقلع عن التدخين قد يشعر ببعض الأعراض بسبب توقفه عن التدخين وانسحاب مادة النيكوتين من الدم، وتلك هي أهم الفترات التي إذا نجح الشخص في تحملها بالإرادة الصادقة واجتازها يمكننا وقتها التأكيد على نجاح فكرة الإقلاع وعدم العودة إلى تلك العادة المدمرة”.
وشددوا على “أهمية التحمل والإرادة وقوة القرار خصوصاً في فترة انسحاب المواد القاتلة من الدم والتي غالباً ما يشعر خلالها المدخن ببعض التوتر أو القلق وصعوبة التركيز أو السهر”، لافتين إلى أن “تلك مشاعر طبيعية لا تقاس أبداً بمضاعفات آفة التدخين القاتلة”.