كتب- عبدالله إلهامي:
تأتي مبادرة خادم الحرمين الشريفين بالدعوة إلى قمة استثنائية لمنظمة المؤتمر الإسلامي في 14-15 من الشهر الحالي، تعبيراً عن وعي المملكة العربية السعودية لحجم التحديات والتحولات التي تواجه العالم الإسلامي، وحرص جلالته الشديد على لم شمل المسلمين وتعزيز وحدتهم ومد جسور التواصل بينها بما يعود عليها وعلى المسلمين بالخير، إذ إن القمة ستبحث عدداً من القضايا التي تهم الأمة الإسلامية أهمها قضية فلسطين والقدس الشريف وتطورات الأزمة السورية والأوضاع في مالي ومنطقة الساحل وأوضاع طائفة الروهينجا المسلمة في مينمار، إلى جانب عدد من القضايا الاقتصادية والاجتماعية والثقافية وقضايا الإصلاح.
واعتادت مملكة البحرين المشاركة في مؤتمرات منظمة المؤتمر الإسلامي منذ انضمامهــــــــــا في 29 يوليو 1972، وكان لها دور بارز في التضامن والمصادقة على الاتفاقيات التي تعزز التعاون والتبادل بين مختلف الدول الأعضاء البالغ عددهم 57 دولة في المجالات كافة.
وكانت المملكة استضافت المعرض الإسلامي العاشر والاجتماع الحادي عشر للقطاع الخاص في الدول الأعضاء في منظمة المؤتمر الإسلامـــــي عام 2005، بمشاركة مختلف الدول الأعضاء الذين بلغ عددهم قرابة 1500 مشارك ما بين منظمات رسمية وأهلية وأفراد.
وفي جانب النظم الأساسية للتعاون الاقتصادي والتجاري والفني فيما بين الدول الأعضاء بمنظمة المؤتمر الإسلامي وقعت المملكة على اتفاقيتين وصادقت على ثلاث، إذ وقعت وصادقت على الاتفاقية العامة للتعاون الاقتصادي والتجاري الصادرة عن المؤتمر الإسلامي الثامن لوزراء الخارجية بطرابلس عام 1977، بالإضافة إلى الاتفاقية الإطارية لنظام الأفضلية التجارية الصادرة عن دورة الكومسيك السادسة باسطنبول عام 1990، كما صادقت على بروتوكول النظام التفضيلي للتعرفة الجمركية الصادر عن دورة الكومسيك الحادية والعشرين باسطنبول عام 2005.
وكان الأمين العام لمنظمة التعاون الإسلامي، البروفيسور أكمل الدين إحسان أوغلي تسلم في السابع من الشهر الحالي أوراق اعتماد سفير المملكة لدى المملكة العربية السعودية الشيخ حمود بن عبد الله بن حمد آل خليفة مندوباً دائماً لمملكة البحرين لدى منظمة التعاون الإسلامي.
ويذكر أن المنظمة تأسست عام 1969 في محاولة لتوحيد الجهود المشتركة بين جميع المسلمين في العالم بالرباط في المملكة المغربية، وجاء ذلك رداً على حريق المسجد الأقصى في القدس المحتلة، وهي تعدّ ثاني أكبر منظمة دولية بعد الأمم المتحدة، ولديها عضوية دائمة في الأمم المتحدة، كما إنها تسعى لتعزيز السلم والأمن بين مختلف شعوب العالم، لذلك تعد بمنزلة الصوت الذي يوحد العالم الإسلامي، واختيرت جدة مقراً مؤقتاً للمنظمة حتى يتم تحرير القدس التي ستكون المقر الدائم للمنظمة، وفي فبراير عام 1972 تم تبني دستور للمنظمة يقوم على تقوية التضامن والتعاون بين دول العالم الإسلامي في الشــــــؤون الاقتصاديــــــــــــــــــة والعلميــــــــــة والثقافيــــــــــة والسياسيــة.