عواصم - (وكالات): أعلن المرصد السوري لحقوق الإنسان “مقتل أكثر من 23 ألف سوري منذ اندلاع الاحتجاجات ضد نظام الرئيس بشار الأسد قبل 17 شهراً، بينهم أكثر من 2400 قتلوا منذ بداية أغسطس الجاري”، فيما ذكر المرصد أن “83 شخصاً قتلوا برصاص قوات الأمن السورية في مدن عدة، كما تواصلت الاشتباكات في حيي سيف الدولة وصلاح الدين في مدينة حلب بين القوات النظامية والمقاتلين المعارضين، في حين يتعرض كل من حيي القدم والعسالي في دمشق للقصف”. من جهته، اتهم وزير الدفاع الأمريكي ليون بانيتا إيران بتدريب ميليشيات موالية للنظام في سوريا.
وقال مدير المرصد رامي عبدالرحمن إن “23 ألفاً وشخصين قتلوا في سوريا بحلول 13 أغسطس الجاري”. وأضاف أن القتلى هم “16142 مدنياً و1018 منشقاً و5842 من القوات النظامية”.
وقد أكد رئيس الوزراء السوري المنشق رياض حجاب أن النظام بات “منهاراً معنوياً ومتصدعاً عسكرياً”، ولا يسيطر إلا على 30% فقط من البلاد. وأضاف حجاب في مؤتمر صحافي عقده في الأردن أن النظام السوري “بات منهاراً معنوياً ومادياً واقتصادياً ومتصدعاً عسكرياً، ولم يعد مسيطراً بالفعل على أكثر من 30% من أرض سوريا”. وفي واشنطن، وفي خطوة لتشجيع القيادات السورية على الانشقاق عن النظام، قررت وزارة الخزانة الأمريكية رفع التجميد عن أصول وأرصدة رياض حجاب، لأنه لم يعد مسؤولاً في حكومة الأسد. ودعت الوزارة القيادات داخل النظام السوري إلى الاقتداء بحجاب.
وفي دمشق، أجرت مساعدة الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية فاليري آموس محادثات مع رئيس الوزراء السوري وائل الحلقي ونائب وزير الخارجية فيصل المقداد ووزير المصالحة الوطنية علي حيدر.
وأعلنت الأمم المتحدة أن زيارة آموس “تهدف إلى لفت الأنظار إلى تدهور الوضع الإنساني في سوريا وإلى أثر النزاع على السكان سواء من هم في سوريا أو من فروا في اتجاه دول أخرى وخصوصاً لبنان”.
وتعاني مناطق عدة في سوريا، لاسيما تلك التي تشهد عمليات عسكرية واسعة من نقص في المواد الغذائية والاستهلاكية الأساسية والأدوية والعلاجات الطبية.
وتقدر الأمم المتحدة بمليوني شخص عدد المتأثرين بالأزمة السورية بينهم مليون شخص نزحوا داخل بلادهم و140 ألفا لجأوا إلى تركيا والعراق والأردن ولبنان. ويزور وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس اعتباراً من اليوم الأردن ولبنان وتركيا في جولة تهدف إلى إبراز الدعم الفرنسي للاجئين السوريين.
دبلوماسياً، تجري مستشارة الرئيس السوري بثينة شعبان محادثات في بكين حول “تسوية سياسية” للأزمة في بلادها، ستلتقي خلالها وزير الخارجية الصيني يانغ جيشي. ميدانياً، تتواصل الاشتباكات في حيي سيف الدولة وصلاح الدين في مدينة حلب بين القوات النظامية والمقاتلين المعارضين، فيما قصفت قوات النظام أحياء أخرى شرق المدينة. ودخلت قوات النظام القسم الغربي من حي سيف الدولة في غرب المدينة بعد أن كانت سيطرت على حي صلاح الدين حيث لاتزال توجد “جيوب للمقاومة” بحسب المرصد. وكتبت صحيفة “الوطن” السورية المقربة من السلطات أن الجيش لم يزج بعد بكامل قواته في معركة حلب. وذكرت وكالة الأنباء السورية الرسمية “سانا” أن أحد مصوريها أصيب بجروح في إطلاق نار خلال تغطيته الأحداث في حي سيف الدولة. ودانت منظمة “مراسلون بلا حدود” في “رسالة مفتوحة” موجهة إلى المعارضة السورية، الاعتداءات المتزايدة على الإعلام الحكومي في سوريا. وأعلنت قناة “العالم” الإيرانية الرسمية أن مجموعات مسلحة خطفت أحد مراسليها في مدينة حمص وسط البلاد، وذلك بعد سلسلة عمليات خطف وقتل طالت صحافيين آخرين يعملون في وسائل إعلامية رسمية خلال الأسابيع الماضية.
من جهتها، نفت روسيا أن يكون نائب وزير خارجيتها ميخائيل بوغدانوف أجرى مقابلة مع الوطن السعودية أشار فيها بحسب الصحيفة، إلى استعداد الرئيس السوري بشار الأسد للاستقالة وإلى أن شقيقه ماهر فقد ساقيه في هجوم 18 يوليو بدمشق. وقال مصدر في الخارجية الروسية لوكالة ريا نوفوستي الرسمية “لم يجر ميخائيل بوغدانوف أي مقابلة ولا حتى بالهاتف مع صحيفة الوطن السعودية”. من جانبه، وجه المفكر الفرنسي برنار هنري ليفي الذي كان من أول العاملين من أجل التدخل العسكري الغربي في ليبيا في 2011، نداء من أجل تدخل عسكري جوي في سوريا وذلك في مقال بصحيفة لوموند بعنوان “طائرات من أجل حلب”. وقد أعلن المتحدث باسم الوسيط الدولي السابق كوفي عنان الذي استقال، في جنيف، أن السوريين موافقون على ترشيح الجزائري الأخضر الإبراهيمي لمنصب المبعوث الخاص للأمم المتحدة لسوريا.