السيـــد سليمـان نـور:


إفطــــــــــار صائـــــــــم

إن الصائم يناله الخير الكثير عندما يفطر الناس عنده. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (أشعرت يا بلال أن الصائم تسبح عظامه، وتستغفر له الملائكة ما أُكل عنده)؟! وقال: (إن الصائم إذا أُكل عنده، صلت عليه الملائكة حتى يفرغوا). وأنزل إفطار الصائم منزلة تجهيز الغازي (من فطر صائماً أو جهز غازياً؛ فله مثل أجره). ويجب أن يسود الحب والود والألفة بين المسلمين في رمضان حتى لا يحرموا خير هذا الشهر؛ فقد خرج النبي صلى الله عليه وسلم على أصحابه ليخبرهم بليلة القدر، فتلاحى -تشادا في الكلام- رجلان من المسلمين، فقال صلى الله عليه وسلم: (قد خرجت لأخبركم بليلة القدر، فتلاحى فلان وفلان فرُفِعَتْ، وعسى أن يكون خيراً لكم) كما كان صلى الله عليه وسلم “يعود المريض وهو معتكف”.
الاعتكاف؛ سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم، يخلو فيه العبد للعبادة والتبتل لله تعالى، لا يشغله شيء عن طاعته وذكره، اتباعاً لرسول الله صلى الله عليه وسلم؛ فقد كان صلى الله عليه وسلم “يعتكف العشر الأواخر من رمضان حتى توفاه الله، ثم اعتكف أزواجه من بعده “وكان” يعتكف كل عام عشراً، فاعتكف عشرين في العام الذي قُبِض “وقال صلى الله عليه وسلم في المعتكف: (هو يعتكف الذنوب -أي: يحتبس عن الذنوب- ويُجرى له من الحسنات كعامل الحسنات كلها).
ليلة القدر، قال تعالى: {وما أدراك ما ليلة القدر* ليلة القدر خير من ألف شهر* تنزل الملائكة والروح فيها بإذن ربهم من كل أمر* سلام هي حتى مطلع الفجر} فـ«إذا كانت ليلة القدر نزل جبريل عليه السلام في كبكبة من الملائكة، يصلون على كل عبد قائم أو قاعد يذكر الله عز وجل “وقد أمرنا صلى الله عليه وسلم بتحري ليلة القدر (تحروا ليلة القدر في الوتر من العشر الأواخر من رمضان)، وفي رواية (فمن كان متحريها فليتحرها في السبع الأواخر “فإذا وفق الله عبده إلى ليلة القدر فليقل: “اللهم إنك عفو تحب العفو فاعف عني). ويبقى أثر الصيام في الآخرة، كما جاء في الحديث: (الصيام والقرآن يشفعان للعبد، يقول الصيام: أي رب! إني منعته الطعام والشهوات بالنهار، فشفعني فيه، ويقول القرآن: أُمنعته النوم بالليل فشفعني فيه، فيشفعان فإذا أُذِن له بدخول الجنة فثَمَّةَ احتفاء خاص بالصائمين). (إن في الجنة باباً يقال له الريان يدخل منه الصائمون يوم القيامة، لا يدخل منه أحد غيرهم، يقال: أين الصائمون؟ فيقومون فيدخلون منه، فإذا دخلوا أُغلق فلم يدخل منه أحد).