قال حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة عاهل البلاد المفدى، إن: “ التشاحن والبغضاء ونشر الفتن والكراهية تؤدي إلى تدمير الأمم والشعوب وتقود إلى تدهورها وضياع هيبتها، مستشهداً جلالته بقول الله تعالى” ولا تنازعوا فتفشلوا وتذهب ريحكم”. ولهذا فإننا نعيد التأكيد على المبادئ الإسلامية وفي مقدمتها رفض الإسلام للفتنة واعتبارها أشد الأخطار والذنوب بل من أكبر الكبائر كما قال الله تعالى” والفتنة أشد من القتل”، ودعا جلالته إلى تلاحم الأمة الإسلامية دولاً وشعوباً وطوائف وأعراق، وإلى تماسكها، وتوحيد صفوفها، وكلمتها، بل ورؤيتها، من أجل عالم أفضل تستطيع فيه الأمة الإسلامية أن تفتخر بما وصفه إياها الله سبحانه وتعالى “كنتم خير أمة أخرجت للناس”، مضيفاً جلالته أن هذه هي أخلاق الإسلام ومبادئه السامية التي أحرى بنا أن نتذكرها بل ونعيشها في هذه الأيام المباركة”.
وكان حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة عاهل البلاد المفدى، وصل أمس إلى محافظة جدة، ليترأس جلالته وفد مملكة البحرين إلى مؤتمر التضامن الإسلامي الاستثنائي الذي افتتح في مكة المكرمة يوم أمس، وذلك بدعوة كريمة تلقاها جلالته من خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود عاهل المملكة العربية السعودية الشقيقة.
وكان في مقدمة مستقبلي جلالة الملك المفدى لدى وصوله مطار الملك عبد العزيز الدولي بجده محافظ جدة صاحب السمو الملكي الأمير مشعل بن ماجد بن عبد العزيز، والأمين العام لمجلس التعاون لدول الخليج العربية عبداللطيف الزياني، وسفير مملكة البحرين لدى المملكة العربية السعودية الشيخ حمود بن عبد الله آل خليفة، وأعضاء السفارة البحرينية. وقد أدى صفان من حرس الشرف التحية لجلالة العاهل المفدى.
وأعرب جلالة الملك المفدى، خلال تصريح أدلى به جلالته لدى وصوله، عن سعادة جلالته الغامرة، أن: “ ننعم بالإخاء والمودة وكرم الضيافة من خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز آل سعود عاهل المملكة العربية السعودية، الذي يجمعنا في البيت الحرام رمز وحدة المسلمين في هذا اليوم المبارك، وذلك استجابة للمسؤوليات التاريخية المشتركة التي نحملها، وما نتطلع إليه من التفاهم والتطابق في تحقيق الأهداف والآمال بتوحيد صفوف الأمة الإسلامية وجمع الكلمة وإصلاح ذات البين بما يعزز الثقة والطمأنينة في قلوب شعوبنا الإسلامية، ويعمق علاقاتنا وثوابتنا القائمة على أسس التعاون والسلام، وذلك من أجل مستقبل أفضل لشعوب دولنا الإسلامية”. وقال جلالته، إن: “ اجتماعنا هذا الذي نلتقي فيه مع أخوتنا قادة الدول الإسلامية لنتبادل الرأي والمشورة حول الأوضاع في العالم الإسلامي، وما سوف نتوصل إليه من قرارات ونتائج، يدل بوضوح على أننا أكثر إصراراً على المضي قدماً في توثيق عرى التلاحم بين دولنا الإسلامية على أساس وحدة المسلمين وتضامنهم، خصوصاً في هذه الفترة المليئة بالتحديات والمخاطر، وهو تعبير صادق عن إرادتنا، وصياغة عملية للروابط الثابتة بيننا، مؤكداً جلالته أن هذه القمة ونتائجها وغاياتها هي الأمل الذي تتطلع إليه قلوب وتطلعات الشعوب الإسلامية في مزيد من الروابط والوشائج، والحياة الكريمة التي تقوم على العدالة وتهدف إلى التحديث الشامل للحياة في مجالات العلوم والتكنولوجيا والاقتصاد والاجتماع والإدارة من أجل تحقيق الرخاء وتعميق الثقة في مستقبل آمن ومستقر”.
وأعرب جلالته عن أمل بأن يوفق الله الجميع ليكون مستقبل عملنا الإسلامي أكثر فاعلية وازدهاراً، داعياً المولى العلي القدير أن يجمع قلوبنا على الخير دائماً، إنه نعم المولى ونعم النصير. وتشكلت بعثة الشرف برئاسة سفير المملكة العربية السعودية لدى مملكة البحرين عبدالمحسن بن فهد المارك.